نشر الاحتلال الإسرائيلي صورا ووثائق لجهاز الموساد بمناسبة اقتراب ذكرى حرب أكتوبر، تضمنت مستندات ومحاضر اجتماعات ضباطه مع أهم جاسوس في تاريخهم وهو رجل الأعمال المصري أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بحسب ما تصفه دوائر الأمن العبرية.
ونشر الموساد ما أسماه المعلومات الذهبية التي وردت في 12 أكتوبر، أي بعد 6 أيام من اندلاع الحرب. وقال الموساد إنها أوقفت تقدم الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 ومنعت هزيمة كبرى لقوات الاحتلال في سيناء.
وتضمنت هذه الوثائق التي أفرج عنها ضمن وثائق حرب أكتوبر السرية كل المعلومات التي قدمها الجاسوس الذي كان يطلق عليه لقب الملاك قبل وخلال وبعد حرب أكتوبر 1973، ومن بينها صورة له مع الضابط المسؤول عنه في الموساد المدعو دوبي.
وحسب التسريبات المنشورة كان للموساد الصهيوني الكثير من المصادر البشرية بخلاف العميل أشرف مروان أحد هؤلاء الأشخاص، والذي نشرت قصته أيضًا، كان ضابطًا مصريًا كبيرًا يُلقب بـ فيكس وكورات والذي قدم لسنوات معلومات مهمة، وفي خضم الحرب قدم معلومات ذهبية ساعدت جيش الاحتلال الإسرائيلي على وقف الزحف المصري بسيناء”.
ووفق الصحيفة العبرية نقل أشرف مروان المعلومات بالتفصيل: “تم التخطيط للتحرك منذ حوالي ستة أشهر وكان الجيش بأكمله في الجبهة باستثناء فرقتين وتم نقلهما إلى الجبهة الأسبوع الماضي وقرر السادات يوم 25 سبتمبر موعدا للتحرك وخوض الحرب، ولكنه لم يخبر أحدا وطلب تجهيز مقره في القصر.
وقال صهر جمال عبد الناصر وفق المعلومات ذاتها أنه شعر بأن السادات جدي في قراره، وفي 29 سبتمبر دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي لاجتماع سري وأبلغهم قراره ببدء الحرب قريباً، ولم يذكر التاريخ الذي حدده، وقبل يومين (3 أكتوبر) أبلغ السادات السوفييت بنيته خرق وقف إطلاق النار الذي سيكون قريباً، ولم يحدد لهم الموعد أيضاً. مشيراً إلى أنه لا توجد نية للاستيلاء على البؤر الاستيطانية. وسيحتل السوريون الجولان بقدر ما يستطيعون، وقال مروان إن الحرب ستبدأ في المساء، لكنها اندلعت عملياً حوالي الساعة الثانية بعد الظهر..
وكشف أن الجيش المصري سيعبر القناة. ويتمركز بالكامل تقريبًا الآن أمام القناة باستثناء لواء مدرع واحد موجود في مكان آخر ولواء الحرس الجمهوري الموجود في القاهرة بينما سيبقى حوالي أربعة ألوية أخرى في منطقة القاهرة، سوف يعبرون القناة.
وأضاف أنه سيتم بناء 7 كباري وسيعبر 4 أو 5 أو 6 ألوية فقط ، وأردف أن الجيش المصري والجيش السوري سيشنان هجوما غداً.
كما قدم تفاصيل عن الضربات الجوية المتوقعة من قبل جيوش مصر وسوريا: سوف تهاجم القوات الجوية المصرية أهدافًا في سيناء. ولن تهاجم في عمق إسرائيل. وستهاجم القوات الجوية السورية ثلاث قواعد عسكرية، إحداها في رمات ديفيد، وسيحاولون ضرب المدارج.
وأفرج الاحتلال الإسرائيلي الخميس، عن أرشيفه السري الكامل لحرب 6 أكتوبر 1973 مع مصر وسوريا، بعد 50 عاما على اندلاعها.
