قالت صحيفة «ناشونال إنتريست» الأميركية، إن قطر رغم صغر حجمها وكثافتها السكانية استطاعت بثرائها وتأثير شبكة الجزيرة الإعلامية التابعة لها من إظهار نفسها كدولة قوية، وأوضحت قوّتها في مفاوضات دارفور وطرابلس وصنعاء وغيرها من الأزمات؛ وهو ما جعلها تحظى باحترام الجميع.
تضيف الصحيفة أن الدوحة تعرّضت إلى انتقادات من الجوانب كافة، تسبّبت في قرب خسارة مرشحها في سباقه لقيادة منظمة اليونسكو بعد أن كان ضمن فوزه منذ أشهر قليلة، وحاولت أطرافٌ الضغط على «الفيفا» لمنع إقامة كأس العالم في قطر، والضغط لغلق أميركا كبرى قاعدة جوية لها الموجودة في الدوحة.
واجهت الدوحة اتهامات بدعم الإرهاب؛ ما تسبّب في قطع حلفائها، من بينهم مصر والسعودية والبحرين، علاقتهم الاقتصادية معها وأغلقوا الموانئ البحرية والجوية، ووجهت وسائل الإعلام العربية نقدًا قويًا إلى قطر.
اعتبرت الصحيفة أن هذا الهجوم غير المسبوق على قطر جاء نتيجة تمويلها لأعداء أميركا وحلفائها؛ حيث عبّر متخذو القرار في واشنطن عن قلقهم مما وصفوه «دعم قطر لجماعات موالية للقاعدة في سوريا وكذلك تنظيم الدولة»، بجانب دعمها لحماس الفلسطينية التي صنفتها أميركا والاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية».
تعتقد البحرين أن قطر تدعم الجماعات المسلحة المعارضة للعائلة المالكة، فيما وجّهت إليها السعودية اتهامات بالدعم المالي للمتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك دعم جماعات معارضة عنيفة في مقاطعة القطيف. في الوقت نفسه، قدمت قطر ملاذًا آمنًا لجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها دول عربية «جماعة إرهابية»، بجانب ترحيبهم بوجود يوسف القرضاوي التابع للإخوان وخالد مشعل التابع لـ«حماس».
ترى الصحيفة أن هذا الدعم كان يمكن التسامح معه لولا وجود مواجهات بين إيران والدول العربية عبر حروب الوكالة، ولفت وسائل الإعلام الإيرانية للبحرين باعتبارها المقاطعة الإيرانية الثامنة؛ على الرغم من أن طهران لم تحكم هناك منذ ثلاثة عقود، ودعت المؤمنين بها إلى إنهاء السيطرة السعودية على مكة والمدينة، يبدو أن الدول العربية تخشى من إيران؛ بسبب تطويرها نظام صواريخ يمكن أن تستخدمه لفرض سيطرتها.
على عكس دول المنطقة، تشارك قطر مع إيران في مصالح مشتركة؛ من بينها أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. بينما كانت إيران تحت الحصار، تابعت قطر بيع الغاز الطبيعي الإيراني لأوروبا؛ ويبدو أن القرب القطري من طهران هو ما تسبب في الأزمة مع دول المنطقة.
في الوقت الذي حاولت فيه وزارة الخارجية الأميركية أن تستمر على الحياد وطلبت أدلة على تخطي قطر «الخطوط الحمراء» كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر وضوحًا عندما طالب قطر بوقف دعمها لأعداء أميركا.
رأت الصحيفة أنه على قطر وقف دعمها للجماعات المختلفة التي صُنّفت دوليًا «جماعات إرهابية»، وتسليم القادة الموجودين على أرضها للمحاكمة في دولهم.
تضيف الصحيفة أنه على الخارجية الأميركية دعوة المغرب إلى المساعدة، موضحة أن إيران بمساعدة قطر تدعم الانتفاضات للجماعات الشيعية في الدول ذات الأغلبية السنية، موضحة أن الملك المغربي محمد السادس وكلماته وتعاليمه الدينية المعتدلة ساهمت في تهدئة السكان الشيعة وجعلهم يرفضون العنف.
ترى الصحيفة أن قطر يجب أن توقف دعمها للانقسام الإسلامي، ويجب أن تعطي الفرصة للمغرب والدول العربية لوقف الحرب الأهلية الدينية قبل أن تبدأ، ويمكن أن تؤدي لمقتل الملايين وتستمر لعقود.
