شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«قطر» تستجيب إلى نداء أمير الكويت.. وتدعو إلى احترام رموز الخليج

أمير قطر تميم بن حمد - أرشيفية

أعلنت قطر استجابتها إلى نداء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي أطلقه اليوم أثناء كلمته في افتتاح دور انعقاد لمجلس الأمة الكويتي بشأن الأزمة الخليجية، ودعا فيه إلى وجوب الالتزام بنهج التهدئة لحلها، وحذر من مخاطر التصعيد.

جاء هذا في بيان أصدرته الخارجية القطرية مساء الثلاثاء، أكّدت فيه استجابتها إلى النداء «لأنّ دأب دولة قطر عبر تاريخها السعي في كلّ سبل الصلح وتبني النهج الحضاري والسلمي في حلّ النزاعات، وهو الأمر الذي أرسته دبلوماسيتها النشطة منذ عقود».

وقال البيان إنّ «قطر تملك إيمانًا قويًا بعدالة موقفها إزاء ما تتعرض له في هذه الأزمة، وتمسكها بالحوار القائم على الاحترام المتبادل انطلاقًا من مبادئها وقيمها الراسخة»، داعية المواطنين والمقيمين ووسائل الإعلام كافة إلى «تجنب الانسياق أو الانزلاق إلى الإساءة لرموز الخليج».

وأضاف البيان أنّ «هذه المبادئ ليست بالجديدة، وليست انعكاسًا للظروف الراهنة؛ فقد كان السعي لوحدة الصف الخليجي وإعلاء الهدف الخليجي المشترك، والوفاء بكافة الالتزامات للحفاظ على كيان مجلس التعاون الخليجي هو ديدن دولة قطر الدائم في أوقات الرخاء والشدّة على حدّ سواء».

وقال إنّه «على الرغم مما تعرضت وتتعرض له دولة قطر من حملة إعلامية ممنهجة، تطال رموزها وحكومتها وشعبها، وما تعرضت له من إجراءات جائرة وغير مشروعة خلال الشهور الماضية؛ فإنها وإذ تعتز وتفخر بالموقف الحضاري والأخلاقي للشعب القطري».

واختتم البيان بالتأكيد أنّ دولة قطر، الملتزمة بقواعد الأمن والتعاضد والمودّة بين الأشقاء في مجلس التعاون، لا ترضى بخلخلة هذه القواعد، مع احتفاظ حكومتها وشعبها بحقهما في الدفاع المشروع عن قضيته العادلة بكلّ موضوعية ومهنية في جميع المحافل والمنابر المتاحة.

حرس إنذار

ورفع أمير الكويت الصوت عاليًا أثناء كلمته في افتتاح دورة الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة (البرلمان) اليوم الثلاثاء، منبهًا إلى المخاطر التي تهدّد وجود مجلس التعاون الخليجي بسبب التصعيد في مواقف دول حصار قطر ورفض الوساطات والحوار من أجل إيجاد حل للأزمة التي تتفاقم منذ فرض الحصار البري والجوي ضد قطر في 5 يونيو الماضي.

ويأتي حديث أمير الكويت بعد أن فشلت زيارته الأخيرة إلى الرياض في السادس عشر من الشهر الحالي، وهدفها تبريد الأزمة من أجل عقد قمة مجلس التعاون في موعدها المقرر في نهاية ديسمبر المقبل؛ لكنه فوجئ بطلب الرياض نقل القمة إلى السعودية وعقدها من دون حضور قطر، وهو الأمر الذي رفضه أمير الكويت واعتبره مدخلًا لأن «انهيار مجلس التعاون الخليجي سيكون انهيارًا لآخر معاقل التعاون العربي»، كما قال في خطابه صباح اليوم.

وقال مصدر خليجي رفيع المستوى إنّ المسؤولين السعوديين أبلغوا أمير الكويت برفضهم للحوار والوساطة، وأن استراتيجتهم تعتمد على حصار طويل المدى. وأضاف المصدر أنّ الإصرار على مواصلة سياسة الحصار والتحريض والافتراء ضد قطر متواصل؛ إلى حد أن دول الحصار رفضت وقف الحملات الإعلامية، وصعّدت منها في زيارتي أمير الكويت وتيلرسون للرياض.

ودعا أمير الكويت هذا الصباح إلى الالتزام بـ«النهج الهادئ» في معالجة الأزمة؛ إذ إن «التاريخ والأجيال لن يسامحا من يقول كلمة واحدة تساهم في تأجيج الخلاف الخليجي».

تأجيل القمة الخليجية

وكشف مصدر دبلوماسي كويتي أمس أنّ القمة الخليجية المقررة عقدها في الكويت في ديسمبر المقبل باتت في حكم المؤجلة؛ بسبب الأزمة الخليجية.

وقال إنّ «الكويتيين يعتقدون أنّ زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى المنطقة ستدفع نحو قمة تفاوضية في واشنطن برعاية الرئيس دونالد ترامب، وهذا أقصى ما تأمله القيادة هذه الأيام؛ إذ إن الكلام عن حلّ قريب للأزمة مجرد حديث للاستهلاك الإعلامي فحسب».

واجتمع «تيلرسون» الأحد الماضي في الرياض مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» ونجله ولي العهد الأمير «محمد»، قبل أن يغادر إلى الدوحة ويلتقي بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

وعقب اللقاء، أعرب تيلرسون في مؤتمر صحفي مساء الأحد عن خيبة أمله من تمسّك محمد بن سلمان بمساعيه، وعبّر الوزير الأميركي في مقابلة مع وكالة «بلومبيرج» عن تشاؤمه بشأن قرب حل الأزمة الخليجية، محملًا دول الحصار مسؤولية استمرارها.

وفي مؤتمر صحفي مع الرئيس الأميركي مطلع الشهر الماضي، أكّد أمير الكويت أنّ بلاده نجحت في «وقف أيّ عمل عسكري في الأزمة الخليجية»، معربًا عن تفاؤله في التوصل إلى حل قريب للأزمة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023