رأت صحيفة «بوست جازيت» الأميركية أن بيع السيسي لجزيرتي تيران وصنافير للسعودية قد يكون سبباً رئيسياً للإطاحة به نظراُ للغضب الكبير الناتج عن هذه الخطوة.
وقالت الصحيفة إن عبدالفتاح السيسي، الذي جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري، يضع نفسه في موقف لا يحظى بشعبية لدى الشعب المصري، ويسعى في يأس للعثور على المال لإصلاح الفوضى المالية الكبيرة، الناجمة جزئيا عن سياساته .
وتضيف الصحيفة أن السيسي أطاح بالدكتور محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013، وحبسه، وبعد أن رقى نفسه إلى رتبة مشير، انتخب بعد ذلك رئيسا في عام 2014 بنسبة 96٪.
وأدت الاضطرابات في مصر، التي سبقت انتخاب مرسي والإطاحة به إلى انخفاض كبيرفي عائدات السياحة في البلاد، أحد مصادر الدخل الهامة للبلاد ، وفي نفس الوقت أدت المشاكل الناتجة عن هجمات تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء، وقمع الإخوان المسلمين والمعارضين الآخرين وأعمال العنف التي استهدفت الأقباط إلى عدم توفر مناخ ينمو فيه اقتصاد جيد أو مجتمع سليم.
وسعى السيسي إلى الحصول على تمويل من دول سنية أخرى في المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلا أن إحدى حيل الحصول على المال قد تؤذيه في النهاية أكثر من مساعدته، وهي التنازل عن جزيرتين صغيرتين في البحر الأحمر تيران صنافيراللتان تقعان عند مدخل خليج العقبة، ويعتبر معظم المصريين الجزيرتين غير المأهولتين أرضاً مصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية قدمت لحكومة السيسي حوالي 25 مليار دولار في شكل مساعدات واستثمارات منذ عام 2014، عندما تولى السلطة.
وترى الصحيفة أن قضية الجزيرتين قضية قومية يمكن أن تستمر في إثارة الرأي العام ضد السيسي، نظراً للثقافة التي تعود إلى آلاف السنين التي تميل إلى التقليل من شأن السعوديين ،واعتقادهم بأن السعودية اشترت الجزيرتين بأموال النفط.
وتختم الصحيفة بالقول «يبقى السؤال هو هل سينتج عن استمرار القمع الشديد انفجار في مصر مثلما حدث في ميدان التحرير أو ظاهرة الربيع العربي أو أن السيسي سينجو من بيع أراض مصرية في مقابل المال السعودي».