شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد تصريحات الخارجية.. مصر تفقد جميع أوراق الضغط بشأن سد النهضة

بعد تصريحات الخارجية.. مصر تفقد جميع أوراق الضغط بشأن سد النهضة
كشفت تصريحات الخارجية المصرية بشأن سد النهضة وتحذيراتها من ضياع مزيد من الوقت، والمطالبة بتدخل سياسي، عن موقفها تجاه الأزمة، وقال خبراء ومحللون إنها فقدت جميع أوراق الضغط التي تمتلكها بشأن السد، محذّرين من إقبال مصر على كارثة

كشفت تصريحات الخارجية المصرية بشأن سد النهضة وتحذيراتها من ضياع مزيد من الوقت، والمطالبة بتدخل سياسي، عن موقفها تجاه الأزمة، وقال خبراء ومحللون إنها فقدت جميع أوراق الضغط التي تمتلكها بشأن السد، محذّرين من إقبال مصر على كارثة، وأن سد النهضة الذي قارب على الانتهاء سيتسبب في فقر مائي لمصر وبوار آلاف الأفدنة.

وطالبت مصر بتدخل سياسي في الأمر وإزالة أي عقبات قد تعيق إتمام الدراسات الفنية للسد وتأثيرها عليها.

وبحسب اتفاق في سبتمبر 2016، ​تنتظر مصر والسودان وإثيوبيا نتائج مكتبين استشاريين فرنسيين يعدّان ملفًا فنيًا عن السد وأضراره؛ على أن تنتهي الدراسات في أغسطس المقبل.

تحذيرات مصرية

وفي الوقت الذي بدأ فيه احتساب العد التنازلي لاستكمال بناء السد وتخزين المياه، لا تزال مصر تطالب بسرعة تنفيذ الدراسات الفنية التي تحدد الآثار السلبية لبنائه على دولتي المصب (مصر والسودان). وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد مباحثات مع نظيره الإثيوبي وركنا جيبيو إن «اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان يؤكد بكل وضوح ضرورة الالتزام بنتائج دراسات السد وتأثيراته المحتملة».

وتابع أن «إضاعة مزيد من الوقت دون إتمام الدراسات في موعدها سوف يضع الدول الثلاث أمام تحديات جسام»، مضيفًا أن «الأمر يتطلب التدخل السياسي من أجل وضع الأمور في نصابها؛ لضمان استكمال المسار التعاوني الفني القائم».

وطالب بـ«عقد اجتماع فوري للجنة الفنية الثلاثية على مستوى وزاري لاتخاذ القرار المناسب تجاه التقرير الاستهلالي الذي قدّمه المكتب الاستشاري، الذي لم يُتّفق عليه حتى الآن»، مشددًا على «إزالة أي عقبات قد تعيق إتمام هذا المسار لتسهيل الانتهاء من الدراسات المطلوبة في موعدها المقرر دون أي تأخير».

وأكد وزير الخارجية المصري لنظيره الإثيوبي أن «مصر هي الطرف الرئيس الذي يمكن أن يتضرر من استكمال بناء السد وبدء تشغيله دون أخذ الشواغل المصرية بعين الاعتبار».

وشدّد الوزير الإثيوبي، وفق بيان الخارجية المصرية، على «التزام بلاده بإعلان المبادئ الثلاثي والتعاون مع مصر من أجل استكمال المسار الفني الثلاثي والانتهاء من الدراسات في موعدها».

خطورة الأمر

وتتخوف القاهرة من تأثيرات سلبية لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، مصدر المياه الوحيد في مصر؛ بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثّل نفعًا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررًا على دولتي مصب النيل (السودان ومصر).

من جانبه، تحدّث أستاذ الأراضي والمياه الدكتور محمود خفاجي عن خطورة الأوضاع المائية قائلًا إن «مخزون المياه خلف السد العالي لا يكفي للزراعة لمدة عام؛ لأن ما يصل أقل من المعدل السنوي؛ بسبب ملء خزان سد النهضة»، مؤكدًا أن «المياه الجوفية لن تعوّض هذا النقص الكبير».

عجز نظام السيسي

وفي تعليقه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالله الأشعل: «إنهم (نظام الحكم العسكري) يعرفون جيدا أنهم فرطوا في مياه النيل»، معتبرًا أن تصريح وزير الخارجية «ما هو إلا استكمال للمسرحية».

وأكّد الأشعل أن «من يحكمون مصر الآن ما هم إلا ترس في نظام يهدم الدولة المصرية تحت ستار مخادع»، مضيفًا أن «تصريح شكري يؤكد أنهم عجزوا عن تقديم الحل لملف المياه، ويصدّرون المشكلة للشعب تمهيدًا للإعلان عن كارثة كبرى؛ مفادها تعطيش المصريين وبوار الأرض وخراب الدولة».

وانتقد الأشعل طلب وزير خارجية بـ«التدخل السياسي لحل الأزمة»، متسائلًا: «ألم يكن هناك تدخل سياسي في أربع سنوات مضت؟»، معتبرا الطلب «هرتلة لا جدية فيها».

وأضاف السياسي المصري أن «كل هذه الهرتلة تسعى في النهاية إلى تمهيد المصريين لقرار توصيل المياه لإسرائيل، والتأكيد بأن هذا هو الحل الوحيد مع إثيوبيا»، موضحا أن «توصيل مياه النيل لإسرائيل أمر متفق عليه منذ حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023