شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد تصعيد سحب السفير.. هل تعود العلاقات المصرية السودانية للتهدئة؟

لقاء سابق بين السيسي والبشير

في الوقت الذي تسعى فيه مصر بشتى الطرق لعودة العلاقات مع السودان إلي التهدئة، بعد تصريحات الخارجية المصرية عن العلاقات بين البلدين، رغم أستدعاء السودان سفيره للتفاوض، إلا أن الخرطوم يبدو أنها أختارت التصعيد.

فقد خرجت تصريحات من الخارجية المصرية عن العلاقات الوثيقة بين البلدين، وأهمية التهدئة، في الوقت الذي رفض فيه السودان عودة سفيره في الوقت الحالي، وجدد شكواه ضد مصر في الأمم المتحدة بشأن حلايب وشلاتين.

الخارجية: السودان من أهم الدول لمصر

وقال سامح شكري، وزير الخارجية، مساء أول أمس الأحد، إن السودان من أهم الدول بالنسبة لمصر.

وقال شكري، خلال مداخلة تلفزيونية ببرنامج «كل يوم»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة «أون إى»، إن وزارة الخارجية لديها إدارة معنية خصيصا بالسودان، وذلك لأهميتها لدى مصر، مؤكدا أن مصر والسودان شعب واحد ولا تفصله أي حدود.

ودعا شكري وسائل الإعلام المختلفة إلى الالتزام بالموضوعية عند تناول القضايا التي تؤثر في العلاقات المصرية السودانية، مشددًا على عدم الإساءة إلى أي طرف.

وحول تأثير سد النهضة على العلاقات المصرية السودانية، قال شكري: «إن سد النهضة هو مسار فني ونرى أنه يجب التعامل معه من هذا المنطلق ولكن أيضا لا بد أن يكون هناك قدر من المراعاة المشتركة لمصالح الأطراف الثلاثة ولا نستطيع أن نقول إننا قد حققنا من خلال التطبيق الكامل للاتفاق الإطاري والمسار الفني في اللجنة الفنية المشتركة ما يؤشر إلى التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه ومراعاة مصالح الدول الثلاث، والاعتبارات التي تم على أساسها صياغة الاتفاق من اعتراف متبادل للمصالح المشتركة للدول الثلاث».

وشدد الوزير، على أنه ليس هناك رغبة من قبل مصر لخلق أية مجالات للتوتر، ولكن نجد دائما أن هناك أرضية للتوافق إذا كانت هناك إرادة سياسية لذلك، وهذا هو ما نقدره ونقيمه، فمصر لديها الإرادة ولكن تتعامل مع أي قدر من التصعيد بالشكل الذي يتناسب مع القدرات ويتناسب أيضا مع الاهتمام بمصالح الشعبين.

عودة السفير السوداني

وفي المقابل وردا على التصريحات المصرية، قال سفير السودان في مصر، عبدالمحمود عبدالحليم، أمس الإثنين، إن موعد عودته للقاهرة لم يحدد بعد، نافيا بذلك صحة تقارير صحفية مصرية تحدثت عن عودة السفير الثلاثاء.

وأوضح عبدالحليم، في تصريح صحفي مقتضب، أن ما نُشر عن قرار عودته إلى القاهرة «ليس صحيحا، وهو حديث سابق لأوانه».

وكانت مصادر بمطار القاهرة قالت إن سفير السودان عبدالمحمود عبدالحليم، قد يعود إلى القاهرة مساء غدٍ الثلاثاء، قادما من الخرطوم. وأضافت المصادر، أن سلطات مطار القاهرة تلقت إخطارا من السفارة السودانية في مصر، بفتح مقصورة كبار الزوار لوصول السفير، على رحلة مصر للطيران رقم 856، مساء التاسع من يناير.

تجديد شكوى الأمم المتحدة

كما أعلنت وزارة الخارجية السودانية تجديد شكواها للأمم المتحدة، التي طالبت فيها بأن تسلمها مصر السيطرة على مثلث حلايب الحدودي.

وأفادت وكالة السودان للأنباء، بأن ذلك جاء في رسالة بعثها مندوب البلاد الدائم لدى الأمم المتحدة عمر دهب لرئيس مجلس الأمن الدولي، والتي دعا فيها إلى توزيع خطاب السودان على أعضاء المجلس باعتباره وثيقة من وثائقه.

السودان تحتاج تطمينات

وقال الباحث بالمركز المصري لدراسات إفريقيا، أحمد نوار، إن هناك محاولة أحادية للتصعيد، من الجانب السوداني، على خلفية معلومات غير صحيحة لديه عن أنشطة مصرية مزعومة على حدوده.

وأضاف نوار، في تصريحات نقلها موقع سبوتنيك، الإثنين، أن تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، التي أكد فيها على أهمية دولة السودان بالنسبة لمصر، تعكس حالة عميقة من التقدير للأشقاء السودانيين، وتعكس في الوقت نفسه حرص الدولة المصرية على إبقاء السودان في خانة الأشقاء.

وتابع: «بالتأكيد تمكن الوزير سامح شكري من توصيل الرسالة المصرية كاملة، وهي أن هناك متسعا دائما للحوار في إطار الصداقة بين كل من مصر والسودان، وأن هناك تقديرا كبيرا من مصر للسودان، وبالتالي يجب أن يكون هناك تقدير في المقابل من الخرطوم للقاهرة، بجانب تأكيده المتكرر أن مصر لم تستبعد السودان من ملف سد النهضة».

وأوضح «نوار» أن السودان عليه أن يراجع مجموعة من المواقف السياسية والدبلوماسية الأخيرة، والتي ستؤدي بشكل مباشر إلى خلاف كبير مع مصر، التي أظهر مسؤولوها حتى الآن حرصا كبيرا على إبقاء العلاقات في دائرة الصداقة والود، وفي مقدمة هذه المواقف استدعاء سفيره للتشاور، وإلغاء زيارة وزير الخارجية السوداني للقاهرة، التي كانت مقررة يوم 4 يناير الجاري.

ولفت الباحث في الشؤون الإفريقية، والمتخصص في الشأن السوداني، إلى أن هناك مخاوف لدى السودان من تحركات مصرية مضادة له في ملف سد النهضة، بعدما انطلقت شائعات في إثيوبيا، مصدرها الإعلام هناك، بأن مصر طلبت استبعاد السودان من الملف، لكن الواقع أكد أن مصر لا تدعم هذا النوع من التحركات، بل هي حريصة بشدة على وجود السودان كطرف أصيل.

وشدد على أن هناك حاجة ماسة في الوقت الحالي إلى تهدئة سياسية ودبلوماسية بين الجانبين، وهو ما أدركته وزارة الخارجية المصرية وتحاول -من خلال سفرائها والوزير سامح شكري- أن ترسل رسائل طمأنة إلى الجانب السوداني، بأن دعم مصر للاستقرار والأمن في السودان لن يتوقف، وأنه لا يمكن أن تتآمر مصر على دولة شقيقة ولصيقة بأهمية السودان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023