حين يخرج المستشار السياسي للرئيس «متحدثاً إعلامياً»،، في الوقت الذي يدير فيه المستشار الإعلامي، اللقاءات والاجتماعات مع القوى السياسية في الدولة، فأهلاً بك في مصر ما بعد الانقلاب!.
أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المعين عدلي منصور، كان من أول الوجوه التي تصدرت المشهد السياسي بعد الانقلاب، إذ خرج كـ «متحدث إعلامي»، فور إعلان تولي الدكتور محمد البرادعي منصب نائب الرئيس المعين، ومن وقتها ظل المسلماني دائم الظهور ليس فقط كمتحدث إعلامي، بل كمُنظر سياسي، يرسم خطوط السياسة المصرية من وجهة نظره وكأنه ما يزال يعيش في جلباب برنامجه الإخباري «الطبعة الأولى».
ومع الوقت بدأ المسلماني يتسلسل رويداً رويداً نحو العمل السياسي وليس الإعلامي داخل «قصر الاتحادية»، فإذا به يعلن عن عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات بالقوى السياسية المختلفة، بدأها بحزب النور ثم التجمع مروراً ببعض القوى السياسية الأخرى انتهاء بلقاء جمعه مع شباب حركة تمرد، وذلك لبحث الوضع الحالي والمرحلة الانتقالية وخطوات تنفيذ خارطة الطريق.
أما حجازي، فقد وجد نفسه فجأة يؤدي دور المسلماني، من خلال الظهور الإعلامي على بعض القنوات سواء المحلية أو الدولية، وذلك بعد أن سلب منه الأخير، اختصاصاته كاملة، بل إن المسلماني زاد في ذلك بأن تمسك بشكل كامل بمهامه مستشاراً إعلامياً، حيث يحضر المسلماني الاجتماعات مع القوى السياسية، ثم يخرج بعدها متصدراً المؤتمر الصحفي لبيان ما تم مناقشته، ولا عزاء لحجازي!.
وعلى الرغم من وجود بعض المؤشرات السابقة على وجود ما يمكن وصفه بالحرب الباردة بين الطرفين، إلا أن قرار تكليف المسلماني بالتشاور مع القوى السياسية، رغم أنها من المفترض أن تكون المهمة الأساسية لحجازي، كشف عن حجم الصراع الخفي داخل جدران الاتحادية بينهما، الأمر الذي دفع بعض المراقبين للقول إن هناك أنباء عن تهديد حجازي بالاستقالة من منصبه احتجاجاً على هذا القرار.
ويرى البعض أن المسلماني أعلن الحرب وبضراوة ضد حجازي، بعد الظهور اللافت لحجازي في المؤتمر الصحفي الشهير الذي عقده بعد أيام من مذبحتي فض اعتصام رابعة والنهضة، والذي أداره حجازي باللغتين العربية والإنجليزية، مقدماً نفسه كواجهة سياسية جديدة بديلة للبرادعي الذي استقال قبلها بأيام، كما قدم نفسه أيضاً واجهة إعلامية للانقلابيين، وهو ما دفع المسلماني للعمل على تحجيم دور حجازي، لتبدأ حلقة جديدة من الصراع بين الانقلابيين، عبر حرب شعواء بعد فترة قصيرة من «الحرب الباردة».
هذا الصراع دفع المؤرخ السياسي الدكتور محمد الجوادي، لتشبيه الأمر وكأنه «بنطلون» ارتدته الرئاسة بـ «العكس»، فأصبح المستشار الإعلامي يفرض نفسه كمستشار سياسي، في حين يخرج المستشار السياسي كمتحدث إعلامي، الأمر الذي قد يدفع للتصادم بينهما قريباً، وذلك في تصريحات أدلى بها الجوادي قبل شهر.