بعد 6 أيام من المعارك الطاحنة فى جنوب ليبيا، قتل على أثرها163 شخصاً وجرح نحو أربعمائة آخرين، أعلن رئيس الحكومة الليبية عن تشكيل لجنة تقصى حول الأحداث بالتزامن مع إعلان رئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل جنوب ليبيا منطقة عسكرية وعين لها العقيد "ونيس بوخمادة" حاكما عسكرياً.
وأشار عبدالرحيم الكيب رئيس الحكومة الإنتقالية بحسب ما اوردته وكالة الانباء الليبية خلال لقائه بأهالى سبها إلى أنه "لا بد أن يكون هناك أفراد مسؤولين عن ما حدث" مضيفا أن "التحقيقات سوف تؤكد ذلك أو تنفيه".
وفى سياق متصل قال مصطفى عبد الجليل فى تصريحات صحفية انإعلان جنوب ليبيا منطقة عسكرية عقب إتفاق الصلح الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار وإستلام الجيش لجميع المراكز الحيوية في المدينة وإخضاع المتنازعين لأوامره.
وجاء هذا الإعلان بعد التوصل أول أمس إلى إتفاق هدنة بين القبائل العربية وقبيلة التبو بعد 6 أيام من المعارك الدامية بمدينة سبها وبعد ان طالب عيسى عبد المجيد زعيم قبيلة التبو الليبية الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى للتدخل لوقف ما أسماه التطهير العرقى للتبو مهددا بالإنفصال أسوة بمدينة برقة فى شرق ليبيا التى تم إعلانها إقليما فيدراليا يتمتع بالحكم الذاتى مطلع الشهر الماضى .
وبحسب ماذكرته تقارير صحفية يروى "وليد ناجي النيبال" القانوني الليبي الحادثة قائلا "إن ما حدث ليس عملية بين ثوار ليبيين وفلول القذافي بل هي عملية ثأر ليس إلا، كانت بدايتها قتل شخص من قبيلة أولاد سليمان من قبل شخص ينتمي إلى قبيلة التبو الذي فتح النار داخل قاعة اجتمعت فيها قبائل سبها وأسفر الحادث على مقتل العديد من الأشخاص الذين لا ينتمون إلى قبيلة التبو مما جعل هذه القبائل تتحد ضد قبيلة التبو".
ويرى مراقبون ان المشاكل القبلية التى تحولت إلى مواجهات مسلحة تعكس بالدرجة الأولى حالة الفراغ الأمني والسياسي في ليبيا وعجز المجلس الوطني الانتقالي والحكومة على تقديم رؤية مستقبلية لليبيا وانتشار الاسلحة بايدى الثوار الذين يرفضون استيعابهم فى الجيش والشرطة وتناحر المليشيات العسكرية على السيطرة على الاراضى الليبية .
فيما يقول محللون سياسيون ان قضية قبائل التبو فى جنوب ليبيا لم تكن وليدة هذه الاشتباكات وانما لها جذور ماضية من أيام حكم العقيد الراحل معمر القذافى الذى همش هذه القبائل ومنعهم من دخول المدارس ومن الخدمات الإنسانية الأمر الذى دعا منظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة حث حكومة القذافى إلى التعامل بالطرق الانسانية مع قبائل التبو .
واضافوا ان فى الاونة الاخيرة برزت جماعة التبو بقيادة عيسى عبد المجيد فى وسائل الاعلام العالمية والعربية للدفاع عن حقوقهم بعد مقتل القذافى _الذى استغلهم فى عدة حروب مع تشاد واغندا ولبنانومات عدد كبير منهم ولم يعرف مصير الكثير منهم حتىالان _وحث الحكومة على النظر اليهم وفى اوضاعهم المعيشية المتدهورة .
واشاروا الى ان تجدد المواجهات سوف يشكل عبئا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا على المجلس الوطنى الانتقالى مما سيشكل عدم الشعور بالرضى لدى المواطن الليبى الذى يتظاهر الان لتوفير الخدمات الاساسية فقط .
ويذكر ان قبيلة التبو تقيم في المربع الحدودي بين ليبيا وتشاد والسودان والنيجر.وهي قبيلة امازيغية لها لغة خاصة غير العربية يقيم معظم أفرادها في منطقتي قدر وحارة التبو في مدينة الكفرة، ويقومون في بيوت مبنية معظمها من أوراق النخيل والصفيح، وجميعهم من ذوي البشرة السمراء و يقدر عددهم بحوالي مليوني نسمة تقريبا، ويعتقد أنهم ينحدرون من تشاد.