شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مرسي بين ثورتين – جيهان أبوالدهب

مرسي بين ثورتين – جيهان أبوالدهب
    في بداية حديثي أرسل بهذه الكلمات التي تجلت بخاطري تجاه سيادة الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر...

 

 

في بداية حديثي أرسل بهذه الكلمات التي تجلت بخاطري تجاه سيادة الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية حفظه الله، وثبت علي طريق الخير خطاه، وزاده قدراً وحكمة، ورفع في عنان السماء إسمه وزكاه.

سيدي الرئيس هذا قدرك أن تكون رجلاً يقود مصر في أصعب مرحلة سيذكرها لك التاريخ، فما أصعب ما امتلكت من تركة ماضي بغيض، وما أصعب ماعليك فعله لإعادة مجد مصر وبناء مسقبل باهرٍ سعيد.

 

مرسي بين ثورتين:

نعم هما بالفعل ثورتين وليس ثورة واحدة تسلمها الرئيس, فالثورة الأولي ثورة الحرية والكرامة، ثورة يناير البيضاء، ثورة الهتاف السلمي والمعطر ذكراها بدماء الشهداء والورد التي تفتحت في بساتين مصر.

أما الثانية: فهي الثورة المضادة والتي وضعت لتعادي ثورة الشعب، وتحاول القضاء عليها، وتمحيها من الوجود.

وهنا فالرئيس مرسي يواجه وحده صعاب ثورتين، ويأخذ مسئوليته الكاملة علي عاتقه تجاه الثورتين.

الشعب يطالب الرئيس دائماً بمزيد من الإستقرار وتوفير العيش الكريم في ظل ثورة قامت علي أسس المساواة والعدل، وظن الناس أنه بمجرد تولي رئيس شرعي منتخب للبلاد بعد الثورة يستطيع تحويل الحياة التي أفسدها نظام سابق قام علي قمع الحريات، وسلب الناس حقوقهم، وتصنيف الشعب المصري إلي طبقتين، إما غني وإما فقير.

فمنذ تولي الدكتورمرسي رئاسة الجمهورية والجميع يطالبه بتحقيق أهداف الثورة، وتبديد خريفها الي ربيع مشرق مزدهر.

 

وبالفعل بدأ الرئيس في تخطي جزءاً كبيراً من هذه المطالب وهو يمشي بخطى مدروسة في تحقيق كل تطلعات وأمال الناس التي وثقت به، ووثقت بقدرته علي تحمل تلك المرحلة الصعبة، وبرغم صعوبة المستوى الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد، ورغم التحديات القاسية التي يواجهها الرئيس في الداخل والخارج إلا أنه بالفعل غرس كثيراً من ثمار النهضة التي ينتظر الشعب أن يجني ثمارها في غضون شهور قليلة، وترتب ذلك علي جذب الرئيس لممولين إقتصاديين إلي مصر من خلال زياراته العديدة والتي أتت بنتائج ناجحة ومثمرة.

وأيضاً عملت الحكومة في تغيير شكل المنظومة القديمة من حالة الركود والكساد إلي حركة منتجة، حيث تشجيع الصناعات والحرف الصغيرة، وفتح أفاق جديدة في كل المشروعات والصناعات، وتشجيع الأيدي العاملة وحثها علي الإنتاج من أجل مصلحة البلاد، هذا بخلاف تطهير الكثير من بؤر الفساد في أنحاء الجمهورية، حيث التخلص من رموز النظام البائد في كثير من المواقع وتبديلهم بكفاءات متميزة ومخلصة للوطن، لتعطي أكثر وتكون حريصة علي المال العام.

 

وفي ظل جهود الرئيس مرسي لتحقيق أهداف الثورة ومطالبها فإنه يواجه تحديات جمة، ومصاعب هائلة قد يغفلها بعض الحاقدين عليه والكارهين حكم مصر تحت قيادة رئيس إسلامي وخاصة أنه ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين.

فهذه التحديات هي الموجهة من الثورة المضادة، والتي تكاتف فيها جميع المستفيدين من بقاء مصر ضعيفة هشة بلا إقتصاد قوي يأخذ بيدها إلي محور النماء وتحقيق الإكتفاء، حيث القضاء علي كثير من الصعاب، لتصل إلي مرحلة الإزدهار، وعودت مصر إلي الريادة مرة أخري.

