قال وزير «إسرائيلي» إنّ بلده وجّهت رسالة بضربها المواقع الإيرانية الرئيسة في سوريا مفادها أنّها لن تتسامح مع موطئ قدم للجيش الإيراني على عتبة أبوابها، وجاءت الغارات الجوية بعد أن اعترضت «إسرائيل» طائرة من دون طيار إيرانية تسللت إلى مجالها الجوي وأسقطت طائرة إف 16 إسرائيلية أثناء عودتها من سوريا يوم السبت، كما نشرت صحيفة «صنداي إندبندنت».
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ المشاركة الإسرائيلية في سوريا هي الأكثر خطورة منذ اندلاع الحرب هناك في عام 2011، كما يعد الهجوم الجوي الأكثر تدميرًا على البلاد منذ عقود، وقال الجيش إنه دمر موقع إطلاق الطائرات الإيرانية من دون طيار وأربعة مواقع إيرانية إضافية وثمانية مواقع سورية، بما في ذلك المقر الرئيس للقيادة والسيطرة في الجيش السوري.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يراقب الحرب في سوريا عبر ناشطين على الأرض، إنّ ستة أشخاص على الأقل من القوات السورية والمليشيات المتحالفة قتلوا في الغارات الجوية؛ من بينهم سوريون وغير سوريين.
وقال وزير استخبارات الاحتلال كاتز: «نحن وهم نعرف المستهدف، وسيتطلب الأمر وقتًا منهم لفهم سؤال كيف عرفت إسرائيل هذه المواقع ومن ثم ضربتها، وهضمه»، وأضاف لراديو الجيش الاحتلالي أنّ «هذه مواقع مخفية، ولدينا أجهزة استخباراتية أثبتت قدرتها على معرفة كل ما يجرى هناك؛ والأمس أثبتنا لهم ذلك».
وفي هجمات السبت، تعرّضت الطائرات الإسرائيلية إلى نيران شديدة من الصواريخ المضادة للطائرات، استطاعت إسقاط إحداها، وأصيب طيار بجروح خطيرة وآخر طفيفًا، ولم تؤكّد «إسرائيل» ما إذا كانت طائرتها أسقطت بنيران العدو؛ وهو ما يشكل أولى حالة من هذا القبيل لها منذ عام 1982 أثناء الحرب اللبنانية الأولى.
وأصدرت «إسرائيل» مؤخرًا تحذيرات صارمة بشأن تزايد تورّط إيران على طول حدودها مع سوريا ولبنان؛ ما يُعزى إلى ثقة إيران ونفوذها المتنامي عقب نجاح الرئيس السورى بشار الأسد في الحرب الأهلية بفضل دعم الحلفاء الرئيسين مثل روسيا وإيران، وتخشى «إسرائيل» من أن تستخدم إيران الأراضي السورية لإطلاق هجمات أو إقامة ممر أرضي من إيران إلى لبنان يمكن أن يسمح لها بنقل الأسلحة بشكل أكثر سهولة إلى حزب الله، الذي تدعمه إيران؛ لتدمير «إسرائيل».
ويقاتل أفراد حزب الله أيضًا إلى جانب بشار في الحرب الأهلية السورية، وعلى الرغم من أنّ «إسرائيل» بقيت إلى حد كبير خارج الصراع السوري؛ فإنها أصابت قوافل أسلحة موجهة إلى حزب الله عشرات المرات منذ عام 2012، كما أسقطت طائرات من دون طيار حاولت التسلل إلى أراضيها من سوريا. لكنّ الاستيلاء على طائرة من دون طيار إيرانية والاستهداف المباشر للمواقع الإيرانية ردًّا على ذلك كانا تصعيدًا جديدًا في الانتقام الإسرائيلي.
وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يدعم حكومة بشار ويحافظ على وجود عسكري كبير في سوريا، وفي أعقاب الغارات الإسرائيلية تحدثا مرة أخرى يوم السبت، مع نقل نتنياهو عزم «إسرائيل» على مواجهة نوايا إيران.
ويبدو أنّ وزارة الخارجية الروسية تنتقد أعمال «إسرائيل»، بينما تدعمها الولايات المتحدة بقوة، وقال الروس إنّه «أمر مرفوض إطلاقًا أن تخلق إسرائيل تهديدات لحياة الجنود الروس الموجودين في سوريا وأمنهم بدعوة من حكومته الشرعية». وقال هيذر نويرت، من وزارة الخارجية الأميركية، إنّ «تصعيد إيران المحسوب للتهديد وطموحها في تقديم سلطتها وهيمنتها يضعون جميع سكان المنطقة من اليمن إلى لبنان معرضين للخطر»، والولايات المتحدة تواصل التراجع عن مجمل نشاطات إيران الخبيثة في المنطقة وتدعو إلى إنهاء سلوكها الذي يهدد السلام والاستقرار.
وحذّر السفير الإسرائيلي في روسيا «جاري كورن» من تصاعد النزاع مع إيران لوجودها في سوريا. وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»: «نحن مستعدون لأكثر الإجراءات تطرفًا في حالة الضرورة. إيران وحلفاؤها مدججون بالسلاح». وذكر أنّ تصعيد الوضع سيكون خطيرًا للغاية، و«إسرائيل تتحدث مع روسيا أيضًا في هذا الشأن، وتعزيز التعاون السياسي والعسكري ضروري».
وأضاف: «لدينا اهتمام بالغ بمنع تحوّل سوريا إلى منطقة انتشار عسكري لإيران. مثل هذه الخطط تُطبّق بحذافيرها كما نرى».
وذكر «كورن» أنّ «إسرائيل» تعتبر الوجود الإيراني في سوريا تهديدًا، إضافة أيضًا إلى وجود حزب الله؛ مطالبًا بمغادرة قوات حزب الله وإيران كافة من منطقة لخفض التصعيد جنوب سوريا على الفور.
من جانبه، قال التحالف العسكري، الذي يقاتل دعمًا لبشار الأسد، إنّ «إسرائيل ستُلقّن ردًا قاسيًا وجديًا» على إرهابها من الآن فصاعدًا، وأضاف في بيان أنّ مزاعمها بدخول طائرة بلا طيار مجالها الجوي «كذب وافتراء». وذكر بيان «غرفة عمليات حلفاء سوريا»، التي يقودها قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليمان، أنّ «إسرائيل هاجمت قاعدة للطائرات من دون طيار في وسط سوريا».
وأضاف التحالف أنّ الطائرات من دون طيار انطلقت من مطار تيفور في الصباح لتنفيذ مهمات روتينية ضد تنظيم الدولة، في منطقة صحراوية بسوريا، في مهمة اعتيادية لكشف بقايا خلايا تنظيم الدولة وتدميرهم. وحين استهداف المحطة كانت لا تزال طائراتنا فوق مدينة السخنة باتجاه البادية.
