شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«مودرن دبلوماسي»: أوروبا وأميركا يستغلان ابن سلمان لمصالحهما الخاصة

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بريطانيا

تسعى الدول الأوروبية وأميركا إلى تأمين مصالحهما فقط في المنطقة، مستغلين السعودية والعداء بينها وإيران، وكونها دولة غنية يمكن عقد صفقات معها؛ خاصة بالنسبة لبريطانيا التي خرجت حديثًا من الاتحاد الأوروبي وتريد مصادر تمويل لاقتصادها.

هذا ما يراه الباحث في الشؤون الدولية «محمد غاديري» في مقاله بصحيفة «مودن دبلوماسي» وترجمته «شبكة رصد»، مؤكدًا أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيصاب بالإحباط واليأس نتيجة اعتقاده بأنّ الدول الأوروبية وأميركا يساعدانه فعلًا من أجل مصلحته وبلده.

وزيارة محمد بن سلمان الأخيرة إلى بريطانيا جذبت انتباه مختلف الدوائر، خاصة بعد الاتفاقات الدبلوماسية والتجارية الجديدة الموقّعة؛ لا سيما اتفاق شراء 48 طائرة مقاتلة من بريطانيا.

والطائرات المتّفق عليها، وتصنعها شركة «بي آي أي» البريطانية، جزء من صفقة قيمتها عشرة مليارات جنيه إسترلينية، في الوقت الذي تناضل فيه شركات الأسلحة الأوروبية مرة أخرى للسيطرة على سوق الشرق الوسط؛ خاصة للدول العربية المتحاربة في اليمن ولا ترغب في إنهاء الحرب.

وأدانت منظمة العفو الدولية بريطانيا لبيعها أسلحة بالجملة للسعودية والإمارات، مؤكدة أنها تضيف الوقود إلى النيران الإنسانية داخل اليمن، كما أدان حزب العمال البريطاني أيضًا «الصفقات غير المربحة إنسانيًا»، وأدان معارضون سياسيون الصفقات الأخيرة بين بريطانيا والسعودية؛ لكنّ وزير الدفاع البريطاني دافع عنها وعن زيارة ابن سلمان قائلًا إنها «فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين».

واستهدفت زيارة ابن سلمان وما تحدث عنه وزير الدفاع البريطاني فقط تعزيز التعاون في مجال الدفاعات العسكرية والتطورات في الشرق الأوسط، وما وصفها بـ«رؤية ابن سلمان 2030». وفي بيان مشترك، أُكّد الدعم البريطاني للسعودية، وأنّ الرياض حليف استراتيجي لبريطانيا في الشرق الأوسط، كما أكّد الجانبان على التسوية السياسية للأزمة اليمنية في إطار يضمن أمن اليمن وسلامته.

ومن المفارقات أنّ ما وصفها البيان بـ«الحلول السياسية» تتزامن مع مواصلة السعودية استخدام الأسلحة الغربية في الاعتداء على المدنيين اليمنيين، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات حقوقية بالحملة؛ على الرغم من التزام بريطانيا بتقديم الخبرات للسعودية في تنفيذ ما وصفتها بـ«الإصلاحات والالتزام المشترك بين البلدين بشراكة طويلة المدى».

ومن الناحية الاقتصادية، وقّعت عقود بين البلدين بقيمة ملياري دولار، دون تفاصيل عنها، إضافة إلى الاتفاق على تخصيص ما يصل إلى 90 مليار دولار للتجارة والاستثمار المتبادل في السنوات المقبلة.

لكنّ السؤال المطروح حاليًا: ما هي أهداف السعودية وبريطانيا من تقوية العلاقات بينهما؟

السعودية حليف تقليدي لبريطانيا طوال العقود الماضية، وبينهما أنواع ومستويات مختلفة من العلاقات، وبدأ هذا التعاون أمنيًا وعسكريًا بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، تحتاج بريطانيا إلى حليف غني بعد مغادرتها الاتحاد؛ ومن الواضح أن السعودية على قاسمة أولوياتها حاليًا، وهو ما يفسر الصفقات بالمليارات الموقعة أثناء زيارة ابن سلمان.

كما ساعدت سياسات ولي العهد السعودي المتعلقة بالإصلاحات الرامية إلى خلق جو ثقافي مفتوح داخل المملكة على تطوير العلاقات معها، بغض النظر عن صدق هذه الإصلاحات.

كما تعدّ مواجهة إيران وتأثيرها في المنطقة هدفًا لبريطانيا يمكن أن تساعدها فيه السعودية، العدو اللدود لها حاليًا؛ لذلك رحبت السعودية بمشورات الخبراء البريطانيين لمواجهة تهديد إيران. كما يسعى ابن سلمان أيضًا إلى تأمين الدعم العالمي للإصلاحات الاقتصادية والثقافية المحلية، وضمان بقاء المستثمرين الدوليين داخل المملكة.

لكن، بالرغم من ذلك، تواجه هذه «الإصلاحات» عقبات خطيرة داخل السعودية؛ والوتيرة السريعة لهذه الإصلاحات لا تتناسب مع المجتمع التقليدي والمحافظ داخل المملكة، وستكون لها نتائج سلبية أكثر من نتائجها الإيجابية.

ودون إصلاح سياسي يترافق مع الإصلاحات الثقافية والاجتماعية، فإنها محكوم عليها بالفشل من البداية، كما أنّ التعامل مع قضية إيران ليس سهلًا للسعوديين؛ إذ عانت المملكة مؤخرًا من هزائم متتالية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتعتقد أنها ستتمكن من مواجهة إيران باعتمادها على الدعم الغربي والأسلحة الوروبية، متجاهلة أنّ القوى الغربية وأميركا فقط يسعيان لتأمين مصالحهما في المنطقة، والاعتماد عليهما لا يؤدي إلا إلى الإحباط واليأس.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023