شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لابو لابو ..! – أسامة عبدالرحيم

لابو لابو ..!  – أسامة عبدالرحيم
  عزيزي الثائر الحق هل أنت مُحبَط؟!، لما لا تتقدم وتتمدد فوق هذا "الشيزلونج" بينما أعد لك كوبا من الينسون، واحكي...
 
عزيزي الثائر الحق هل أنت مُحبَط؟!، لما لا تتقدم وتتمدد فوق هذا "الشيزلونج" بينما أعد لك كوبا من الينسون، واحكي لك حكاية "لابو لابو"، لا تتحاذق بالطبع هي ليست شخصية من شخصيات سبونج بوب الذي يعيش في قاع الهامور، كما أنها لم ولن تعرض يوما على قناة MBC2 أو شقيقتها Action..!
 
"لابو لابو" يا صديقي هو سلطان شاب مسلم يمتلك روحا ثائرة، كان يحكم إحدى جزر المهراج– الفلبين حالياً- بعد أن وصل الإسلام إلى معظم جزرها الـ7000، وكان ذلك في عام 1521 م، ولكن مهلاً..هل أعجبك الينسون وتريد المزيد أم أكمل لك الحكاية؟!
 
 نعم يا صديقي..وصل الأسبان  بقيادة "فرديناند ماجلان" إلى جزيرة تسمى "سيبو" وتم عقد اتفاق مع حاكمها يقضي بتفويض العسكر الأسبان في تنصير المسلمين في جزر المهراج..!
 
 لم يضع ماجلان وقتاً وانتقل على الفور إلى جزيرة صغيرة تدعى جزيرة "ماكتان" التي كان يحكمها السلطان "لابو لابو" وحاصرها، ثم قتلوا من استطاعوا أن يقتلوه من رجالها الصامدين، وطاردوا نساءها، وأضرموا النار في أكواخ أهلها السلميين، فاحترق مئات الأطفال ومئات المصابين وتفحمت جثث الشهداء، ثم فر الأسبان هاربين..!
 
 لم يخضع السلطان "لابو لابو" ومن معه من الثوار للأسبان، بل قام السلطان بنفسه بتنظيم المقاومة وحرض سكان الجزر المجاورة ضد بطش العسكر الأسبان، فأرسل "ماجلان" إلى السلطان الثائر رسالة تهديد: "إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد"، فأجابه "لابو لابو": "إن الدين لله وإن الإله الذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم".
 
 المشهد الأخير يا صديقي في القصة كان عند غروب الشمس في أحد أيام عام 1521م، عندما توقفت سفن "ماجلان" غير بعيدة عن شاطئ جزيرة "ماكتان"، ولم تكن قوة الفريقان متكافئة تماماً، ومع ذلك كانت روح السلطان الشاب تتمتع بقوة العزيمة والتفاؤل، وهو ما تسرب إلى بقية أرواح الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين وقفوا معه، وأنت تعلم يا صديقي إذا خارت الروح تهالك الجسد ولو كان في قوة أسد!
 
 
لم تكن أسلحة فريق السلطان الشاب سوى سهام مصنوعة من البامبو وبعض الرماح والسيوف القصيرة القديمة، أما جنود "ماجلان" فمدججون بالسلاح والخوذ والتروس والدروع، وكان لابد من لقاء المواجهة الشرس والفاصل بين"لابو لابو" و"ماجلان"، بين قوة الروح وقوة السلاح.. والتقى الجمعان.
 
 
انقض "ماجلان" بسيفه ودرعه الثقيل على السلطان الشاب عاري الصدر "لابو لابو"، ووجه إليه ضربة صاعقة، وانحرف الفتى بسرعة وتفادى الضربة، وفي نفس اللحظة ينقض السلطان بكل قوه بسيفه القصير فيشق رأس "ماجلان" نصفين.!
 
 وارتفع الأدرينالين في دماء الثوار مع صيحات الحماس "لابو..لابو"، بينما أسرع العسكر الأسبان يهربون إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يبتعد هاربًا تاركًا خلفه جثة قائده الجنرال "ماجلان"، وهكذا الفزع الذي يصيب أهل الباطل حين يتحرك أهل الحق متوكلين على الله، هذا هو الباطل يا صديقي هش مهما بلغ من أسباب القوة، فإذا تحرك أهل الحق مهما كانت الأسباب عنهم منقطعة، اضطرب أهل الباطل مهما كانت الأسباب في أيديهم!
 
دعني أقطع لذة استمتاعك بالمشهد يا صديقي وأعود بك سريعاً إلى جزيرة الواقع الذي تشعر فيه بالإحباط، أنت تخشى أن يستطيع انقلاب 3 يوليو توطيد أقدامه، بقوة السلاح وأساليب القمع المختلفة، أليس هذا ما تحاول ألا تراه في أصعب كوابيسك.؟!
 
 
إذن دعني أقول لك ما تحب أن يعيد أحدهم قوله على مسامعك، اعلم يا صديقي أن الحرب يكسبها صاحب الروح الصابرة والنفس الأطول؛ والشعب المصري ظل في ثورة على قوات الإمبراطورية البريطانية المدججة بأحدث أنواع السلاح مدة ثلاث سنوات حتى هزمهما في النهاية، من يملك روح الإرادة هو من ينتصر وليس من يملك السلاح..هكذا قال السلطان "لابو لابو"، وشهد بذلك قبر الجنرال الهالك "ماجلان".!


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023