لم تتخذ مصر تحت سيطرة عبدالفتاح السيسي أيّ خطوات رسمية ضد دولة قطر منذ الثالث من يوليو، رغم المناوشات الإعلامية الكبرى بين الطرفين؛ إلا أنها التزمت بالأوامر الخليجية التي تقودها المملكة العربية السعودية وفقًا لمبادرة التهدئة التي ألزم بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز السيسي بإسكات النبرة الإعلامية، واليوم أثبت السيسي أن مصر تابعٌ رسميٌّ للسعودية والإمارات؛ لانضمامه إلى حملة المقاطعة ضد قطر.
فبعد الإطاحة بالدكتور محمد مرسي استقبل النظام العسكري الرسالة القطرية التي هنّأ فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الرئيس المؤقت لمصر والمُعيّن عدلي منصور بصدر رحب، بمناسبة توليه المنصب بعد أحداث 30 يونيو، وأكّد وقتها أن دولة قطر ستظل سندًا وداعمًا لجمهورية مصر العربية وتحترم إرادتها.
قبول مبادرة عبدالله
ولاحتواء الموقف، دعا ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى عقد مصالحة بين مصر وقطر، تعهّد فيها الأمير تميم بالحدّ من تأييد بلاده لجماعة الإخوان ووضع حدٍّ للانتقادات الإعلامية لدول الخليج.
ورحّبت الرئاسة المصرية بالمبادرة السعودية، وهو التحرك الذي أعقبه بيان مشابه من قطر يؤكد دعمها مصر وأمنها. تبعت البيان القطري خطوات لإبداء حُسن النوايا؛ من بينها إغلاق قناة “الجزيرة مباشر مصر”، التي دائمًا ما رأتها السلطات المصرية “قناة معادية”.
كما استقبل عبدالفتاح السيسي الأمير تميم لدى وصوله مطار شرم الشيخ الدولي للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ26.
الاعتذار لتميم
سبق وكشف عبدالفتاح السيسي عن اعتذاره لأمير قطر عن أي إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزة بنت ناصر من الإعلام المصري، وذلك أثناء لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.
وقال السيسي في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية: “لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال؛ ولذلك أنا قلت لأمير قطر: من فضلك بلغ والدتك عني الاعتذار؛ لأنني لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط؛ وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم”.
وقال عبدالفتاح السيسي إنه لم يصْدر تصريح رسمي واحد من الحكومة فيه إساءة ضد قطر وتركيا.
وردًا على سؤال قال إن الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة، قال: “الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرًا إلى حد أن البعض يظن أنه موجّه لتأييد النظام؛ مما يتسبب في حرج للدولة المصرية، لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية؛ ولكن في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب الشعب المصري والرأي العام وتوجهاتهما”.
وتابع: “كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض؛ تقديرًا للسعودية ودورها العربي الكبير. نحن لا نريد من قطر شيئًا، هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو: من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر -لا قدر الله- سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عامًا”.
إدانات قطرية للتفجيرات بمصر
وفي أبريل الماضي، أعلن أمير قطر “إدانته الشديدة” للتفجيرين اللذين استهدفا كنيسة مارجرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية بمصر، ووصفهما -في برقية تعزية بعثها إلى السيسي- بـ”التفجيرين الإجراميين”، معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”.
كما شدد أمير قطر في البرقية على “إدانته الشديدة لهذا العمل الإرهابي الذي استهدف دور العبادة والمدنيين الأبرياء”، وأكد “موقف دولة قطر الثابت والرافض للعنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله”.
وبعث الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني، نائب أمير قطر، برقية تعزية مماثلة إلى السيسي في ضحايا “التفجيرين”، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
فيما بعث الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، برقية تعزية مماثلة إلى شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، في ضحايا التفجيرين.