شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مستشرق يهودي: خطط السيسي في سيناء نقطة محورية لتلبية مصالح «إسرائيل»

قال مستشرق يهودي إن «خطط عبد الفتاح السيسي في شبه جزيرة سيناء تشهد تسارعا ملحوظا، حيث تمهد السلطات المصرية الطرق، وتبني التجمعات السكانية البدوية، مما يعني أن الخطط التي يعتزم السيسي تنفيذها، وسوف تستفيد منها إسرائيل والسعودية، وستزيد الضغط على حماس».

وأضاف يارون فريدمان، خريج جامعة السوربون، وباحث الشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون، في مقاله بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ترجمته «عربي21»، أن «عام 2018، شهد شروع الجيش المصري بحملة للقضاء على النقاط المسلحة لتنظيم الدولة في الجزيرة، وكان القضاء على التنظيمات المسلحة الخطوة الأولى في محاولة خلق واقع جديد، باعتبار أن توفير أمن سيناء هو الشرط الأساسي لجذب المستثمرين للمنطقة».

وأكد أن «العملية جاءت بعد سلسلة هجمات مسلحة ضد الجيش المصري، بلغت ذروتها عام 2015، بإسقاط طائرة روسية في شرم الشيخ، وقتلت 224 راكبا، فبدأت الخطوة التالية بعد حملات التطهير المسلحة لهذه النقاط العسكرية، ببدء الاستثمار في تنمية الجزيرة، عبر شق الطرق الجوفية الجديدة، وخلق الشرايين الاقتصادية التي تربط مصر بسيناء، وبينما استغرقت الرحلة عدة ساعات، فقد باتت قصيرة لمدة عشرين دقيقة فقط».

وأشار إلى أنه «منذ عودة سيناء من إسرائيل إلى مصر عام 1982، تم إهمال الجزيرة، وباتت تعاني من الفقر والتخلف، ولأن اتفاقية السلام نصت أن تكون سيناء منطقة منزوعة السلاح، ولأن سكانها ظلوا فقراء، فقد نشأ فراغ أمني خطير، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ساءت الحالة، وأصبحت منطقة عبور لعشرات الآلاف من المتسللين من أفريقيا لإسرائيل، ومرتعا للمنظمات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة».

وأوضح أنه «منذ عام 2010، ساءت الحالة مع بدء منظمات الجهاد العالمية بالتعاون مع بدو شمال سيناء، وباتت الهجمات تستهدف المواقع السياحية، من هيلتون طابا قرب حدود إسرائيل إلى شرم الشيخ، وعندما أطيح بالرئيس حسني مبارك عام 2011، كان هناك تدهور آخر، فقام النشطاء المسلحون بتفجير خط أنابيب الغاز بين إسرائيل ومصر مرارا، وشن هجمات ضد إسرائيل والشرطة المصرية والجنود».

وأكد أن «إسرائيل سمحت للقاهرة بالانحراف عن معاهدات السلام، ونشر قوات عسكرية في سيناء لمحاربة المجموعات المسلحة، فقد كثف الانقلاب العسكري المصري عام 2013، واضطهاد الإخوان المسلمين، الهجمات المسلحة على الجزيرة، وقام السيسي بحملة دعائية مكثفة ضد جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الدولة، ورأى علاقة وثيقة بين مكافحة هذه الجماعات في الجزيرة وما يجري في مصر».

وأشار إلى أن «حقيقة اقتراب المراكز المسلحة في شمال سيناء من قطاع غزة، في مدينتي رفح والعريش، جعلت مشكلة سيناء قضية أمنية تشمل مصر وإسرائيل وحماس، حيث اتهمت مصر الحركة الفلسطينية بالتعاون مع المسلحين، وغض الطرف عن أنفاق غزة وسيناء، وتم تشديد التعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة، مما يجعل السيسي أول زعيم مصري يواجه مشكلة سيناء، أمنياً واقتصاديا».

وأوضح أن «السيسي في 2015، بدأ بتدمير الأنفاق في غزة عن طريق التفجير والفيضانات بمياه البحر، وجاءت نقطة التحول الاقتصادي في مارس 2018، عندما التقى السيسي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووقع اتفاقية تنمية اقتصادية سعودية مصرية مع جنوب سيناء، بأكثر من عشرة مليار دولار، كما يشارك الأردن بتطوير خليج العقبة، وبالنسبة لإسرائيل، يعد استثمار مصر في سيناء تطورا إيجابيا».

وختم بالقول أن «اللافت في هذا التطور أنه يمكن اعتباره ضغطا على حماس، وبذلك قد يصبح التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر في سيناء تعاونًا اقتصاديًا بسهولة، فقد تصبح شبه الجزيرة النامية في المستقبل واحدة من النقاط المحورية المركزية لتلبية المصالح الاقتصادية لإسرائيل مع مصالح مصر وحلفائها في الخليج».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023