شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«نيوزويك»: حرب النفط القادمة في الشرق الأوسط بين «إسرائيل» ولبنان

شركة احتلالية تنقب عن النفط - أرشيفية

سلّطت مجلة «نيوزويك» الأميركية الضوء على النزاعات الأخيرة بين لبنان و«إسرائيل» بخصوص حقل النفط المسمى «بلوك 9» في البحر المتوسط بين حدود «الدولتين»؛ متوقعة نشوب صراع عسكري بينهما ينخرط فيه «حزب الله» المدعوم من إيران، لافتة إلى تصريحاتهما التي ردّا فيها على بعضهما بعضًا بشأن التهديدات المشتركة.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، هددت «إسرائيل» مؤخرًا بغزو لبنان، وسط موجة من الصراع على الموارد الطبيعية والجماعات المسلحة التي فاقمت التوترات بينهما وهما عدوان منذ مدة كبرى.

وقال وزير دفاع الاحتلال «أفيجدور ليبرمان»، في كلمته أمام معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إنّ خطط لبنان الأخيرة للحفر في حقل غاز «بلوك 9» المتنازع عليه كانت صعبة للغاية واستفزازية. وفي الخطاب نفسه، هدّد الوزير اليميني المتطرف بإطلاق حرب شاملة ضد لبنان إذا قاد «حزب الله» أيّ هجمات ضد «إسرائيل»، وحذّر الحزب بدوره من أنّ إيران ستدافع عن الموارد الطبيعية للبنان بأيّ ثمن.

وزير الدفاع الاحتلالي أفيجدور ليبرمان – أرشيفية

وقال حزب الله لـ«نيوزويك»، في رده على رسالة إلكترونية، إننا نكرر موقفنا الثابت والواضح في مواجهة أيّ اعتداء على حقوق النفط والغاز، بجانب الدفاع عن أصول لبنان وحماية ثروته.

ولم يعترف لبنان بـ«إسرائيل» عام 1948، الذي حدث فيه نزوح جماعي للفلسطينيين واندلعت حروب إقليمية كبرى بينها وجيرانها العرب، ومعظمهم من المسلمين، وغزت «إسرائيل» لبنان؛ الأولى أثناء الحرب الأهلية التي دامت 15 عامًا، والأخرى في 2006 ردًا على غارات الحزب عبر الحدود، وفي كلتي الحالتين قاد حزب الله المقاومة المحلية ضد «إسرائيل»، التي انسحبت في نهاية المطاف.

وفي الأيام الأخيرة بعد اندلاع أزمة حقل «بلوك 9»، حذّرت «إسرائيل» الشركات الاستثمارية من الاستثمار في الخطط اللبنانية لاستكشاف احتياطي البلوك 9 الواقع على الحدود الجنوبية بينهما. وقدّم لبنان عروضًا الشهر الماضي إلى شركات «توتال سا الفرنسية، وإيني البريطانية، ونوفاتيك المساهمة في المربعين 4 و9 في لبنان».

وحذّر ليبرمان من أنّ هذا خطأ فادح وينتهك القواعد، قائلًا إنّ الحقل ينتمي كليا إلى «إسرائيل»، وفقًا لما ذكرته وكالة «بلومبرج» نقلًا عن بيان وزارة الدفاع الاحتلالية، كما هدّد ليبرمان بالرد على عدوان حزب الله بغزو كامل القوة، وفقًا لما ذكرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية؛ متعهدًا بأنه إذا كان الإسرائيليون يجلسون في الملاجئ فبيروت ستكون الملجأ المقبل، وقابلت هذه التعليقات ردود فعل غاضبة في العاصمة اللبنانية.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون: «يجب أن نكون على دراية بما يتخذه العدو الإسرائيلي ضد لبنان من خطوات، خصوصًا بدعم من الذين يعملون داخليًا وخارجيًا لتوفير مناخ من الانسجام مع التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة لبنان»، مضيفًا أن لبنان سيواجه المطالب الإسرائيلية بالوسائل الدبلوماسية وسيؤكد حقه في الدفاع عن سيادته وسلامته الإقليمية بكل الوسائل المتاحة.

ولا يزال لبنان يعاني من نزاع بين مؤيدي ميشال، الذين يمثلون الحركة الوطنية اللبنانية والكنيسة المارونية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، وكان خصوم الحرب الأهلية السابقون أعضاء في تحالف «8 آذار» الموالي لحزب الله، لكن ظهر نزاع جديد بعدما عزّز ميشال عشرات من ضباط الجيش دون موافقة مساعد لبري، وقالت صحيفة «ديلي ستار» اللبنانية إنّ التصعيد أدى إلى إصابة وزير الداخلية جبران باسيل، رئيس مجلس نواب بري.

وعقب احتجاجات كبرى على بيروت وخارجها، عبّر باسيل عن أسفه، واتصل بري بعون يوم الخميس في محاولة لتوحيد الزعيمين في مواجهة تحذيرات ليبرمان الأخيرة؛ واتفقا على الاجتماع يوم الثلاثاء لمناقشة الأزمة، وذكرت وكالة الأنباء الوطنية أنّ ثلاثة زوارق حربية إسرائيلية تنتهك الحدود البحرية الجنوبية اللبنانية بالقرب من رأس الناقورة، نقلًل عن بيان للجيش، وهو الحادث الثاني في يومين.

وأفيد بأن رئيس الوزراء سعد الحريري، رئيس حركة المستقبل ذات الأغلبية السنية التي قادت تحالف المعارضة في 14 مارس، كان حاضرًا أثناء المكالمة الهاتفية بين عون وبري، وهو ذاته كان موضوع دراما دولية بسبب السعودية مؤخرًا، وقال: «نواجه عدوانًا كبيرًا على الثروة النفطية في لبنان، خصوصا في البلوك رقم 9، وسيكون للبنان خطوات واضحة وحاسمة في هذا الصدد».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023