بعد مهرجان البراءة للجميع وخروج أغلب رموز النظام السابق من محبسهم للتمتع بحياتهم آمنين، دعت عدد من القوى السياسية إلى النزول للميادين في المحافظات المختلفة وبالأخص أمام دار القضاء العالي من أجل استعادة أهداف الثورة وعودة منظومة العدالة إلى مسارها الصحيح، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن؛ ما مدى فاعلية مليونية استعادة روح الثورة وجدوتها؟ وهل من الممكن أن تكون وسيلة فاعلة للضغط من أجل محاكمات سياسية لرموز النظام السابق.
بداية يري د. عبد الخبير عطا – أستاذ العلوم السياسية بجامعة اسيوط – أن مليونية غدًا ليس مطلب يدعو له الإخوان وحدهم بل قطاع كبير من الشعب المصري نتيجة وجود عناصر بالقضاء تعمل على إعادة النظام السابق من جديد مشيرًا إلى أن هناك من أصبح يخلط بين حكم الإخوان وأهداف الثورة.
وأشار عطا لـ"رصد" أن ظهور مبارك وهو يلوح بيده من القفص وتظاهر أنصاره وقطعهم للطريق منت أجل عوده لمستشفى سجن طره مؤشرات تدل أن هناك مؤشرات تريد أن تأخذ البلاد للوضع السابق مشددًا على أن أسر الشهداء لن تسامح الإخوان إذا تخلوا عن أهداف الثورة ومحاكمة رموز النظام السابق.
وأوضح أن إعادة المحاكمة الجنائية لمبارك في 15 مايو بمثابة خطوة على الطريق لكن هناك توقعات بأن لا تأتى هذه المحاكمة بجديد وأننا بحاجة إلى محكمة سياسية له.
بينما يري د. حسن نافعة– أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن المليونيات لم يعد لها تأثير إلا إذا كانت معظم القوي الثورية الوطنية مشاركة فيها وما عدا ذلك تصبح تضييع للوقت واستنزاف للطاقات.
وأضاف نافعة لـ"رصد" أن الرد الصحيح على براءات رموز النظام السابق هو المطالبة بقانون حقيقي للعدالة الانتقالية لوقف جرائم الفساد السياسي لأن الجرائم التي فعلها النظام السابق لا يمكن النظر فيها من خلال القانون الحالي لأنها أكبر من الجرائم الجنائية المتعلقة بأسباب أخري.
من جانبه قالت د. أمل دراز -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن المليونيات أصبحت كارت محروق متسائلة أن نزل جماعة الإخوان للتظاهر تجاه الرئيس أمر غير منطقى وجاء متأخرًا حتى أصبح من يتحدث الآن عن أهداف الثورة ينظر له باستهزاء.
وأضافت دراز لـ"رصد" أن الحكم على الثورة نجحت أم لم تنجح يكون حينما يقوم الشباب الثوري الحقيقي الذي قام بها وتم تنحيته عن المشهد السياسي بحكم البلاد .
من جانبه أكد. أحمد عارف- المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين – أن جماعة الإخوان أعلنت المشاركة بوضوح في مليونية غدًا ليس ضد القضاء ولكن من أجل تحقيق منظومة العدالة التي هي أوسع من مجرد الحديث عن القضاء والقضاه.
وأضاف عارف لـ"رصد" أنه لا بد من وجود دعم شعبي يرفع الصوت ويحدد أجندة الأولويات خاصة بعد مرور عامين دون تحقيق الثورة أهدافها.
يذكر أن عدد من القوى السياسية أعلنت مشاركتها في مليونية غدًا وهي حزب العمل الجديد وحزب الحرية والعدالة، وحزب الأصالة، ائتلاف الثائر الحق، والائتلاف العام للثورة، وحزب البناء و التنمية، ورابطة المحامين الإسلاميين، والجبهة السلفية، والجبهة الثورية لحماية الثورة، وحزب الإصلاح، وحزب الشعب وحزب الوسط وحزب الحضارة،بينما أعلن حزب النور والوطن وحركة 6 إبريل وجبهة الإنقاذ عدم مشاركتها.
