نظمت مكتبة الإسكندرية مساء السبت 6 إبريل ندوة بعنوان " السلفيون .. رؤية شرعية وممارسة سياسية ". تحدث فيها نادر بكار؛ المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، وأدار اللقاء المهندس بسام أحمد، وذلك ضمن الفاعليات الثقافية لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب.
وذكر نادر بكار في بداية حديثه أن العقيدة السلفية هي عقيدة كل المصريين وهي التي تستمد صفاتها من الكتاب والسُنة، واذا اتصفت مؤسسة ما بالسلفية فهذا لا يعني ان لديها أختام تدخل من شاءت إلى هذا الوصف وتخرج من شاءت.
وأكد أن من نُطلق عليهم وصف الإسلاميين ليسوا هم الإسلام وليس معنى إنتماء الفرد إلى حزب ذو مرجعية إسلامية أنه مُعفى من النقد واللوم عند التقصير والخطأ، فالإسلاميين والمنهج الاسلامى ليسوا شئيا واحدا وغير صحيح على الإطلاق ان من ينتقد الاسلاميين ينتقد الدين الاسلامي.
وعن العنف السائد حاليا بين التيارات السياسية، شدد بكار على رفضه العنف بين كل التيارات وحرق مقرات الاحزاب رفضا تاما كما يرفض حصار مدينة الانتاج الاعلامي والمحكمة الدستورية وقصر الاتحادية، فمن المفترض ان الاحزاب السياسية وافقت على العمل فى اطار سياسي له آليات مُحددة يرفض وجود عنف بين القوى السياسية، لذلك يجب الالتزام بأبجديات وقواعد هذا الاطار كمايجب تثبيت قواعد اللعبة بين السُلطه والمعارضة وهذا ما ظهر في مبادرة حزب النور.
وأوضح بكار أن الشعب المصري ارتضى بوجود رئيس مدني منتخب فأصبح بينه وبين الرئيس عقد ينص على إكمال مدته وعلى أن يستمع للجميع وان يكون رئيسا لكل المصريين وان يقوم بإرساء مبادئ وآليات الديمقراطية فيما يخص التعددية السياسية وتناوب السُلطة، فالسلطة والمعارضة حاليا لا تلتزما بتلك الشروط ولا تعطيان رؤية مستقبلية للحل.
وبسؤاله عن موقف حزب النور من التطبيع مع إسرائيل أكد بكار أن الحزب أكد فى اكثر من مناسبة رفضه للتطبيع مع الكيان الصهيونى ودعمه للحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة في إستعادة الاراضى العربية المُحتلة. وأكد رفض حصر القضية الفلسطينية في قطاع غزة فقط.
وفيما يخص إعادة العلاقات مع إيران أكد بكار أن الرئيس محمد مرسى والخارجية المصرية أقدما على سابقة لم تحدث فى السياسة الخارجية المصرية على مدار عقود طويلة، وأثناء زيارة الرئيس مرسى لإيران أكد على وجود مسؤليه أخلاقية تجاه الثورة السورية فكان من ابسط قواعد تلك المسؤلية هو وجود نوع من الجفاء الدبلوماسى مع الدول الداعمة للنظام الحاكم فى سوريا. وأضاف أن إعادة العلاقات مع إيران بمثابة إعادتها للحياه في الوقت الذي يتهاوى فيه النظام الايراني في سوريا، مما أعطاها الاعتبار في اكبر دولة من دول العالم السُني.
وأكمل بكار: إذا كان الساسة المصريين وصناع القرار قادرين على إحتواء إيران رغم كل الاختلافات العقائدية والمصاعب الامنية فمن الاولى أن نحتوى الخليج الذى يوجد به 3 مليون مصري، لذلك يجب تنمية العلاقات الاستراتيجية وازالة العوائق والعراقيل مع تلك الدول تغليبا لمصلحة الوطن.
وفيما يخص العلاقات مع قطر، أكد بكار أن مؤهلات قطر التاريخية والسياسية والجغرافية لا تسمح لها بلعب دورًا أكبر من حجمها، ولا يصح ان تُشعر مصر العالم بأنها متكأة على قطر سياسيا واقتصاديا.
وأشار إلى أن مشكلة الحكومة تكمن فة عدم وضعها لخطة استراتيجية اقتصادية، فالإعتراض على قرض صندوق النقد الدولى جاء بسبب عدم وضوح ما تعتمد عليه السياسة الاقتصادية لصانع القرار، فحزب النور يقوم بتحليل للوضع الراهن والواقع المأمول وقياس الفجوة بينهما وأنتقد الحكومة بشدة لعدم تشخصيها للوضع الراهن بشفافية، فحجم الانفاق الحكومي يحتاج لترشيد، فما الجدوى من وجود هذا الكم من الوزارات في الوقت الذى يمكن جمع فيه 3 وزارات فى وزارة واحدة، كما ان الهيكل الوظيفى بداخل الوزارة يساعد على تسرب النفقات داخل الحكومة فى ظل وجود ازمة اقتصادية.
وعن عدم إتخاذ اى إجراء او تغيير سواء للحكومة او للنائب العام عقب إنعقاد جلسات حوار وطنى اكد بكار ان ذلك نوعا من انواع العناد لدى الرئاسة التى ترى ان الانتقاد هو نوعا من التآمر عليها وطمعا فى منصب.
وقال إنه يرى أن الحكومة فاشلة ولا رؤية لها وتتم عملية صناعة القرار بها بشكل خاطئ، فالتعديل الوزارى يتم فجأة وبدون إبداء اى اسباب مما يزيد الازمة تفاقما، فالسياسة تعنى القدرة على الاحتواء والتوفيق بين الاراء ولكن الاصرار على العناد شئ فى غاية الخطورة ويزيد من حالة الاحتقان الموجودة. وأكد أن الحل يكمن في وجود حكومة تمثل الرجل الثانى ولديها استقلالية عن الرئيس وليس فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وعن موقف حزب النور فيما يخص قانون الصكوك الاسلامية، أكد بكار أن الحزب اشار فى مجلس الشعب ان القانون به خمس نقاط مخالفة لمبدأ المعاملات، واقترح الحزب ان تفصل هيئة كبار العلماء بالازهر في هذا الأمر.
وفيما يخص دور شباب الدعوة السلفية فيما يحدث حاليا أوضح بكار انهم عملوا فى الميكنة الانتخابية واستطاعوا الوصول بحزب النور إلى أن يكون الحزب الثاني فى مصر، كما ان لهم قوافل طبية فى جميع انحاء الجمهورية وجمعوا شكاوى المواطنين فيما يخص وصول الاخوان لمناصب لا يستحقونها.