أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأحد من مدينة استانبول التركية الأحد 25-3-2012  وثيقة "عهد وميثاق" حددت فيها الأطر العريضة لمفهومها لسوريا ما بعد الأسد. فيما يرى مراقبون هذه الخطوة هدفها إظهار أن الجماعة متواجدة على الساحة السياسية بعد أن كانوا يمارسون عملهم فى المجلس الوطنى خلف ساسة آخرون .

وقالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إن هذه الوثيقة تعد أساس لرؤية وطنية وقواسم مشتركة، تتبناها الجماعة، وتتقدم بها أساسًا لعقد اجتماعيّ جديد، يؤسّس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكوّنات المجتمع السوريّ، بكلّ أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية.

وتلا المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة الوثيقة التي حملت عنوان "عهد وميثاق من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا" تتضمن "رؤية وطنية وقواسم مشتركة تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتتقدم بها أساسًا لعقد اجتماعي جديد يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري". 

وأكدت الجماعة أنها تلتزم العمل على أن تكون سوريا المستقبل، دولة مدنية حديثة، تقوم على دستور مدنيّ يحمي الحقوقَ الأساسية للأفراد والجماعات، من أي تعسّف أو تجاوز، ويضمن التمثيلَ العادل لكلّ مكوّنات المجتمع… دولة ديمقراطية تعددية تداولية، وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنسانيّ الحديث، ذات نظام حكم جمهوريّ نيابيّ، يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخاباتٍ حرة نزيهة شفافة".

وشددت الجماعة على أنها ستؤسس لدولة العدل والقانون بمشاركة القوى السياسية المختلفة على أساس المشاركة الفعالة لا المغالبة وقالت "حتى أولئك الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب، من أيّ فئة كانوا، فإنّ من حقهم الحصولَ على محاكمات عادلة، أمامَ القضاء النزيه الحرّ المستقل".

عرض للقوة

وعلى الجانب الآخر قال عبد الرحمن ربوع ناشط سياسي سوري تعليقًا على الوثيقة: إن هذا البيان جاء لإظهار قوتهم وأنهم موجودون على الساحة بعد أن كانوا يمارسون عملهم فى المجلس الوطني خلف ساسة آخرين.

وأضاف عبدالرحمن ربوع أن الوثيقة محاولة لتبييض وجه الجماعة ومحاولة لوضع النقاط على الحروف وتوضيح المواقف بعد الاتهامات والانتقادات التي وجهت إليها مؤخرًا، وفي المجمل هذه خطوة جيدة نحو توحيد المعارضة.

وفي سياق متصل تباينت آراء النشطاء السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض للوثيقة فالبعض يرى أنها خطوة جيدة مثل أحد النشطاء الذي كتب معلقًا "بارك الله بجهودكم وهذا ما كنا نأمله من جماعة الإخوان المسلمين العمل الجماعي الوطني الحكيم وشكرًا لكم"

فيما انتقد البعض الآخر البيان وكتب قائلا "الثورة السورية ستفشل لأنها أصبحت ثورة إسلامية "

وراء الستار

ويرى مراقبون غربيون أن أسلوب عمل الإخوان فى المجلس الوطنى اعتمد على الدفع بشخصيات أخرى للواجهة بالرغم من الدور الكبير الذي تلعبه بنفسها (من الكواليس) على أرض الواقع مما أثار المعارضة وجعلها توجه انتقادات حادة للجماعة. 

ويرى محللون سياسيون أن هذه الانتقادات تثير المخاوف لدى شرائح من خارج الأغلبية السنية وجعلها تتأخر في الانضمام للقوى المناهضة للأسد وهو ما الأمر الذي حسمته الوثيقة اليوم.