حذر عضو المجلس الثورى لحركة فتح وزير شئون القدس المستقيل فى الحكومة الفلسطينية حاتم عبد القادر من "الإهمال المريب" لوضع القدس فى ظل الهجمة الاستيطانية والتهويد الإسرائيلى المنهجى لضمها وعزلها عن باقى الضفة الغربية.
وأعرب عبد القادر فى تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية اليوم "الثلاثاء" عن اعتقاده بأن الخلل الرئيسى يكمن فى غياب الرؤية والاستراتيجية العربية والإسلامية، محملاً الحكومة الفلسطينية قبل الدول العربية والإسلامية جزءاً من المسئولية فى هذا التقصير.
وحذر من الوضع الصعب الذى تعيشه المدينة المقدسة وقال: "إن القدس تواجه كارثة اقتصادية وهذه الكارثة هى أكثر مما هى موجودة فى أى منطقة أخرى فى فلسطين". مشيرا إلى أن معدل البطالة والفقر فى القدس هو أعلى معدل بالنسبة للمدن الفلسطينية، لافتا إلى أن أكثر من 60% من أطفال القدس تحت خط الفقر وما يزيد عن 55% من شباب القدس ومواطنين مقدسيين عاطلين عن العمل.
ووصف عبد القادر الوضع التجارى فى القدس بالسيء، وقال: "إن المشكلة الكبيرة هى مشكلة الضرائب المفروضة على التجار وأصحاب المحال التجارية"، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من التجار تراكمت عليهم الضرائب واضطروا الى إغلاق محلاتهم والذهاب الى مناطق الضفة الغربية ورام الله.
وأشار إلى أن الحركة التجارية اصيبت بانتكاسة داخل مدينة القدس بعد بناء جدار الفصل العنصرى، لافتا إلى أن عزل القدس عن محيطها الفلسطينى كان كارثة على الوضع الاقتصادى وعلى وضع الخدمات التى تقدمها المؤسسات الصحية والتعليمية داخل مدينة القدس.
وأوضح أن التعليم يواجه مشكلة كبيرة، مشيرا إلى أن أكثر من نصف الطلاب حاليا من خارج الجدار و60% من معلمى القدس من الضفة الغربية، ويجدون صعوبة بالغة فى الدخول والخروج من المدينة المحتلة عندما يصلون الى مدارسهم؛ مما يعيق أيضا الحركة التعليمية.
وشدد عبد القادر على ضرورة أن تخصص الحكومة الفلسطينية مبلغا أكبر لمدينة القدس رغم شح المساعدات العربية والإسلامية. وقال: "إن العمل فى القدس متاح وممكن وبقوة، ولكن بحاجة إلى إرادة سياسية ودعم مالى لدفع مقومات الصمود والبقاء فى وجه الاحتلال الإسرائيلى".