شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير: فرنسا تخشى من أي وجود إسلامي في مستعمراتها القديمة بـ”مالي”

خبير: فرنسا تخشى من أي وجود إسلامي في مستعمراتها القديمة بـ”مالي”
  تدخل دوافع وظروف التدخل الفرنسي في شمال مالي ضمن إطار من الوضوح والغموض، في وقت يظل فيه الاستفهام متواجدا وسط...

 

تدخل دوافع وظروف التدخل الفرنسي في شمال مالي ضمن إطار من الوضوح والغموض، في وقت يظل فيه الاستفهام متواجدا وسط شواهد تقول إن التدخل الفرنسي لن يسفر عن نتيجة تأتى في صالحها.

يقول أحمد عبد الدايم , أستاذ التاريخ المعاصر والحديث لشرق أفريقيا بجامعة القاهرة "فرنسا تخشى من اى وجود إسلامي في أي من مستعمراتها الفرنسية القديمة بغرب أفريقيا والتي ضمت السنغال, النيجر, تشاد ومالي، التى بدأ أن يظهر بها صعود إسلامي فخشيت أن يظهر ذلك في مناطق أخرى من الغرب الأفريقي وبالتالي تفقد سيطرتها عليه بوجود نظم جديدة تفرض سياسيات جديدة بأيديولوجيات جديدة".

وأوضح عبد الدايم في حوار خاص "لشبكة رصد الإخبارية" أنها بالأصل حرب اقتصادية، فرنسا تسعى إلى ضرب تلك التنظيمات الإسلامية لأن صعودها يهدد مصالحها في المنطقة حيث توجد شركات استثمار فرنسية هناك لإنتاج اليورانيوم في النيجر وأخري لإنتاج البترول".

وأشار إلى أن فرنسا كانت على استعداد لقبول دولة طوارق مستقلة فهي ليس لها مشكلة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد وذلك أنها أعلنت الاستقلال من باريس فعقبت فرنسا أنها ترفض ذلك ولكنها ستتعامل مع ذلك بشكل سلمى, فهي ممكن أن تبيع "النظام المالي" إذا وجدت هناك قوة أخرى تحقق أهدافها وتساعد على تحقيق أهدافها في المنطقة, إلا أن لها نظرة مختلفة مع أي صعود إسلامي فهي تخشى أن يتمدد ذلك الصعود في الغرب الأفريقي بالكامل أو أن يحدث هناك تلاقى مصالح عربية في المناطق التي تشهد صعود إسلامي كمصر وتونس ولاسيما أن تلك التنظيمات في شمال مالي لها علاقات بتنظيمات أخرى كالقاعدة والدليل على ذلك ما أعلنه محمد الظواهري القيادي الجهادي وشقيق زعيم تنظيم القاعدة، بأن تكف فرنسا عن أعمالها العدائية ضد المسلمين، مبينا أنه إذا لم تستجيب فرنسا لمطالبهم، سيكون لهم موقف آخر في التصعيد.

وقال أستاذ التاريخ المعاصر والحديث لشرق أفريقيا أن " حركة أنصار الدين الأزوادية بها عرب وطوارق و لم يكن هدفها إعلان الاستقلال عن مالي ولكن هدفها الرئيسي هو إزالة البدع و تطبيق الشريعة الإسلامية وتلك التيارات لم ترفع راية العنف لم ترفع السلاح من قبل وهى حركة سلمية بالأساس ولم ترفعه إلا مع دخول الغزو الفرنسي".

وأشار إلى أن فرنسا عملت على تشويه صورتهم قبل هذه الحرب بدعوى أنهم تنظيمات إرهابية فهي يوجد تقسيمات متنوعة من الجماعات الإسلامية كالإخوان والسلفية و السلفية الجهادية فهي يوجد بها تقسيمات شتى من الجماعات وليس فقط جماعة إسلامية واحدة ونفس الامتدادات موجودة بالجزائر وموريتانيا فالعرب والطوارق في تلك لهم امتدادات و ولاءات بالجزائر وليبيا وقد شاركت تلك التنظيمات في ثورة ليبيا سواء مع القذافى أو ضده وذلك ما ساعدهم على امتلاك السلاح بشكل وفير".

وأضاف "فرنسا لم تعلن الدخول المباشر إلا عندما فشلت حرب الوكالة وبدأت تشعر بتهديد بعد تعرض الرئيس الموريتاني لعملية اغتيال وحاليا يوجد 3 تنظيمات على الأرض، هي فرنسا والمجموعة الاقتصادية والحكومة المالية"، حسبما قال عبد الدايم.

وتابع "فرنسا تشن حملة سريعة تهدف إلى إعادة السيطرة على تلك المنطقة وتسليمها للحكومة المالية إلا أنها ورطت نفسها في حرب لا نهاية لها وحرب شبه خاسرة وذلك لتفوق تلك الجماعات عليه من حيث دراستها للمنطقة الجغرافية ومقدرتها على ضم السكان إلى صفوفها وأنها قد تضع السيطرة لبعض المدن في أيدي الحكومة المالية إلا أنها لن تستطيع السيطرة على باقي المدن".

 وأضاف احمد عبد الدايم "ذلك التدخل سيؤدى إلى مزيد من الاضطراب وعدم استقرار الشركات والمصالح الفرنسية في تلك المنطقة حيث أنها ستهدف من قبل تنظيمات مختلفة و لو سقط ضحايا كثيرين من الجانب الفرنسي فسيؤدى ذلك إلى ضعف القوة الحكومية والمجموعة الاقتصادية, فالحل السياسي في إطار الشكل الفيدرالي هو أفضل حل و أن يكون تحت رعاية دولية فالحرب لن تحل المشكلة ويجب أن تأخذ منطقة شمال مالي الحكم الذاتي فى صورة إتحاد فيدرالي بين المنطقتين حتى لا يتسبب ذلك في إشعال فتيل لحرب أهلية في المنطقة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023