شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الاحتلال يشيد بتحسين صورة «إسرائيل» في مناهج التعليم في عهد السيسي

طلبة في مدرسة ابتدائية مصرية

أشادت معاهد إسرائيلية بالتغيير الجذري الذي أحدثه نظام عبد الفتاح السيسي، في تغيير المفاهيم عن اليهود من خلال سلسلة تعديلات أجريت على مناهج التعليم في مصر، والتي أبرزت بشكل لافت قيم التسامح والتعايش بين المسلمين واليهود، بحيث باتت هذه المناهج أقل حدة في انتقاد اليهود.

وفقاً لتقرير ترجمه موقع “عربي بوست” صادر عن معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي المعروف اختصاراً بـ(IMPACT-SE)، شرع نظام السيسي في عملية إصلاح المناهج الوطنية التي يتم تدريسها داخل المدارس الحكومية والخاصة، تضمنت إصدار نسخ منقحة من المناهج الدراسية من خلالها تم حذف كل المواد والنصوص السابقة عن اليهود، أو تلك المتعلقة بمعاداة السامية.
وأشار المعهد إلى أنه بفحص دقيق لـ271 كتاباً مدرسياً تم إصدارها في طبعة العام الدراسي 2022/ 2023، في مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، تبين وجود تغييرات وصفها المعهد بـ”الجذرية”.

تتعلق تلك التغييرات باستبدال السمات السلبية التي كانت تصف اليهود بعدم الولاء والاحتيال والجشع وانتهاك العقود، بقيم التسامح والتعايش بين اليهود والديانات الإسلامية والمسيحية، وصورتهم على أنهم سواء في كامل الحقوق الدينية والمدنية.

من المقاربات اللافتة لمناهج التعليم في مصر، أنه تم إبراز المكاسب السياسية والاقتصادية لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 الذي وقّع بين الرئيس السادات ومناحيم بيغن، بحيث صوّر هذه العلاقات على أنها علاقات ودية تعاونية بين دول الجوار، دون التطرق للسياق السياسي والعسكري من احتلال إسرائيل لأراضي سيناء.

كما يُطلب من الطلبة حفظ أحكام معاهدة السلام، وتصف الاتفاقية بأنها “علاقات ودية”، بعد أن كانت سابقاً توصف “بعلاقات طبيعية”، وأن العلاقة القائمة هي احترام كل جانب لسيادة الطرف الآخر واستقلاله، بدلاً من الاعتراف بسيادة كل جانب في النزاع على أراضيه.

كما تم الإسهاب في شرح مزايا الاتفاق وكيف ستكون آثاره الاقتصادية على الاقتصاد المصري عند تحقيق الخطة الحالية في رفع قيمة التبادل التجاري لـ700 مليون دولار في العام 2025، مع وضع صور توثق لحظة توقيع الاتفاق في البيت الأبيض بين السادات وبيغن.

تربط المناهج الجديدة أيضاً حق اليهود في أرض فلسطين، وتتحدث عن الصلة الدينية بأرض فلسطين التاريخية من خلال مصطلحات جديدة كـ “الأرض اليهودية”. كما استبدلت مصطلحات مدينة “القدس” أو “بيت المقدس” بمدينة “أورشليم”، وتبرز ارتباط اليهود بما يسمى “هيكل سليمان” على اعتبار أنه حق توراتي.

تحاول المناهج الجديدة وضع الطلبة في حقيقة أن اليهود تعرضوا للظلم قبل 70 عاماً، وأنهم شعب بلا أرض، تعرضوا لأبشع جرائم القتل في تاريخ البشرية من خلال “الهولوكوست” الذي تسبب بمقتل 6 ملايين يهودي من قِبل النظام النازي في ألمانيا.

كما تمت إزالة مصطلح “الكيان الصهيوني” أو الدولة “غير الشرعية” من الكتب المدرسية، التي أقيمت بهدف التوسع على حساب الفلسطينيين، وتجنبت المناهج الجديدة إدراج خرائط تضع حدوداً لدولة إسرائيل، أو مناطق الدولة الفلسطينية.

تتحدث كتب التربية الإسلامية الجديدة عن الإيجابية في العلاقات بين اليهود والديانات الإسلامية والمسيحية، باعتبارها المصدر الرئيسي لحقوق الإنسان والحريات العامة، وأن الوصايا العشر التي نقلها سيدنا موسى لقومه، هي الأرضية التي يجب التمسك بها في العلاقات بين الشعوب بغض النظر عن الهوية والدين والعرق.

كما يتعلم الطلبة أن أعظم أشكال التعايش بين الديانات الثلاثة، هي زواج الرجال المسلمين أو المسيحيين من النساء اليهوديات.

كما نجحت المناهج الجديدة في وضع اليهود في مرتبة متساوية مع المسلمين، عبر الاستشهاد بنصوص تدعي اعتراف الإسلام بالتوراة ككتاب مقدس، وأن الإسلام يبيح أكل طعام “الكوشر”، وهو الأكل الحلال في الدين اليهودي.

أشاد المعهد الإسرائيلي بالمناهج الجديدة التي عززت من المساواة بين الجنسين، وتشجع النساء على المشاركة في الحياة العامة، وتظهر الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب أو لا يرتدين الحجاب على أن ذلك حق لا يمتلك أحد سلطة لفرضه بالوصاية الأبوية أو القانون.

كما يشيد المعهد بتعزيز المناهج الجديدة في مفاهيم المساواة العرقية، وتمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في الشأن العام.

وعن الثورات العربية، صورت الكتب الجديدة ثورة الاحتجاجات في العامين 2011 و2013، على أنها أنبل قيم الحرية والديمقراطية في تاريخ مصر الحديث، ولكنها في ذات الوقت تثبط الحِراكات السياسية الأخرى أو الأعمال الثورية التي تؤدي للعنف.

ووفقا لـ(IMPACT-SE) تأتي هذه التعديلات للمناهج الدراسية في سياق خطة أعلن عنها نظام السيسي منذ العام 2018، وتستمر حتى العام 2030، وجرى تطبيقها في الصفوف الدراسية من الصف الأول وحتى الخامس الابتدائي، وستكون خطة العام 2023-2024 لتعديل المناهج من الصف السادس وحتى المرحلة الإعدادية.

وقد أشاد ماركوس شيف الرئيس التنفيذي لمعهد (IMPACT-SE) بجهود السيسي في إصلاح نظام التعليم في مصر، بالإشارة أن امتلاك مصر لأكبر نظام تعليمي في الشرق الأوسط بـ25 مليون طالب، ستمثل مساهمة كبيرة في ظهور مجتمع جديد سيكون أكثر تسامحاً مع اليهود.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023