شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جيمس جليفن: تنظيم الدولة وحرب اليمن وصراع القدس باقون في 2018.. وإصلاحات السعودية «سراب»

تظاهرات في القدس رفضا للقرار الأميركي

قال الدكتور «جيمس جليفن»، أستاذ دراسات تاريخ الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا، إنّ الصراع السوري سيستمر في العام الجاري 2018؛ لأنّ المعارضة ليست مستعدة للوقوع تحت قبضة بشار، كما إنّ تنظيم الدولة سيبقى بالرغم من انتهاء خلافته بشكل نهائي.

وأضاف، في مقاله بموقع «ذا وير»، أنّ قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» لا مناص منه؛ لعوامل تخصّها والعرب، أبرزها تلاشي القضية الفلسطينية من العقل الجمعي للحكام العرب. موضحا أيضا أن الحرب اليمنية مستمرة، وجرائم السعودية فيها مستمرة، طالما تقف ورائها الولايات المتحدة. كما إنّ إصلاحات ابن سلمان أيضًا ستتلاشى بنهاية هذا العام؛ لأنّ غرضه منها تجميلي فقط لتعزيز سلطته، وهي ليست حقيقية.

أولا: الصراع السوري مستمر

ستواصل الحكومة السورية استعاد أراضيها، لكنها لن تستطيع بسط سيطرتها عليها كاملة؛ لعدة أسباب:

• المعارضون للنظام السوري الذين وقعوا تحت وطأة وحشيته طوال السنوات السبع الماضية يعرفون جيدًا أنّ بشار لن يرحمهم؛ لذا تعاملوا مع عروض الحكومة بازدراء واستخفاف، وسيواصلون الدفاع عن الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

• الحكومة السورية ضعيفة للغاية، ومعظم المكاسب التي حققتها طوال العامين الماضيين كانت بمساعدة خارجية، كحزب الله وإيران وروسيا.

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد

• تعمل الجماعات المعارضة من داخل مقاطعة واحدة، ومن غير المحتمل أن يستسلموا طوعًا.

• الحرب الأهلية في سوريا بالوكالة، بين الغرب والسعودية والحفاء الخليجيين المؤيدين للمعارضة. وبينما ستنخفض المساعدات إليهم إلى حدٍ كبير؛ فمن المحتمل ألا تنتهي؛ ونتيجة لذلك لن تستسلم المعارضة.

أيضًا، من المحتمل أن تنتهي بإبقاء النظام السوري مسيطرًا اسميًا فقط على الأراضي السورية، كما تنبّأ الأخضر الإبراهيمي قبل سنوات وأكّد أنّ الحرب السورية ستنتهي بـ«صوملة سوريا».

ثانيا: إصلاحات السعودية ستغدو سرابا:

«الإصلاحات» التي يفعلها ابن سلمان حاليًا ظاهرية، أو تجميلية فقط؛ لتعزيز سلطته. عزز هذا الحملات التي قادها ضد المعارضين المحتملين لتوليه السلطة بعد رحيل والده. ويسعى أيضًا إلى تصفية المؤسسات الدينية من سلطتها وتركيز جميع السلطات في يده مباشرة.

الملك سلمان ونجله

ولن يُعتبر ابن سلمان مصلحًا حقيقيًا إلا إذا أفرج عن جميع السجناء السياسيين وإنهاء حربه الهمجية داخل الأراضي اليمنية.

ومن المتوقع أن يخفق ابن سلمان في تنفيذ رؤيته 2030 التي أعلن عنها وتهدف إلى تحويل السعودية لدولة ليبرالية في غضون 14 عامًا، وهذا يرجع إلى أن تنفيذ رؤيته يعني إنهاء فكرة شراء الولاءات من الشعب مقابل إعانات، كما تشمل الرؤية ضمان تدفق حر للمعلومات؛ وهو أمر مستحيل داخل المملكة، التي تحتل حاليًا المرتبة رقم 168 من 180 دولة في حرية الصحافة.

كما إنّ المشاركة النسائية التي فتحها ابن سلمان داخل المجتمع السعودي ووصلت نسبتها إلى 22%، ويهدف الوصول بها إلى 30%، أقل بكثير من المعيار العالمي الذي حددها بنسبة 49%.

ثالثا: دولة الخلافة زائلة والتنظيم باقٍ

لم تعد دولة الخلافة التي سعى إليها تنظيم الدولة في بداية 2014 وإعلانه عنها في 2015 موجودة الآن؛ فبينما بلغت نسبة سيطرته على الأراضي في ذروتها 40% وصلت إلى 10% فقط في العام 2017، وتلاشت الآن.

مقاتلو تنظيم الدولة في سوريا – أرشيفية

لكنّ كل هذا لا يهم؛ فبقايا التنظيم ذابت داخل المجتمع المحلي، وعاد بعضهم إلى ديارهم. وثمّة سيناريوهان محتملان للمتبقين هناك؛ فستساهم سيطرة حكومة شيعية في العراق في إعطاء فرصة لأفراد التنظيم بالعودة من جديد جنبًا إلى جنب مع قيادتهم تحت مظالم مشروعة، ومن المحتمل أن يقودوا تمردًا ضد الحكومة؛ وهو الأمر الذي فعلته طالبان في أفغانستان بعد أن أطاحت بها أميركا.

والسيناريو الآخر أن يواصل فلول التنظيم هجمات منفردة على الصعيد العالمي دون دعم تنظيمي. وفي كل الأحوال ستفتقر إلى الدعاية المتطورة التي اتبعتها في المدة الماضية، والفكرة التي يقوم عليها التنظيم موجودة ولن تنتهي.

رابعا: صفقة القدس مستمرة

بعد اعترافها بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، دقّت الولايات المتحدة آخر مسمار في نعش اتفاقيات أوسلو، التي وضعت معايير للتفاوض على حل الدولتين. وبالرغم من الاحتجاجات على قرار ترامب؛ فالحكومة «الإسرائيلية» آمنة الآن في أحضان الولايات المتحدة، ولا يوجد ما يدفعها إلى التنازل عن القرار.

نتنياهو وترامب

وبالإضافة إلى ذلك، الشرق الأوسط غارق في استقطابات سياسية تحول دون إمكانية حل الصراع. وفي عام 2002، اقترح السعوديون خطة سلام مع «إسرائيل»؛ ما يعني أنّ الدول العربية في طريقها الآن نحو التطبيع مع الكيان المحتل، فالسعودية ودول خليجية الآن في تحالف معها بحكم الأمر الواقع، وتتلاشى القضية الفلسطينية من مخيلتهم، كما تلاشى الحافز الإسرائيلي في إحلال السلام مع الفلسطينيين.

خامسا: اليمن إلى الهاوية أكثر فأكثر

يبدو أنّ الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بدعم من الولايات المتحدة مستمرة، ولا يوجد أي نهاية لها في الأفق، ويدّعي السعوديون أنّ الحوثيين أفراد شيعة متمردون مدعومون من إيران التي تحاول توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وتورّط السعوديون في حملة قصف واسعة النطاق على المدن اليمنية، وحاصروا موانئ البلد جميعها التي تعتمد عليها في استيراد معظم احتياجاتها من الغذاء.

وقتلت السعودية حتى الآن ما لا يقل عن 12 ألف مدني، وواجه الأطفال اليمنيون مجاعة لا قبل لهم بها، وفي عام 2017 توفي ألفا شخص بسبب وباء الكوليرا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023