رأت وكالة “بلومبرج” للأنباء في تقرير لها -ترجمته رصد- أن دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين وفصائل مسلحة لا ترضى عنها الإمارات وكذلك علاقة قطر مع إيران، هي أهم أسباب “استعراض العضلات” السعودي الإماراتي. بحسب وصف الصحيفة.
وقال التقرير إن أحدًا لم يتوقع الإجراءات التي اتخذتها السعودية وثلاث دول أخرى من غلق للمنافذ البرية والبحرية والجوية أمام حركة التجارة من وإلى قطر، وتحمل هذه الإجراءات بصمات أصابع إثنين من أقوى قادة الدول العربية هما محمد بن سلمان، نائب ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد، رئيس الإمارات الفعلي.
ويؤكد العمل المنسق على السلطة المتزايدة لكلا الرجلين اللذان تسيطر بلدانهما على كميات هائلة من الثروة النفطية وشراء أسلحة من الولايات المتحدة، واستخدمتا كلا هاتين الميزتين لدعم القادة والمجموعات التي يفضلونها ومواجهة المجموعات الأخرى التي لا تحظى بتأييدهم، ولديهما الآن الدعم الصريح من دونالد ترامب الذي يحاول تشديد الموقف الأميركي بشأن إيران.
استعراض عضلات
ويرى التقرير أن الرسالة الحقيقية من هذه الإجراءات التي اتخذها محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، هي استعراض عضلاتهما المدعومة أميركيًا في المنطقة، والاصطفاف في مواجهة الجارة الثرية الأصغر حجمًا لتحركها بطريقة لا تروق لهما.
وأدت هذه الإجراءات المعادية الموجهة إلى أغنى دولة في العالم -وفقا لأرقام الناتج المحلي الإجمالي للفرد- بفضل احتياطياتها الوفيرة من الغاز الطبيعي إلى وضع السعوديين والإماراتيين في مواجهة مباشرة مع دولة ما زالت حليفا رئيسيًا للولايات المتحدة وتستضيف القيادة المركزية.
ويقول أيهام كامل، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا: “اللعبة هنا هي صعود هذا الثنائي كمهندسين للسياسة الإقليمية”، وهذا ما لم يسبق له مثيل، وما تفتقر إليه دول الخليج إلى حد كبير هو العمليات الاستراتيجية التفصيلية، ومثل هذه الإجراءات مخطط لها فقط”.
مصالح ثابتة
يؤكد التقرير أن تقويض جماعة الإخوان المسلمين أحد أهم ركائز الصراع الحالي، وذلك بسبب هدفها المعلن الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، والجدير بالذكر أن التحالف ضد قطر شمل أيضا مصر التي أطاحت بقيادات الإخوان في انقلاب عام 2013 بقيادة قائد الجيش عبدالفتاح السيسي المدعوم إماراتيًا.
ويشير التقرير إلى أن سجل الحازم للسياسات السعودية الإماراتية ليس ممتازا; فالحرب التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الموالين لإيران عالقة في مأزق دموي، وفي سوريا، يتراجع حلفائهم في مواجهة القوات المدعومة من روسيا وإيران، ومصر في حالة من الاضطراب حتى بعد سكب الإمارات والمملكة العربية السعودية مليارات الدولارات كمساعدات لدعم السيسي.
ويقول مختار عوض، الباحث في برنامج جامعة جورج واشنطن حول التطرف: “محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لهما سياسة عدم التسامح مطلقا تجاه أي نوع من المشاريع السياسية الراديكالية في المنطقة، سواء كانت سنية أو شيعية”. وأضاف الخطر هو أن يكون التزام الرجلين بسياسة لا تؤتي ثمارها.
مصالح مشتركة
ويقول “ديفيد أندرو “واينبرج”، زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: “النهج الحازم للسياسة الخارجية الإماراتية السعودي مدفوع إلى حد كبير برؤية الأشخاص”، وأضاف: “هذا النهج ينطوي على خطر في حال تولي ملك آخرالحكم لا يحمل رؤية محمد بن سالمان الحازمة، كما أن الفشل في اليمن يمكن أن يقوض موقف محمد بن سلمان في السعودية.
ويرى التقرير أن العقويات على قطر جاءت بسبب عدم تعاونها مع دول الخليج، وتبنيها سياسة خارجية مختلفة عن جيرانها، وتمويلها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وحماس في قطاع غزة والفصائل المسلحة التي يرفضها الإماراتيون والسعوديون في ليبيا وسوريا، وأيضًا تشغيلها لحقل الغاز المشترك بينها وبين إيران.
ويقول يزيد صايغ، الباحث في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت: “بفضل زيارة ترامب الأخيرة، يبدو أنهم يشعر بن زايد وبن سلمان بأن لهم داعم لأن ترامب تبنى خطابًا معاديًا للإسلامين وإيران”، ويختم “صايغ” بالقول: “يبدو أنهم يعتقدون أن هذا يعني أنهم يستطيعون فعل ما يريدون”.