رجل دولة شغل العديد من المناصب الوزارية سابقا، وحلم يوما بالرئاسة عندما نافس في الاستحقاق الانتخابي أكتوبر الماضي.. إنه «إلياس الفخفاخ» الذي كلفه الرئيس «قيس سعيد»، مساء الإثنين، بتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد.
و«الفخفاخ» (48 سنة) هو قيادي في حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، وتم ترشيحه للمنصب من قبل حزب حزب «تحيا تونس»، بعد رفض البرلمان، في 10 يناير الجاري، منح الثقة لحكومة «الحبيب الجملي»، الذي طرحت اسمه «حركة النهضة».
وينتمي الرجل إلى مدينة صفاقس (جنوب)، ثاني مدينة اقتصادية في تونس؛ حيث ولد بها عام 1972، وتخرج من «المدرسة الوطنية للمهندسين» بالمدينة، تخصص هندسة ميكانيكية سنة 1995.
ولاحقا، حصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من مدرسة «إينسا» بمدينة ليون في فرنسا، وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة «إيسون» في فرنسا.
في بداية حياته العملية، عمل «الفخفاخ» بالخارج في فرنسا وبولندا في شركة عالمية للنفط، قبل أن يعود إلى تونس سنة 2006؛ حيث تقلد منصب مدير عام لشركة «كورتيل» المتخصصة في صناعة مكونات السيارات.
** التحاق بالثورة
اقتنع «الفحفاخ» بمبادئ ثورة الحرية والكرامة التي أطاحت في يناير 2011 بنظام الرئيس الأسبق «زين العابدين بن علي»، ليلتحق بها ويعلن دعمه لمطالبها.
قبل أن يلتحق بحزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، الذي كان يقوده رئيس المجلس الوطني التأسيسي السابق (برلمان مؤقت من أكتوبر 2011 إلى يناير 2014) «مصطفى بن جعفر».
ويشغل حاليا مهمة رئيس المجلس الوطني للحزب ذاته (بمثابة برلمانه)، وكان مرشحه للانتخابات الرئاسية الماضية، لكنه لم يتمكن من تجاوز الدور الأول من الاستحقاق الرئاسي الذي تمّ في منتصف سبتمبر الماضي
** رجل الدولة
شارك «الفخفاخ» في أول حكومة منتخبة بعد الثورة التي قادتها «الترويكا» (ائتلاف بين حركة «النهضة» الإسلامية وحزبين علمانيين هما «المؤتمر من أجل الجمهورية» وحزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»)؛ إذ تم تعيينه وزيرا للسياحة في حكومة حمادي الجبالي (ديسمبر 2011-مارس 2013)
وإثر استقالة الجبالي من منصبه نهاية فبراير 2013 على وقع جريمة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، تم تعيين الفخفاخ في منصب وزير المالية بحكومة علي العريض (مارس 2013-يناير 2014)
** اجتماعي ديمقراطي
ورغم تراجع شعبية حزبه «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» في انتخابات أكتوبر 2014؛ إذ لم يتمكن من الحصول على أي مقعد في البرلمان، إلا أن «الفخفاخ» واصل نشاطه في التكتل عكس قيادات أخرى انسحبت أو غيرت الانتماء، واستمر مؤمنا بأفكاره الاجتماعية والديمقراطية.
إذ دافع خلال حملته الانتخابية الرئاسية، في سبتمبر الماضي، عن قيم التعايش مع الآخر المختلف والعدالة الاجتماعية، وخاصة ضرورة تطوير التعليم الحكومي، وتوفير الخدمات الصحية الراقية لكافة المواطنين.
ويرتبط «الفخفاخ» بعلاقات واسعة بالناشطين المدافعين عن قيم ثورة 2011 من كافة القوى السياسية مثل الإسلاميين والمنتسبين لتيارات يسارية واجتماعية ديمقراطية مختلفة.
وبخلاف حزبه، يتوقع أن يجد الرجل دعم عدة كتل برلمانية مثل حركة النهضة (إسلامية/54 نائبا)، وحركة «تحيا تونس»، التي اقترحت اسمه على الرئيس قيس سعيد.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان مساء الإثنين، إن «الفخفاخ سيتولى تكوين الحكومة في أجل لا يتجاوز مدة شهر ابتداء من الثلاثاء (21 يناير)، وهي مهلة غير قابلة للتجديد».
وفي أول تصريح عقب اختياره للمنصب، أكد «الفخفاخ» أنه سيعمل على أن تتكون حكومته من «فريق مصغر منسجم وجدي يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسة القوية والوفاء للثوابت الوطنية واهداف ثورتنا المجيدة».
وتعهد، في فيديو بثته الرئاسة التونسية عبر «فيسبوك»، بالعمل «نحو إرساء شروط ومؤسسات الدولة العادلة والصادقة والقوية»، ووصفها بأنها الدولة التي «تنصف فئاتها وجهاتها الأضعف وتنهي عقود الفقر والتهميش».
كما تعهد الفخفاخ بالامتناع «عن الدخول في أي مناكفات أو نزاعات سياسيوية ضيقة».