أجمع خبراء وسياسيون على أن الموافقة على تحالف حزبي ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء لخوض انتخابات الكنيست بقائمة موحدة ينذر بحكومة حرب قادمة.
ذكر طارق فهمي – رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط لشبكة رصد الإخبارية – أن فوز قائمة تحالف ليبرمان ونتنياهو في انتخابات الكنيست يجعلنا أمام حكومة حرب.
وكان موقع القناة الثانية الإسرائيلية نشر اليوم الثلاثاء استطلاعا للرأي أعده معهد «حاوية العقول» في إسرائيل، وأظهر الاستطلاع حصول قائمة «الليكود وإسرائيل بيتنا» الموحدة «التابعة لنتنياهو وليبرمان» على 42 مقعدا في الكنيست مما يجعل له الحق في تشكيل الحكومة القادمة.
وأكد فهمي أن إسرائيل تجهز من فترة لعمل عسكري على الجبهتين المصرية والإيرانية وليس كما كان متوقعا على قطاع غزة؛ لأن ضرب غزة بالنسبة لإسرائيل يمثل نزهة ترفيهية وليست حربا نظامية.
استعداد عسكري
وأضاف فهمي: إن إسرائيل كانت تستعد بعد ثورة 25 يناير لتوجيه ضربة إلى مصر؛ بسبب العلاقات المتوترة بين الجانبين, والدليل على ذلك هو وجود «خطة عوز» وزيادة موازنة الجيش إلى 800 مليون شيكل، وعمل سياج أمني على الحدود المصرية الإسرائيلية وتشكيل وحدات عسكرية على الحدود، وتشكيل وحدة ريمون لمكافحة الإرهاب والتطرف، و«خطة عوز» تقضي بتوجيه ضربة خاطفة لسيناء نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية في يونيو الماضي.
وتابع فهمي: إن إسرائيل لن تعلن الحرب على إيران إلا عندما تتأكد أن إيران وصلت إلى درجة تصنيع القنبلة النووية، وسوف يكون بعد قراءة الوضع والاستطلاعات الأمنية.
وكانت رئيسة حزب ميرتس اليساري «زهافا غلؤون» قالت في تصريحات صحفية سابقة: إن نتنياهو وليبرمان يدوسان على مبادئ الديمقراطية بتشكيلهما القائمة المشتركة ويعلنان عن إقامة تحالف لشن حرب ضد إيران على حد تعبير غلؤون.
فيما اعتبر فهمي أن مناورات التحدي القاسي التي أجراها الجيشان الأمريكي والإسرائيلي منذ بداية شهر أكتوبر الجاري هي مناورات لدولة تستعد لعمل عسكري.
في حين يرى ناجي البطة – المتخصص في الشأن الإسرائيلي في تصريحات صحفية نقلتها وكالة صفا -: إن التحالف الإسرائيلي الجديد يعني جنوحا نحو التطرف داخل «إسرائيل» وحشده لكي يهيمن على الساحة للفترة القادمة، مشددا على أنه سيقود المنطقة إلى حالة من اللااستقرار ربما تنشط فيها حروب قادمة.
سياسة عدوانية
وشدد على أن التحالف سيكون تأثيره على الفلسطينيين سلبيا للغاية، وأن الكيان الإسرائيلي سينتهج سياسية عدوانية يبرر فيها القتل للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن "ليبرمان لا يعترف بالمفاوضات ولا يعرف إلا لغة القوة, ويهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باستمرار".
وعلى صعيد المقاومة داخل قطاع غزة، قال صلاح البردويل – القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريحات صحفية -: إن هذا التحالف يضع أكبر الأحزاب المتطرفة في بوتقة واحدة، منبها إلى أن الإيجابية الواحدة التي سيفرزها هذا التحالف هو أن يكتشف العالم العنصرية الفاشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وما سيولده هذا التحالف من المزيد من الاستيطان في القدس والضفة الغريبة المحتلة.
ويرى أن تأثير هذا التحالف على قطاع غزة سيكون في استهداف الأوضاع الاقتصادية لكن التركيز سيكون في المزيد من الاستيطان والأعمال التي تمس السيادة الفلسطينية.
وكان ليبرمان أكد في تصريحات صحفية على أهمية التحالف بين حزبه وحزب نتنياهو، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة مستقرة ومتماسكة لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها إسرائيل.
يذكر أن حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو ـ وهو حزب يميني ـ أعلن مساء أمس الإثنين بشكل نهائي عن دمج قائمتي "الليكود"، و"إسرائيل بيتنا", الذي يتزعمه ليبرمان وهو حزب يميني أيضا؛ حيث حظي الدمج بتصويت الأغلبية من أعضاء الحزب في المؤتمر العام الذي انعقد بالأمس وتم تخويل رئيس الحزب بنيامين نتنياهو باختيار أعضاء القائمة المشتركة بعد الانتخابات الداخلية لليكود.
والجدير بالذكر أن إسرائيل نظامها برلماني من يحوز على الأغلبية في انتخابات الكنيست «البرلمان»، له حق تشكيل الحكومة ويوجد بها 20 حزبا سياسيا.