في الذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية في 25 من يناير 2011، يتذكر طلاب الجامعات قصة مشاركتهم في الثورة وكيف كانوا حصناً منيعا ضد ترهيب جهاز أمن الدولة الذي كان أداة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لقمع الحراك الطلابي بالجامعة قبل اندلاع الثورة.
الصحفي عبدالله الزهري، أحد نشطاء شباب الثورة ومن أبرز الطلبة الناشطين في مجال الحريات والإعلام بكلية التجارة جامعة الإسكندرية يروي لشبكة رصد الإخبارية دور جهاز أمن الدولة في قمع أنشطة الطلاب قبل الثورة والتحولات التي شهدتها الجامعة.
يقول عبدالله لشبكة رصد الإخبارية إن قصته واحدة من مئات القصص لطلاب جامعيين كانوا ضحية الترهيب والتعذيب من قبل أمن الدولة، فقد بدأت قصة احتجازه عبدالله عندما أصدر جهاز أمن الدولة في 21 يونيو 2010 مذكرة استدعاء للتحقيق معه بشأن نشاطاته داخل كلية التجارة بجامعة الإسكندرية. كان ذلك بعد يوم من تنظيم اعتصام طلابي في 20 يونيو 2010 داخل مبنى كلية التجارة شارك فيه عبدالله وعدد من النشطاء الجامعيين احتجاجا على تدخلات الأمن المصري في نشاطات الطلاب المطالبة بحرية الرأي والتعبير.
يكشف عبدالله لأول مرة تفاصيل ” الـ 24 ساعة الأكثر رعبا في حياته”، فقد تحول مشهد الاستدعاء والتحقيق إلى مسلسل من الشتم والسب والضرب والتعذيب البدني والنفسي من قبل ضباط التحقيق الذين كانوا يوجهون إلى عبدالله رسائل الترهيب والتهديد بفصله من الجامعة أو بقائه رهن الاعتقال بسبب نشاطاته الصحفية والحقوقية داخل الجامعة. يكمل عبدالله شهادته ويقول إنه رغم مكوثه ساعات طويلة داخل غرفة مظلمة، فإن السلطات منعت عنه الطعام أو الشراب أو حقه في التواصل مع أسرته أو المحامي، إلى أن فتح أحد عناصر الأمن باب غرفة الحجز وهو يصيح بصوت عال ” أطلع يابن الكلب من هنا وإياك نشوفك تاني بتعمل اعتصام أو تصور مظاهرة في الكلية”.
يقول عبدالله إن وقائع الاحتجاز للطلاب داخل مقرات أمن الدولة ليست العصا الوحيدة التي كانت يستخدمها الأمن، بل كان يضغط على إدارات الكليات من أجل إصدار مذكرات تأديب واستدعاء للطلبة الناشطين للضغط عليهم وترهيبهم. وقد صدرت بحق الناشط عبدالله الزهري مذكرة استدعاء للشؤون القانونية رفقة عدد من زملائه الناشطين في الكلية في 29 مارس 2010 على خلفية نشاطاتهم الطلابية المتعلقة بحرية الرأي والتعبير ورفض تزوير انتخابات اتحاد الطلبة، وأن عليهم الحضور يوم الأربعاء 31 مارس 2010 . ويكشف الناشط عبدالله الزهري لشبكة رصد لأول مرة عن وثيقة الاستدعاء.
بعد الثورة، يقول الناشط الصحفي عبدالله الزهري إن الطلاب في الجامعة لديهم تطلعات كبيرة لجعل الجامعة مساحة حرية أكبر للنشاطات الطلابية بهدف الحوار والنقاش بين شباب الثورة وكيفية الحفاظ على مكاسب الثورة عبر تدشين روابط طلابية جديدة كان أولها المؤتمر التأسيسي لطلاب جامعة الإسكندرية في 24 فبراير 2011.
في أكتوبر من العام الماضي، شهدت جامعة الإسكندرية، موجة تظاهرات كبرى ضد الدكتورة هند حنفي الرئيسة السابقة لجامعة الإسكندرية، على خلفية اتهامها بالفساد مما أجبرها على الاستقالة من منصبها. وتواجه هند حنفي أيضا اتهامات بالتواطؤ مع الأمن قبل الثورة من أجل إسكات الطلاب الناشطين في مجال الحريات.