بعد الإعلان عن عزمها توزيع 25 مليون نسخة من القرآن
أثارت حملة «اقرأ» التي أطلقتها جماعة سلفية في ألمانيا وعدة مدن أوروبية مخاوف العديد من المسئولين الألمان، وأعربت الحكومة الألمانية اليوم السبت عن قلقها إزاء حملة «اقرأ» التي يقودها سلفيون والرامية إلى توزيع 25 مليون مصحف مترجم على المارة في ألمانيا، خاصة بعد التصعيد الأخير, والذي أكد فيه المنظمون استمرار حملتهم لتوزيع نسخ المصحف على المارة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تبدأ اليوم – السبت – في كبرى المدن الألمانية مثل برلين وهامبورج وفيسبادن.
ووفقا لتقارير إعلامية ألمانية، فإن جماعة سلفية تطلق على نفسها اسم «الدين الحقيقي» تهدف إلى توزيع 25 مليون نسخة مترجمة من القرآن في ألمانيا وسويسرا والنمسا. وقد قامت بالفعل بتوزيع 250 ألف نسخة.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في برلين: "إننا نأخذ التطلعات السلفية الحالية على محمل الجد. وإن السلفيين تحت أعين سلطات حماية الدستور منذ فترة طويلة، ويتم مراقبتهم منذ نهاية عام 2010م.. مشيرا إلى أن هناك منظمة سلفية حلت نفسها منذ عامين عقب بدء إجراءات تحقيقات ضدها.
وفي سياق متصل، أدان المتحدث الفيديو الذي نشره سلفيون على الإنترنت والذي يحمل تهديدات لصحفيين انتقدوا حملة «اقرأ».. قائلا: "هذا أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق، موضحا أنه تم إجراء تحقيقات جنائية في هذا الأمر".
ومن جهته، طالب مدير شئون الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض «فولكر بيك» أئمة المساجد بالتحذير من التيار السلفي المتشدد.
دعوة لوقف الحملة
وكان التحالف المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة «أنجيلا ميركل» قد أدان بحزم هذه المبادرة، فيما اعتبرت متحدثة باسم الحزب الليبرالي الشريك في حكومة الأقلية أن توزيع هذه المصاحف المترجمة أمر غير مقبول على الإطلاق.
ودعا جونتر كرينجس نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي في تصريح لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية اليوم إلى وقف هذه الحملة. وقال: "إنه بالرغم من أنه لا يمكن الاعتراض كثيرا على نشر الكتابات الدينية إلا أن المهم هنا «من هو الراسل» ملمحا إلى أن هناك مجموعة سلفية وراء هذا العمل العدائي.
ومن جانبه , أكد «رالف ييجر» وزير داخلية شمال الراين وستفاليا أن المشكلة ليست في توزيع المصحف, مشيرا إلى أن هذا أمر يسمح به الدستور الألماني, وإنما في استخدام حملة توزيع المصحف من قبل التيار السلفي المتشدد في ألمانيا لنشر أيديولوجيات متطرفة تتناقض مع مبادئ الدستور والحريات الديمقراطية في المجتمع الألماني, بحسب تعبيره.
وصرح متحدث باسم جهاز حماية الدستور في ألمانيا بأن التيار السلفي في ألمانيا لا يعبر عن روح التسامح التي ينادي بها الإسلام المعتدل الذي تدين به الغالبية العظمى من المسلمين في المجتمع الألماني.
أزمة دولية
من ناحية أخرى, حذر مثقفون ألمان من اندلاع أزمة جديدة بين ألمانيا والعالم الإسلامي؛ بسبب إثارة مشاعر ملايين المسلمين في العالم إذا تم التخلص من ملايين النسخ من المصحف المترجمة إلى الألمانية التي تمت طباعتها ولم توزع بعد, وذكروا السلطات الألمانية بما حدث بسبب حرق الجنود الأمريكيين للمصاحف في أفغانستان, خاصة في ظل عدم إمكانية تدوير المصاحف المقدسة بالنسبة للمسلمين, كما يحدث مع الكتب والصحف الأخرى.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في برلين: "إننا نأخذ التطلعات السلفية الحالية على محمل الجد، وأن السلفيين تحت أعين سلطات حماية الدستور منذ فترة طويلة، ويتم مراقبتهم منذ نهاية عام 2010م، مشيرا إلى أن هناك منظمة سلفية حلت نفسها منذ عامين عقب بدء إجراءات تحقيقات ضدها".
يذكر أن الحملة التي أطلقها السلفيون في ألمانيا وتحمل اسم «اقرأ» وتستمر لمدة يومين تهدف إلى توزيع 25 مليون نسخة مترجمة من القرآن في ألمانيا وسويسرا والنمسا..وقد قامت بالفعل بتوزيع 250 ألف نسخة.