نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مقالا للصحفي الإسرائيلي هنريكا تسيمرمان، تحدث فيه عن مشاركة وفد من 12 رجل أعمال إسرائيلي في مؤتمر تكنولوجي، ليعرضوا على السعوديين تكنولوجيات حديثة.
وكشف تسيمرمان كواليس مشاركة وفد الاحتلال بالمؤتمر الحكومي الذي عقد خلال الأسبوع الجاري، حيث أشار إلى أنهم دخلوا المملكة “عبر جوازات سفر أجنبية، لكنهم شاركوا في المؤتمر كإسرائيليين، إلى جانب نحو 300 ضيف، بمن فيهم مندوبو شركات كبرى مثل أرامكو السعودية أو شركات نفط وغاز أخرى من دول الخليج”.
وأضاف أن سعوديين التقوا بالوفد الإسرائيلي طلبوا نقل رسالة إلى الاحتلال، مفادها: “مع كل الاحترام للإمارات وللبحرين، لكن السعودية العظمى هي شيء آخر، هي حارسة مدينتي مكة والمدينة، المقدستين لنحو ملياري مسلم. التطبيع معنا، إذا ما جاء، سيكون حدثا مختلفا تماما”.
كما ذكر أن الشركات الإسرائيلية المشاركة “عرضت خلال المؤتمر تكنولوجيا حديثة، استقبلت بحرارة في الغالب، رغم أن البعض تجاهلوا الوجود الإسرائيلي أو سعوا إلى التكتم”.
ونقل المقال عن المستشرقة نيريت أوفير تعليقها على ذلك: “لا يزال أمامنا طريق طويلة، لكن لا شك أن شيئا ما يحصل في العلاقة بين القدس والرياض”.
وكانت أوفير قد دعيت إلى إلقاء محاضرة في مؤتمر الأمن في الشرق الأوسط، الذي عقد بالرياض في شهر أيار /مايو الماضي، بحسب تسيمرمان الذي قال؛ إن حضورها كان علنيا أمام جمهور من أرجاء الشرق الأوسط، بما في ذلك ممثلون من لبنان، اليمن والعراق.
وتابع: “أبدى المشاركون اهتماما عظيما بأوفير، كما سألوها أسئلة لا حصر لها، لدرجة أنهم وافقوا على تبادل البطاقات معها، بحسب المستشرقة التي تتجول منذ عقد في إطار عملها في منطقة الخليج”.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل كانت المفاجأة الكبرى، بحسب تعبير الصحفي الإسرائيلي، عندما عرض مسؤولون سعوديون على أوفير أن تترأس وفدا تجاريا يصل إلى المؤتمر.
وفي المؤتمر ، “دعي مندوبون عن الشركات الإسرائيلية إلى لقاءات خاصة من شركات من العالم العربي ومن الخليج بخاصة، بينها أرامكو، ووزارة الطاقة وشركة الكهرباء السعودية، ووزارة الغاز والنفط البحريني”، وفقا للمقال.
وأشار تسيمرمان إلى أن محادثات الوفد المشارك في المؤتمر لم تقتصر على الجانب المهني، حيث نقل عن أحد مندوبي شركة معروفة من إسرائيل قوله: “تحدثنا عن التغيير الذي يجتازه المجتمع السعودي في مواضيع مثل مكانة المرأة وحتى عن اتحاد كرة القدم لديهم، الذي يسعى ليصبح واحدا من الأفضل في العالم”.
وعرضت الشركات الإسرائيلية التي شاركت في الحدث السعودي، تكنولوجيا متطورة في مجال تشخيص الوجوه، تستطيع تشخيص الإنسان عبر استخدام صور له حين كان طفلا أو تصوير 30 بالمئة من الوجه.
إلى ذلك، قال المهندس أمبر دلوي الذي يمثل “OOSTO” من الخليج: “في دول هي عمليا دول معادية لإسرائيل، يقدرون جدا تكنولوجياتكم، لا يوجد لهم أي حرج في أن يستخدموها”، وفقا لحديثه للصحفي الإسرائيلي.
كما أضاف المقال على لسان نائب رئيس الشركة الإسرائيلية، فديم الوني، أن لدى “الإسرائيليين تكنولوجيات مذهلة يحتاجها السوق السعودي”، مشيرا إلى أن وفد الاحتلال “يمكنه أن يدفع قدما بالسلام الإقليمي وبالعلاقة الاقتصادية بين الدول”.
وأكمل تسيمرمان: “أشادت شابة سعودية تعلمت في الولايات المتحدة، تدعى ندى، بالتكنولوجيا الإسرائيلية خلال المؤتمر، وقالت في معرض حديثها مع الوفد: “أنتم أصبحتم أمة استحداث، لعلنا معا يمكننا أن نبني منطقة استحداث، يوجد لديكم الكثير مما تقدموه”.
وعلى عكس ما كان في الماضي، أكد تسيمرمان أن “السعوديين يستثمرون الآن كثيرا في السياحة، ويسهلون طرق الحصول على تأشيرات العبور، حيث يستطيع مواطنو دول معينة أخذ تأشيرة في غضون دقائق عبر الإنترنت”.
وتابع: “في المؤتمر، يقولون إن السياحة عمليا هي النفط الجديد”.
كما ذكر أن إحدى عاملات الفندق الذي عقد فيه المؤتمر، وتدعى حصة، رأت جواز سفره البرتغالي وقالت له بغمز: “أنت برتغالي من تل أبيب، صحيح؟ أحد أحلامي هو أن أزور تل أبيب وأصلي في القدس في المسجد الأقصى”.
وأوضحت حصة بعد ترحيبها بالصحفي الإسرائيلي كما يقول الأخير، أن ” هناك قوتين تتصدران التغيير في السعودية؛ النساء اللواتي ينضممن إلى سوق العمل، إضافة إلى الفئة العمرية الشابة دون سن 30 سنة، التي تشكل 70 بالمئة من السكان”.