وفي عام 1973، كان الاحتلال يسيطر على شبه جزيرة سيناء في مصر كما كانت ولا تزال تحتل القطاع الأكبر من مرتفعات الجولان السورية منذ 1967، وتسمي القاهرة ودمشق هذه الحرب بحرب أكتوبر، بينما تطلق عليها تل أبيب حرب يوم الغفران.
وعلى موقعه الإلكتروني، قال الأرشيف الوطني الإسرائيلي: “لقد كانت أيام القتال ونتائجه أياما صعبة إلى حد لا يطاق بالنسبة للدولة التي كانت قد احتفلت قبل بضعة أشهر فقط بيوم استقلالها الخامس والعشرين”.
وأضاف: “في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، أصبح أرشيف الدولة متاحا للجميع. مجموعة كبيرة من المواد الأرشيفية، معظمها معروض للاطلاع عليه لأول مرة”.
وأوضح أنه نشر “آلاف الملفات المودعة في الأرشيف، والتي تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات التي توثق لحظيا الأحداث في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية”.
وهذه الوثائق تتضمن “محاضر مداولات الحكومة، المشاورات السياسية العسكرية (مجلس الوزراء الحربي)، مداولات لجان الكنيست (البرلمان)، مراسلات وزارة الخارجية، الوثائق العسكرية والسياسية والمدنية والشهادات والتقارير والمناقشات وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدني وإعداد الجبهة الداخلية خلالها”، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وتسجيلات صوتية وأفلام، وفقا للأرشيف الوطني.
وأفاد بأن هذه “المجموعة تتيح لمحة رائعة عن عملية صنع القرار، في ظل ظروف عدم اليقين لدى القادة، والقتال على الجبهات، والجبهة الداخلية الإسرائيلية، والاتصالات السياسية التي جرت في نهاية الحرب وانتهائها مع مصر وسوريا بوساطة أمريكية، والمسار الذي أدى إلى ترتيبات فصل القوات مع مصر وسوريا وانتهت في نهاية مايو 1974”.
وبالنسبة لسبب الكشف عن تلك الوثائق، أوضح الأرشيف الإسرائيلي أنه “مع انتهاء فترة التقادم (50 عاما) التي حددها القانون بشأن الاطلاع على هذه المواد، عملت أرشيفات الدولة على الكشف عن أكبر عدد ممكن من المواد التي يمكن إتاحتها للجمهور وتوحيدها في هذه المجموعة”.
وسبق للأرشيف الإسرائيلي أن نشر في سنوات ماضية وثائق عن الحرب، ولكنه أوضح أن المجموعة الجديدة هي المتكاملة.
وتابع أنه في تلك الحرب قُتل نحو 2656 جنديا إسرائيليا، وجرى أسر المئات وأصيب أكثر من 7200 جندي ومدني.
وعن يوم الحرب، قال الأرشيف الإسرائيلي إنه “في ظهيرة يوم الغفران 6 أكتوبر 1973، قطعت صفارات الإنذار صمت العيد وأطلقت الإشارة لبداية حرب يوم الغفران، التي أصبحت جرحا دمويا منذ ذلك الحين”.
وتابع: “تم تسجيل اللحظات الدرامية التي أدت إلى الحرب في الوقت الحقيقي، في عشرات النصوص والملخصات، التي يلقي الاطلاع عليها الضوء على ما حدث بالفعل في الغرف المغلقة عندما تم اتخاذ القرارات، وتظهر سجلات اجتماعات الأيام الأولى للحرب خيبة الأمل المصحوبة بضغوط ثقيلة.. المخاوف والمشاعر العاصفة”.
وحسب وكالة الأناضول الأرشيف أفاد بأنه “يمكن الوصول إلى اجتماعات الحكومة من أكتوبر أول 1972 إلى مارس 1974 بشكل كامل، بطريقة تسمح بإلقاء نظرة خاطفة على المناقشات التي رافقت الأشهر التي سبقت الحرب، وقد تم تسجيل اجتماعات الحكومة كاملة حتى أثناء الحرب”.