هذه الثورة ليست فقط أعداد البلطجية المأجورين لإحداث الفوضي والشغب لمزيد من عدم الاستقرار، وتصدير صورة مصر في أقبح مشاهد عنف إلي العالم الخارجي حتي يحاربوا فرص السياحة والإستثمار، ويقللوا فرص النجاح للرئيس مرسي، ويزيدوا من الأعباء الإقتصادية علي كاهله.

 

كل هذا ليس هو مضمون الثورة المضادة لأنها في الحقيقة أخطر من ذلك، فهي تمويل بالمليارات من أجل بقاء مصر علي صفيح ساخن، وأن تكون مأججة بالعنف، ومهددة بالإنهيار وذلك من خلال هدم وتعطيل كافة السبل الي الوصول لطريق بناء مؤسسات الدولة الحديثة، والعمل علي إفساد كافة القوانيين المؤدية لذلك، وهذا ماظهر في الأونة الأخيرة من بعض رجال القضاء الذين مازالوا يعملون في كواليس الماضي ولا يعترفون بثورة الشعب ـ ولن يعترفون بها أبداً ـ لأنها جاءت لتكشف الستار عن كثير من فساد تلك المنظومة التي نشئت في ظل نظام هيمن علي كل شيء، حتي ضمائر الناس وسخرها لهم بمزيد من المزايا المالية وغيرها من والحقوق الممنوحة والترقيات الموعودة التي لم يحصل عليها غيرهم، فهم يحاربون الثورة في شخص الرئيس مرسي بتقويض سلطته، والتعدي عليه بأحكام الهوى المسيسة.

فكل هذا وغيره يواجه رئيس البلاد الذي يعمل علي أجل تطهير فسادٍ تعمق وترسخ في جميع مفاصل الدولة، فكان لزاماً علي الرئيس أن يهدم بيتاً قديماً، ويزيل جداره الذي تغلغل بداخله ظلم واستبداد وفساد ظل أكثر من ستين عاماً، ولزاماًعليه أيضاً أن يؤسس بناءاً جديداً متيناً يقوم علي أساس العدل والمساواة.

 

هكذا يقف الرئيس ثابتاً بين جبهتين مختلفتين كلاهما صعب، مما يستلزم منه الكثير من الوقت، والمزيد من الحكمة، ومما يتطلب كثرة أيادي المخلصين المحبين لمصر من الخارج والداخل، فبغير سواعد المخلصين والشرفاء لن يستطيع الرئيس مرسي هزم الثورة المضادة والتي تتمركز في التعتيم علي إنجازاته وخطواته نحو المستقبل.

فالإعلام بجميع وسائله وأشكاله المختلفة يتكاتف ليعمل ضد الرئيس ورجاله وحكومته، فهو مازال يصدر للشعب والعالم الخارجي صورةً يرسم فيها الرئيس مرسي عاجزاً عن إدارة البلاد، وأن الإخوان يريدون الإستحواذ علي مفاصل الدولة.

ولا ننكر أن الإعلام المضلل أصبح مكسباً للثورة المضادة، فهو يروج ما يريده لبسطاء الناس التي تسمع وتردد عنه دون وعي كافي وإدراك للأمور وللأسف فهم كثيرون.

ومع ذلك يواصل الرئيس الليل بالنهار هو والمخلصون معه ليعملوا أكثر فأكثر حتي يحققوا مزيداً من التوفيق والنجاحات، فكلما زادت فرص نجاح الرئيس كلما أجهضت فرص متاحة للثورة المضادة.

 

سيدي الرئيس نحن معك ووراءك دائماً، واثقون في قدرتك وحكمتك وصبرك الذي مل منه الغافلون عن حقيقتك، فسوف يدرك الجميع أنك رجل المرحلة وإختيار الله عز وجل لنا.

فنسأل الله عز وجل أن يلهمك مزيداً من الصبر، وحكمة في العقل، وتروياً في إتخاذ القرار.

وأن يجنبك شرور الماكرين، وينصرك نصر المعزين، وأن يمكنك من الحاقدين، ويصرف عنك الحاسدين المقللين من شأنك.

وأن يجعل مصر أمناً وأماناً واستقراراً في ظل حكمك ورعايتك.

حفظك الله من كل سوء، وحفظ مصر وشعبها من أعداء الداخل والخارج



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023