في زيارة هي الأولى لرئيس حكومة هندية لـ «إسرائيل»، وصل رئيس الحكومة الهندية، ناريندرا مودي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، على خلفية مرور 25 عاما على إحلال علاقات دبلوماسية بين الطرفين، بينما أكد مسؤولون أن الزيارة تهدف لتطوير بيع وإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة ونظم الرادار .
تقتصر على الكيان الصهيوني
وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، زيارة «مودي» تختلف عن غالبية زيارات زعماء أجانب للبلاد، حيث قرر أن تقتصر زيارته على «إسرائيل»، دون السلطة الفلسطينية.
وتعتبر الهند داعما تاريخيا قويا للقضية الفلسطينية رغم سعيها -بعيدا عن الأضواء- لعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أن «مودي» كشف عن علاقات عسكرية مزدهرة بين البلدين.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في استقبال «مودي» في مطار اللد، وقال لرئيس الحكومة الهندية إن إسرائيل كانت في انتظار هذه الزيارة منذ 70 عاما، مضيفا أن «هذا اليوم عظيم، وتاريخي».
بيع أسلحة
من جهته قال رئيس الحكومة الهندية إنه مسرور بوجوده في «إسرائيل»، وأنه «يتشرف بكونه أول رئيس حكومة هندي يصل إلى البلاد في زيارة طلائعية»، مضيفا أن زيارته هذه ستكون بداية مسار الشراكة مع «إسرائيل».
وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتم، قد صرح يوم أمس الإثنين، إن نتنياهو سيرافق نظيره الهندي، بشكل استثنائي، طيلة الـ48 ساعة التي سيقضيها في «إسرائيل».
وأضاف أن هذا الإجراء غير متبع مع زعماء آخرين، ولكنه مؤشر على أن الحديث عن زيارة تاريخية توليها «إسرائيل» أهمية قصوى.
وبحسب «هآرتس» فإن زيارة مودي لإسرائيل سوف تتركز أساسا في التعاون المدني بين الهند وإسرائيل في مجال المياه والزراعة والتحديث والسيبرانية والفضاء.
لكن مسؤولون في دلهي وتل أبيب أكدوا إن مودي سيجري محادثات تستمر ثلاثة أيام مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتطوير بيع وإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة ونظم الرادار تحت شعار «صنع في الهند».
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أنّ البلدين وقعا صفقات دفاعية تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار سنويا.
برنامج الزيارة
وتوجه نتنياهو ومودي بعد إجراءات الاستقبال في المطار إلى مزرعة «دان دنتسيغر» في موشاف مشمار هشفعا لمشاهدة التطويرات في مجال الزراعة، وخاصة الزهور والري. وبعد ذلك سيتوجه الاثنان إلى «ياد فاشيم» في القدس. وفي ساعات المساء سيتوجهان إلى مسكن رئيس الحكومة في القدس.
ومن المقرر أن يجري نتنياهو ومودي لقاءات عمل طويل في فندق الملك داوود في القدس، تتضمن التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون، تختتم بتصريحات مشتركة لوسائل الإعلام بدون توجيه أسئلة من قبل الصحافيين.
وفي ساعات مساء غد، الأربعاء، سيتوجه الاثنان إلى «غاني هتعروخاه» في تل أبيب لإلقاء خطابات أمام جمهور الهنود في إسرائيل.
ومن المقرر أيضا أن يتوجه نتنياهو ومودي، الخميس، إلى حيفا، لزيارة المقبرة العسكرية البريطانية، حيث دفن عدد من الجنود الهنود الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى، ثم يتوجهان إلى شاطئ «دور» قرب «غفعات أولغا» لمشاهدة نموذج لتحلية المياه بواسطة مركبة خاصة عليها نظام تحلية مياه تم تطويره في إسرائيل.
وفي وقت لاحق من الخميس، سيشاركان في مؤتمر حول التحديث في تل أبيب مع عشرات المديرين العامين لشركات إسرائيلية وهندية، وذلك بهدف تشجيع التعاون في القطاع الخاص بين الهند وإسرائيل.
وينهي «مودي» زيارته لإسرائيل في الساعة الخامسة من بعد ظهر الخميس، ويتوجه عائدا من مطار اللد إلى الهند.
صفقات أسلحة
وأبرمت الهند في أبريل الماضي اتفاقا مع شركة «إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء» الحكومية بقيمة حوالي ملياري دولار، ووصفت الاتفاق بأنه «أكبر صفقة دفاعية» في تاريخ الدولة العبرية.
وبموجب الاتفاق، ستقوم الشركة الإسرائيلية بتزويد الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات.
كما تم الإعلان في وقت لاحق عن صفقة قيمتها 630 مليون دولار لتزويد البحرية الهندية بأنظمة الدفاع الصاروخي.
ويرى محللون أن الهند تنتهج عادة دبلوماسية حذرة في المنطقة خوفا من إغضاب الدول العربية وإيران، فهي الدول التي تعتمد عليها الهند في وارداتها الكبيرة من النفط، كما تخشى إثارة استياء الأقلية المسلمة بين سكانها.
وقال أسد الدين عويسي عضو البرلمان الفدرالي الهندي عن مجموعة إقليمية تدعو لاحترام حقوق المسلمين، إن «زيارة ناريندرا مودي لإسرائيل لن يكون من شأنها سوى تدعيم احتلال فلسطين».
وفي مايو الماضي، استضاف مودي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعرض عليه المساعدة في مجالات الصحة وتكنولوجيا المعلومات، لكن الزيارة لم تحظ باهتمام كبير.
