جدّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، أمام اجتماع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تأكيده بأنّ حكومته تقيم علاقات مستمرة مع عدد «متزايد» من الدول؛ من ضنمها بلدان إسلامية وأخرى داخل الشرق الأوسط، دون أن يسميها.
وقال «نتنياهو»، في كلمته الموزعة على وسائل الإعلام اليوم الاثنين: «إننا نشهد طورًا من الازدهار غير المسبوق في تاريخ إسرائيل؛ إذ نقيم علاقات مستمرة مع عدد متزايد من الدول في ست قارات».
وأضاف أنّ «تطوّر علاقات بلاده يشمل أميركا الشمالية والجنوبية واللقاءات والتنسيقات والاتفاقيات مع رؤساء الدول العظمى، ومنها الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان، وعدد من بلدان مجموعة العشرين الاقتصادية».
وقال إنّ «علاقات إسرائيل تمتد أيضًا في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا، إضافة إلى دول إسلامية وأخرى داخل الشرق الأوسط»، دون أن يحدد أسماء هذه البلدان، وزعم أنّ هذه التغييرات جاءت «نتيجة القوة التكنولوجية والاقتصادية التي تتمتع بها، إضافة للقوة الاستخباراتية العسكرية؛ وهو ما يُترجم إلى قوة سياسية تتمثل في توطيد العلاقات الثنائية والعلاقات المتعددة الأطراف».
علاقات سرية
وسبق وأعلن نتنياهو أنّ التعاون مع الدول العربية يتم بسرية تامة، واصفًا العلاقات بأنها «وطيدة ومتينة». وأضاف، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ44 لوفاة مؤسس دولة الاحتلال الإسرائيلي دافيد بن غوريون: «تعاوننا المثمر مع دول عربية بشكل عام أمر سري، إلا أنني واثق من أن العلاقات معها ستستمر بالنضوج؛ فسيسمح لنا ذلك بتوسيع دائرة السلام».
ونهاية الشهر الماضي، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تصريحًا لسفير دولة الاحتلال في الأمم المتحدة «داني دانون» قال فيها، إنّه يجري حوارات مع سفراء 12 دولة إسلامية وعربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع بلاده، وأضاف أن «بعض هؤلاء السفراء يتعاونون معه من وراء الكواليس، ويعرضون عليه مبادرات مشتركة».
وتابع: «بالرغم من أنهم لا يصوّتون لصالحنا في الأمم المتحدة، لكن بإمكاننا القول إننا نقيم معهم علاقات عادية، الحديث يدور عن دزينة من الدول الإسلامية، ومن ضمنها دول عربية».
وأوضح وزير الطاقة الإسرائيلي سابقًا «يوفال شتاينتز» أنّ تل أبيب ربطتها علاقات سرية مع «دول عربية» ومسلمة «كثيرة»؛ وألزمتهم بألا يسموها. وقال لراديو الجيش: «لدينا علاقات، بعضها سري، مع عديد من الدول العربية والإسلامية».
وردًا على سؤال عن العلاقات مع السعودية ورغبتها في بقائها سرية، أضاف: «نحن نحترم رغبات الجانب الآخر عندما تتطور الاتصالات، سواء مع السعودية أو غيرها من الدول العربية أو الإسلامية».
أول لقاء علني
وفي سبتمبر الماضي، التقى عبدالفتاح السيسي ببنيامين نتنياهو للمرة الأولى بشكل علني في نيويورك، وقال بيان الرئاسة إنه «في إطار مساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، غير أنه جاء فارغًا من مضمونه، ولم يتطرق إلى أي إدانات لما تنتهكه دولة الاحتلال.
ولم يكن هذا اللقاء الأوّل الذي جمع السيسي بنتنياهو، بل سبقته لقاءات اتّسمت بالسرية، ولكن صحيفة هارتس العبرية سربت منهم اللقاء السري الذي جمعهما بملك الأردن عبدالله الثاني في فبراير العام الماضي بمدينة العقبة الأردنية وبرعاية وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري.
وذكرت الصحيفة أنّ اللقاء جاء لمناقشة المبادرة التي قدمها جون كيري وتتمحور في الاعتراف العربي بدولة الكيان الصهيوني، في مقابل استئناف مفاوضات السلام ومناقشة مسألة حل الدولتين.
