من أجمل الأشياء في أمريكا ما يعرف بقاعة المدينه أو قاعة البلدة .
وهي قاعات في مكان الحكم المحلي يلتقي فيها الناس مع عمدة المدينه أو البلدة أو حتى بدونه ليناقشوا القضايا الملحه أو الطارئه أو حتى لتقديم إقتراحات للمستقبل .
بعد حادثة مقتل 20 طفل في إحدى مدارس كنتيكت بواسطة شاب لم يتم تشخيصه بمرض نفسي معين و باستخدام مسدسين ورشاش نشطت الإجتماعات في جميع أنحاء أمريكا وليس فقط في كنتيكت لتناقش سبل حل الأزمه وكيف يمكن أن نتفادى حدوث ذلك مرة أخرى .
استمعت منذ قليل إلى أحد هذه الجلسات مع بيتر مورجان في ال-CNNوكم كانت مبهرة . الناس العاديون أفضل كثيراً من الساسه . هم يقولون ما في قلوبهم ويتصورون ابناءهم في خطر لذلك يجتهدون قدر طاقتهم في إيجاد حلول . هم احرار وليسوا سجناء السياسة والمنصب . النقاش كان كالعاده بين مجموعة ترى أن حمل السلاح حق شخصي يحميه الدستور و مجموعة ترى ضرورة وضع قيود على حمل السلاح .
ظهرت حلول وسط عن نوعية السلاح الذي يجب أن يسمح به .
الحوار كان متحضر جداً و ذكي جداً .
الرئيس الأمريكي كان يحث الشعب أن يشارك في هذا الحوار وأن يؤثر على ممثليه وهذا ما يفعله دائماً عندم يفشل في الحصول على ما يريد من الكونجرس ، يأخذ المعركه إلى الشعب ، صاحب الشأن
لم يصل الشعب الأمريكي إلى هذا المستوى من الرقي السياسي بين عشية وضحاها ولكنها الممارسه السياسيه والديمقراطيه على مر عقود طويله من الزمن .
إذاً هذا الشعب يعيش بعقول كل ابنائه وليس بعقول النخبه .
لماذا لا يوجد قاعات في كل بلدة وكل مدينه في مصر ليشترك الشعب في النقاش حول حاضره ومستقبله ؟! إلى متى تهبط علينا القرارات من عل ؟!
يمكننا أن نستخدم المدارس و الجامعات و المكتبات العامه ومقرات الأحزاب و المساجد والكنائس لمثل هذه الإجتماعات .
عندما أقول المساجد والكنائس فأنا لا أقصد أن يجتمع المسلمين في المساجد والمسيحيون في الكنائس ولكن أقصد اجتماعات يحضر إليها كل من يريد وهذا يذيب الشكوك والريبه ويبني جسور من الثقه والالفه بين شركاء الوطن .
لقد خلق التليفزيون والإعلام بصفة عامه نخبه زائفة ليس لها أي خصائص لنخب الدول المتحضرة . نخب مستواها العقلي والعلمي والخلقي يرثى له . انهم فقط مجموعة أناس مشهورين يرون أنهم الأحق والأجدر بقيادة هذا الوطن لأنهم الأشهر والأكثر حضوراً في برامج التوك شو .
هناك مساعد للرئيس أو مستشار بعنوان " مستشار الرئيس للتحول الديمقراطي " لو حد شافه يسلم عليه
