شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مقتل الأمير منصور «المحبوب» يثير التساؤلات بشأن عودة اغتيالات «أحفاد القصر»

الأمير منصور بن مقرن

جاءت أنباء مقتل الأمير منصور بن مقرن، نائب أمير منطقة عسير وصاحب الشعبية الكبرى، رفقة مسؤولين سعوديين آخرين في حادثة تحطّم مروحية بالمحافظة؛ ليثير شكوكًا ويطرح تساؤلات عن عودة الاغتيالات السياسية التي شهدتها المملكة منذ العقد الماضي.

و«منصور» نجل الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أوّل ولي عهد أثناء ولاية الملك سلمان، وصدر بحقه قرار بالإعفاء من ولاية العهد.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للحظات الأخيرة للأمير منصور

أثار الحادث الشكوك واحتمال تعرّض الأمير إلى اغتيال، خاصة وأنه بعد ساعات من حملة لجنة مكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واعتقل فيها أمراء ومسؤولين وكبار رجال الأعمال؛ على رأسهم الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني، والأمير الوليد بن طلال.

وكان الأمير الراحل محلّ إعجاب سعوديين على نطاق واسع قبل شهور، إثر مقطع فيديو يظهر مشاركته بنفسه في تنظيف منتزه في منطقة عسير.

وللأمير الراحل علاقة طيبة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي حُجّم عملها منذ صعود محمد بن سلمان إلى أروقة القصر الملكي.

وتفاعلًا مع الحادثة، أطلق مغردو «تويتر» هاشتاجًا بعنوان «#وفاة_منصور_بن_مقرن_ومرافقيه» قالوا إنّ الأمير كان حريصًا على خدمة الشعب ونشيطًا في عمله، كما أنه توفي أثناء متابعته أحوال محافظة عسير.

ودون النظر عما كان متوقعًا من المملكة، فإنها مرّت باغتيالات سياسية عديدة، منها ما نجح وأخرى أخفقت؛ نستعرضها في هذا التقرير.

اغتيال الملك فيصل

يعتبر أشهر حادثة مرّت بها السعودية؛ ففي صباح 25 مارس 1975، وفي الديوان الملكي، دخل عليه ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز وأرداه قتيلًا برصاصات من مسدسه.

وتحدّثت تحليلات عن سبب الاغتيال قائلة إنّ الولايات المتحدة و«إسرائيل» وراءه، وتحدّث البعض عن انتقامه لأخيه الأمير خالد، الذي قتل في بيته في الستينيات بسبب قيادته مظاهرات ومحاولته احتلال مبنى التيلفزيون -حسب الرواية الرسمية- وهو في الثالثة والعشرين من عمره آنذاك.

لكنّ بُعدًا آخر غاب عن أسباب هذا الاغتيال، وهو أنَّ النظام السعودي منع في وقتٍ سابق الأمير مساعد (أبو فيصل وخالد) من الممارسة السياسية ومن تقلّد أيّ مناصب سياسية؛ بدعوى اضطراب عقله وجنونه.

والمعروف عن مساعد أنه كان ضد انتقال الحكم إلى الملك فيصل بعد الانقلاب الأبيض الذي قاده على أخيه الأكبر والملك حينها سعود بن عبدالعزيز عام 1962.

الأمير منصور بن عبدالعزيز

بالرغم من صغره مقارنة بأخويه سعود وفيصل، وحتى خالد وفهد، فاعتماد أبيه عبدالعزيز عليه ربما كان يفوقهم جميعًا؛ إذ كان وزيرًا للدفاع والطيران معًا، وشارك مع والده في معارك، ووضع الخطط الأولى لتكوين الجيش السعودي وتطويره.

فقال محللون إنّه كان أحد أقوى المرشحين لخلافة والده عبدالعزيز بالرغم من ترتيبه المتأخر عمريًّا عن إخوته؛ بسبب صلاته القوية جدًّا بالبريطانيين، وكونه وزيرًا للدفاع والطيران وهو لم يتجاوز الثلاثين بعد.

وتتضارب الروايات عن موت الأمير منصور الغامض؛ فبعد حفلة استضافها حاكم الرياض الأمير ناصر (أحد أكبر إخوته) مات الأمير منصور بسبب التسمم بالكحول؛ ما جعل والده عبدالعزيز يقبض على ناصر ويودعه السجن، بينما تقول رواية أخرى إنّه في رحلته إلى باريس مع أخويه الكبيرين فيصل وخالد، وبعد وصول طائرتهم إلى باريس، وقع مغشيًّا عليه وتوفي فجأة.

لكنّ محللين رفضوا هاتين الروياتين واعتقدوا أنّ إخوته الأكبر اغتالوه بسبب نفوذه وصغر سنه وترشيحه بقوة ولي عهد بدلًا عنهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023