شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون: الديكتاتور يصنع بسهولة.. والحل في القانون والمعارضة

سياسيون: الديكتاتور يصنع بسهولة.. والحل في القانون والمعارضة
  {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}.. هكذا كان حال قوم فرعون من حاكمهم.. مصدقين بكل أمر وقول...

 

{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}.. هكذا كان حال قوم فرعون من حاكمهم.. مصدقين بكل أمر وقول يأمرهم به، و الإرث الذي توارثه المصريون عبر القرون وأن اختلفت إشكاله.. صانعين من حكامهم آلهة تتبع ولا يمكن لها أن تخطأ، ويحق العذاب على من يعارضها.
و ترسخت حتمية وجود الديكتاتور في العقلية المصرية بل والعربية وأصبح تحطيم الأصنام من المحال تحقيقه حتى قامت الثورة، وهزت أركان الصنم دون أن يتحطم كليًا ، وأصبح السؤال كيف يمكن القضاء على الصنم، وسد الطريق أمام وجود ه مرة أخرى.  
 
الحرية والعدالة الاجتماعية  
يرى جمال حشمت -عضو الهيئة العليا في حزب الحرية والعدالة- أنه من السهل صناعة ديكتاتور لان خوف الناس على مصالحهم الشخصية تؤدي إلى النفاق أساس   وجود الديكتاتور، مشيرا إلى دور الدولة  في نزع الخوف من خلال تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وإقرار الحقوق بشكل سريع دون تباطؤ مع سن التشريعات وتفعيل المراقبة والمحاسبة.
وأشاد حشمت بما تحقق بعد الثورة من نزاهة واحترام متبادل بين الرئيس و شعبه مبنى على أساس الاحترام وليس الخوف، محذرًا من بقايا النظام السابق الذين يسعون إلى الارتداد إلى الخلف.
 
دستور يسد طريق الهيمنة 
ويقول طارق الخولى -المتحدث الإعلامي لجبهة 6 أبريل- إن الشعب لابد إن يعي إن الرئيس ليس فرعون وان دوره الحقيقي العمل لدى الشعب نظير راتب يتقاضاه.
 ويطالب "الخولى" بصدور دستور يغلق الطريق إمام  الهيمنة واستغلال السلطة من خلال تحديد مهام الرئيس والفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية و القضائية.
 
المنظومة الحالية مؤهلة لصنع ديكتاتور
يرى "الخولى" إن المنظومة الحالية مؤهلة لصناعة ديكتاتور عن طريق المؤسسة الأمنية الموجودة، ومؤسسات الدولة والرئاسة، مستشهدا بحجم العمليات التأمينية الخاصة برئيس، مما يشير إلى الانحراف عن مسار الثورة والعودة إلى نفس سياسات مبارك .
وأضاف "الخولى ": " منذ الإطاحة بالمجلس العسكري وظهر الانفراد والحكم الأوحد في إدارة الأمور وضرب عرض الحائط بالوعود المقدمة من الرئيس في إعادة تشكيل التأسيسية و سراب مشروع النهضة وهو مجرد اسم للدعاية الانتخابية وليس رؤية حقيقية لمشروع للنهضة، مطالب بتنقية الرؤساء الذين يحيطون به ويخدعوه حتى لا يصبح مبارك أخر.
 
إعلام نزيه وحاشية صالحة
يشير محمد مصطفى -وكيل موسى حزب الشباب الحر والمنسق العام لحركة كلنا مصريين- إلى أن صناعة ديكتاتور تتمثل فى ثلاث عوامل رئيسية ،وهى وجود حاشية منافقة تحيط بالمسئول تنتفع دائما وتثنى على أعماله دون وجه حق وتتأخر في تقديم النصيحة لتحقق النفع لمصالحهم الشخصية ، ووجود إعلام  ينافق ويتحيز للمسئول على حساب الشعب، إضافة لغياب القضاء العادل الذي يتساوى فيه الحاكم و المحكوم.
 
معارضة قوية والاستعانة بالكفاءة 
ومن جانبه يشير إبراهيم الزعفراني إلى ضرورة معارضة قوية قادرة على تحقيق التوازن وتقف في وجه الحاكم في حالة تجاوزه، واحترام القانون ،وأن تكون الكفاءة لا الولاء لشخص الرئيس معير الاختيار للمهام العليا  لضمان عدم وجود ديكتاتور.
 ويضيف "الزعفرانى" الفرعون يصنع تتدرجي وليس مرة واحدة ،مشيرًا إلى ضرورة وجود خبراء للمراقبة وتوجيه الرئيس في حالة الانحراف عن الشعب والالتجاء إلى الجهات الأمنية. 
 وحذر" الزعفراني" من خطورة عودة الديكتاتور ، بحيث نرى مرة أخرى سيطرة الرئيس على جميع أجهزة الدولة ، ويصبح ولاء الموظفين للرئيس دون الشعب مع استمرار جهل الشعب بحقوقه وتغليب العاطفة عن العقل دون تفرقة بين المطالبة واحترام مؤسسات الدولة .
 
الشعوب العربية تخلق الديكتاتور 
يتفق سعيد لاوندي -خبير العلاقات الدولية- إن صناعة الديكتاتور بسيطة للغاية، مؤكدًا على أن معظم الشعوب العربية هي التي تخلق فرعون مثل رئيس العراق صدام حسين ، الذي تجاوز الشعب في تفخيمه، والرئيس السوري بشار الأسد ومن قبله حافظ الأسد .
ويتابع لاوند: "الرئيس المخلوع  حكم مصر حكم  ديكتاتور على مدار ثلاثون عاما استبد فيه بجميع السلطات فعندما فاز زويل ونجيب محفوظ بجائزة نوبل وشيد تمثال خاص لهم تم تشييد تمثال مقابل لمبارك في إشارة إلى إن هو من يستحق نوبل  ".
 
الاحتجاجات صمام الأمان
ويرى حسن الخوالى -أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- أن هناك عوامل اجتماعية ونفسية متشابكة لصناعة ديكتاتور والتي تظهر في المثل الشعبي الدارج "يافرعون إيه إللى فرعانك" ،موضحا أن الحاكم الديكتاتوري مثل الدولة المستعمرة الذي يشجعها المستعمر في  التمادي في الاستعمار في حالة عدم وجود من يقف أمام جبروته .
ويتابع: "الخوالي " في الدول المتقدمة توجد معايير وقوانين موضوعة بكل دقة لتحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، إضافة الوعي العالي لدى الشعب بما يضمن عدم انحراف الحاكم الذي يدرك أن ليس فوق المسالة والمحاسبة، مشيرا إلى أن ذلك غير متحقق في الدول النامية -المتخلفة ،التي ينظر فيها للحاكم بكونه اله .
ويؤكد "الخوالى" على أهمية الاحتجاجات والجمعيات الحقوقية كحائط سد ضد الحاكم المستبد لتقوم عليه وتسقط في حالة عدم امتثاله لرغبات الشعوب.
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023