في آخر كلماته المرسلة للشعب المصري، وقبل ساعات من اختطافه من قبل قوات الانقلاب، أكد الرئيس محمد مرسي أنه منذ أن انتخبه الشعب في انتخابات نزيهة وحرة وهو يبذل كل جهده لكي تمتلك مصر إرادة حرة ويكون لها دور فعال في تقدم بلادها، وأنه حال دون تحقيق ذلك قصر مدة الحكم والتحديات الكثيرة التي واجهتها مصر في هذه الفترة ، وأن كل قطرة دماء مصرية عزيزة عليه ولن يسمح بأن تراق.
وأوضح أنه كان على اتصال بالقوى السياسية والقوات المسلحة للوصول لإتفاق وحل للوضع الراهن والتوصل لمبادرة فيها بنود عديدة منها ، تغيير الحكومة ومشكلة تغيير النائب العام، وعقد اجتماعي بين الحميع للتفاوض، وسرعة انجاز الانتخابات البرلمانية، وميثاق شرف للاعلام.
وأشار في رسالته، إلى أنه كان هناك قوى كثيرة تعاونت لإجهاض مراحل ثورة 25 يناير، وإعلام عمل على الهدم، مناشدًا الجميع بالحرص على التوافق والمبادرة على احترام الشرعية والقانون، كي يمضي الجميع لبناء الوطن.
وأكد مرسي أنه كانت هناك محاولات مستميته لكي تسرق ثورة يناير للعودة إلى المربع الأول، موضحا أنه يرفض ذلك الأمر ، كما دعى جميع المؤسسات أن يكون دورها لحفظ الوطن والشرعية التي اكتسبها الشعب طبقا للانتخابات الرئاسية، وأن يكون صوت الشعب هو المحافظ الأول على الثورة.
وأضاف "مرسي" أن الدستور "دستور 2012 الذي أطاح به الانقلاب" يعتبر إنجازا كبيرا لثورة يناير، وأنه يحرص على احترام الشرعية والدستور القائم ودولة القانون ، وأشار إلى أن هناك محاولات لتعطيله وأنه يرفض ذلك ، وأنه لابد أن نحافظ على الدستور الذي استفتى عليه ووافق عليه 64% من الشعب، مطالبا المصريين المحافظة عليه.
كما شدد مرسي على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية تحت اشراف قضائي كامل، وبادارة لجنة الانتخابات، وبتامين القوات المسلحة والشرطة.
وقال مرسي:" العالم ينظر إلنا جميعا ونحن نعرف أنفسنا قادرون على تخطي العقبات، نحن أبناء هذا الوطن، ولا يمكن إلغاء اردتنا بعد عام من مرورها، فلا يمكن ان يكون هناك ديمقراطية تفصيل، ولكن ديمقراطية بإختيار الاغلبية، فلماذا نريد وقف هذة المسيرة، داعيا الجميع بحفظ الدماء وعدم الوقوع بمستنقع القتال، محذرا ان ذلك يؤدي الى خطر كبير.
وتابع:" ها أنا اعرض عليكم وهو التمسك بالشرعية والاستمرار تحت الدستور، وأمركم ألا تقتلوا وألا تعودوا إلى الوراء، فالشرعية المتغيرة ليس لها قانون، فيا أبناء مصر جميعا هذا وطننا نعرف حقيقة ما يكاد ضدنا"
كما وجه رسالة للمعارضين والمؤيدين ولكل فئات الشعب المصري قال فيها:"انتم أصحاب هذا الوطن انتم القادرون على الحفاظ على امنه بالتمسك بالشرعية، فأنا معكم للحافظ عليها"
و أبدى استعداده بالجلوس والتحاور مع الجميع حول المبادرة المذكورة، للوصل الى الوطن الى الأمام، محملا مسئولية دمار الوطن على من يتخذ مسار غير التمسك بالشرعية والدستور".
وقال :" لا بديل عن الدستور ولا الشرعية ولا عن القانون ولا عن احترام الإرادة، مشددا على ضرورة تواجد معارضة بناءة وقوية، مشيرا إلى أن رفض الشرعية والدستور يعيد بنا إلى الوراء، ولا نقبل ان يفرض علينا أحد ارادته"
وتابع:"هذا الشعب بلغ الرشد والوعي ما يمكنه من الحفاظ على وطنه والشرعية ودماءه وكرامته وحريته، وهذة هي رسالتي لكي نحمي الشرعية ووالله سبحانه وتعالى يتولي الأمر كله،
فاعلموا أيها الصريين اننا لا نغير على ديننا ووطننا أكثر من ربنا"، مطالبا جميع المصريين أن يكونوا حراس الوطن، و الدستور والقانون،
واختتم مرسي رسالته قائلا : "اعلموا أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وإن الأمر بيد الله ، وإن بإيدينا إردتنا، بذلك نعلن تمام حبنا لهذا الوطن و تمسكنا بالشرعية ولا عدول على ذلك، أشكركم وأقدم لكم كل تحيه وحب واتمنى لكم كل توفيق، فمعكم وبكم وبحول وفضل الله نمضي والله المستعان".
