شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من أحلام “التجديد” إلى هاوية “التسريب” – أنس حسن

من أحلام “التجديد” إلى هاوية “التسريب” – أنس حسن
  في الفترة القريبة من عمر الإسلاميين ظهرت حالة "أبوالفتوح" بشكل عرضي في جسد الحركى الإسلامية ليس بمصر...

 

في الفترة القريبة من عمر الإسلاميين ظهرت حالة "أبوالفتوح" بشكل عرضي في جسد الحركى الإسلامية ليس بمصر فقط وإنما باغلب حركات الإقليم ، ولكنه كان بارزا في مصر والاردن بالتحديد والجزائر ايضا ، ومحور الخلاف كان حول نقطتين أساسيتين أولاهما "الإصلاح الهيكلي" و ثانيهما "المشروع الوطني" ..

 

وبغض النظر عن نقطة "الاصلاح الإداري" فإن محور الخلاف الغامض كان حول النقطة الثانية وهي "المشروع الوطني" حيث كان الاتجاه نحو فصل حركات كل إقليم فصلا كاملا كمقدمة للإدماج في مشروع الدولة "الوطنية" والتخلي عمليا عن أي تجاوز إداري لها تمهيدا للتخلي عن التجاوز "الفكري" لاحقا لفكرة الدولة .. وكان هذا سيسوق الركاب نحو تأميم فعلي للحركية الإسلامية لتصبح في إطار الدولة .. وهذا داخل في استراتيجية تأميم الدين للدولة أيضا ..

 

كانت هذه الفكرة التي نمت في الأردن ومصر والجزائر أيضا تنبيء بصدع كبير جدا ، إذ أن أغلب المراقبين كانوا يرصدونها كخلافات إدارية.. بينما هي على الحقيقة خلافات فكرية عميقة حول دور الأيديولوجيا في الفعل السياسي والحركي ! ، فقد كان يذهب الفتوحيون ونظرائهم لتقزيم الأيديولوجيا والفكرة الإسلامية لصالح وهم "المشروع الوطني" والدولة الوطنية .. وبهذا فهم يفككون على الحقيقة أسس الجماعة القائمة على مواجهة بالنظام المغلق خشية الذوبان ، لدرجة أن الخلاف في اﻷردن الآن يسير باتجاه الانشقاق على أساس فصل الاهتمام الفلسطيني عن الأردني تماما والاتجاه نحو مشروع أردني بحت .، وهذا هو تقزيم التقزيم ذاته

 

كان المحافظون يرون ويدركون في شق منهم العمق الفكري لذلك بينما كان الغالبية منهم يرى المسألة عراكا "إداريا" وربما "شخصيا" ، بينما في الحقيقة كان مشروع "الفتوحيون هو مقلوب الهرم بالنسبة للجماعة .. ويقضي في نهايته على علة وجود الجماعة وسبب استمراريتها ، إذ كان لا يعتبر الحالة الموجودة الحاكمة حالة "علمانية" تحارب على هذا الأساس وانما حالة "استبدادية" وهذه علة محاربتها ، و بهذا كان يفكك تدريجيا علة وجود المجتمع الإخواني المغلق وفكرة "الفئة المؤمنة" وفكرة "المفاصلة" والاغتراب المنهجي والفكري .. وهذه بالأساس مقومات وجود التنظيم

 

جاءت الثورات وارتفع أسهم الحالة الفتوحية مع ارتفاع اسهم ما بعد الاسلامية و أسهم التوافق والمناطق الوسط ، وانضمت قوافل من الشباب للحالة إما ضيقا من ممارسات ادارية او هربا نحو حرية "متوهمة" وقليل هم أولئك الذين فارقوا على أسس فكرية واضحة وادؤاك لعمق "تفكيك" الحالة الفتوحية .. وتمظهر ذلك في شكل أحزاب إلا ان التجربة فعلت بالشعارات ما لم تفعله حملات المحافظين فبدأت في التهاوي وضياع المعنى وسط مساحة تمييع واسعة واحساس بالاغتراب من الذين خرجوا ورائها لهثا وكنا منهم .

 

وما لبثت نكبة الانقلاب أن أثبتت للكثيرين داخل الصف معضلة الحالة الاسلامية الحركة الاسلامية وانها جائها الخذلان من حيث أرادت التهاون والاندماج ،، وسقط المشروع الفتوحي علنا في دعم الانقلاب و كان اول من تظاهر امام الاتحادية وغيرها ، وبهذا بدأت أوراق التوت في التهاوي بينما بدأت تزهر بساتين التأصيل العقدي والأيديولوجي للصراع خاصة مع احتداد الهجمة على الهوية بشكل فاضح ومرتكزات وثوابت الاسلاميين

 

وجاءت فترة ما بعد الانقلاب لتحرق ماتبقى من ورق التوت وشجره .. فمع مواقف أبو الفتوح التالية للإنقلاب مالبث أن تحول لدى الاسلاميين من خصم حركي وفكري إلى حالة انقلابية كاملة الاركان .. وبهذا تتهاوى هذه الحالة في ذاتها وتتهاوي بفعل موجة الجذرية الصاعدة .. وبهذا تنعكس ليس فقط على مصر وانما على بقية الاركان خارج الحدود ..

 

وختمها التسريب الذي وصف فيه السيسي ابو الفتوح بالمتطرف الاخواني والذي اعلن فيه بكل وضوح ان كل التنازلات التي قدمها ابو الفتوح على غرار حركة النهضة التونسية ومحاولات الاندماج مع الدولة الوطنية التي يعتنقها الجيش كأديولوجيا سياسية .، كل هذه التحولات لن تشفع ولترضي عنه الدولة .. و أمامه إما خيار المواجهة والمراجعة وإما خيار الاندماج والذوبان في هيكل الانقلاب !



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023