رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمت أمس تقريرًا أشارت فيه إلى صحة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والخاص بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووى، إلا أنها أخفقت في إبطاء هذا البرنامج بل زادته سرعة .
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" – في تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى – "إن تقرير الوكالة وضع إسرائيل فى مأزق حيث وثق إقتراب إيران من تخطى الخط الأحمر الذى تحدثت عنه إسرائيل طويلا والمتمثل فى القدرة على إنتاج أسلحة نووية فى موقع محصن ضد أى هجوم إسرائيلى".
وأضافت أنه بهذا التقرير الذي يوضح أن إيران وضعت بالفعل أكثر من 100ر2 جهاز طرد مركزى داخل معمل تحت الأرض لا يمكن اختراقه فعليا، كما زادت من سرعة إنتاج الوقود النووى، فإن المسئولين والخبراء الإسرائيليين يشيرون إلى أن الاستنتاجات قد تجبر إسرائيل على ضرب إيران أو التسليم بأنها غير مستعدة للتصرف من تلقاء نفسها.
ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع المستوى بالحكومة الإسرائيلية – طلب عدم ذكر اسمه – قوله "إن التقرير يضعنا أمام طريق مسدود.. فكلما مضى الوقت دون تغيير على أرض الواقع فيما يتعلق بسياسات إيران، كلما أصبح الأمر لعبة يكون المجهود الذى يتم بذله فيها دون جدوى".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد على التوتر مع واشنطن خلال أجواء انتخابات رئاسية مشحونة، حيث يؤكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي أن لديهما تقييما مشتركا حول المعلومات الاستخباراتية بشأن تقدم إيران، لكن ما لايتفقان عليه هو إلى أي مدى يعد الوقت مناسبا.
وقالت الصحيفة "إن المسئولين الأمريكيين حاولوا مرارا طمأنة الإسرائيليين على أنهم يحظون بدعم الولايات المتحدة، وتذكيرهم بأن إسرائيل ليس لديها القدرة على تدمير المنشأة الموجودة تحت جبل خارج محافظة "قم" بنفسها".وأكدت الصحيفة، أن الولايات المتحدة لديها الأسلحة التى يمكن بها تدمير المعمل، فيما رأى الرئيس الأمريكي أنه لايزال هناك ما يطلق عليه البيت الأبيض "الوقت والمساحة" للدبلوماسية والعقوبات والتدمير، وهو الأمر الذى يعتبره الإسرائيليون ليس كافيا.
ورأت الصحيفة، أن التقرير يأتي في لحظة حرجة من حملة إسرائيل الطويلة لحشد الدعم الغربى لوقف تطوير إيران لسلاحها النووى، مشيرة إلى أن المحترفين العسكريين يسلمون بأن الفعالية القوية لضربة إسرائيلية تقل مع نقل إيران أكثر لعملياتها تحت الأرض.