شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الشعب يحيى صمود الرئيس ـ منّة رجب

الشعب يحيى صمود الرئيس ـ منّة رجب
تابعنا ما دار بالمحكمة الهزلية الناتجة عن الانقلاب العسكرى، وعلمنا ما دار داخل أروقة الجلسة التى نقلها...
تابعنا ما دار بالمحكمة الهزلية الناتجة عن الانقلاب العسكرى، وعلمنا ما دار داخل أروقة الجلسة التى نقلها التلفزيون المصرى (ممنتجة) – لأن الحق يخشى مناهضوه منه – وتابعنا ما حدث بالشوارع المصرية من ثورة عارمة اجتاحت الشوارع رفضًا لهذا المظهر العبثى الدال على استمرار مسلسل تجميل سلطات الانقلاب الباطل لمشهد اختطاف الرئيس الشرعى للبلاد، وحتى هذا قد فشلوا فيه وقاموا بتحريض البلطجية وهجموا على كل المسيرات التى خرجت رفضًا لذلك العبث.
 
وتساءل الشعب الثائر الرافض للمهانة: على ماذا تتم محاكمة الرئيس الشرعى؟ هل حقًا على قتل شخصين؟ لماذا لا يتم محاكمته على قتل كل أنصاره أمام قصر الاتحادية؟ ولماذا لا يتم فتح القضية بالكامل ولماذا تم استبعاد الثمانية الذين سقطوا وهم منسوبون إلى جماعة الإخوان المسلمين؟ هل هذا تسييس للقضية بشكلٍ ما؟ إذًا فأين المسئول الأساسى عن تلك القضية وهو وزير البلطجية آنذاك "أحمد جمال الدين"؟ لماذا لا تتم إذاعة المحاكمة بالكامل على رؤوس الأشهاد؟ ولماذا لم يتم سؤال الرئيس الشرعى عن مكان احتجازه؟
 
متى تستوعب السلطات الانقلابية أن الشعب صار واعيًا ولن يستكين بمحاكمة رئيسه الشرعى المنتخب؟!!
 
حين تبدأ بالمقارنة بين ما أسموها كذبًا "محاكمة القرن"، وما نسميها صدقًا "المحاكمة الهزلية"، أول ما يتراءى أمامك هو مظهر الرئيس المخلوع مبارك الذى كان يدخل نائمًا متظاهرًا بالمرض يخبئه أولاده، وبين رئيس شرعى قوى صامد رافض للانقلاب ويفاجئ الجميع بإشارة الصمود "رابعة"، وهذا لدليلٌ على أن الحق لا يخشى متمثلوه من أحد، والباطل صوته منخفض ضعيف واهن.
 
ومن المفارقة أيضًا الحضور القوى لتلك المحاكمة وعلو صوت الحق فى قول "يسقط يسقط حكم العسكر" وانخفاض صوت الباطل فى الهتاف المضاد، وتجد مفارقة هى أن مبارك كان يتحدث كما يتراءى له، على عكس الخشية من الرئيس الشرعى وعدم تركه لقول ما يبغى، والمفارقة العجيبة هى دخول كل الصحفيين فى محاكمة مبارك، على عكس ما حدث من انتقاء لمن يدخل فى محاكمة مرسى.
 
والمدهش أنهم بالرغم من كل من سقط فى ثورة 25 يناير كانوا يكتبون أحيانًا أن مبارك أب ولا ينبغى أن يكون مظهره هكذا فى قفص الاتهام! والآن كل الخطوط واحدة فى السخرية والكذب والتزييف؛ ومازالوا يحاولوا إقناعنا أن تلك المحاكمة ليست هزلية!!!
 
وبعيد عن كل ملابسات القضية التى لا تخفى على أحد، وبعيد عن نقاشات سياسية أرهقت الفؤاد، وبعيد عن كل الدعاء الذى يمكن أن يخرج على السيسى وأعوانه، فإنى لا أرى أمامى الآن سوى رجل تعجز كلمات الثناء أمام "صموده" أن تصف تلك الحالة التى تشعرنى أننى هينة ضعيفة لا أقوى على شىء، وسرعان ما كانت أحداث القتل والانقلاب بشكل عام توهن من عزيمتى قليلًا؛ وهذا الرجل الذى ظلمه الكثير أيام حكمه لا المعارضين فحسب، ووصفوه بأنه "ضعيف" لأنه لا يرد هيبته – كما زعم البعض – فإن يومًا كهذا سيحفظه له التاريخ فى نظرته الحاسمة المتأملة المحترمة لكل الذى تربى عليه يقول: "أنا محمد مرسى، رئيس الجمهورية الشرعى، وما حدث هو انقلاب عسكرى، وأرفض الامتثال للمحكمة غير الشرعية".
 
بعيد عن شخصك يا رئيسنا، وبعيد عن حبنا لك، ولأننا لم نخرج إلا لله، فإننا نؤكد مجددا عهدنا مع الله عز وجل فى إيماننا بالقضية التى نسعى لتحقيقها، ولم نندم يومًا ما على اختيار "الشورى" و"الصندوق" يا رئيسنا الشرعى.
 
وأخيرًا، قد قال لنا رئيسنا يومًا: "ليعلم أبناؤنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً, لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدًا على رأى الفسدة، ولا يعطون الدنية أبدًا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم"؛ ونحن مع صمودك الذى هو فخر لنا أمام العالم يا رئيسنا، نؤكد على ما قلته ولن ننزل أبدًا على رأى الفسدة، ولن نعطى الدنية أبدًا من وطننا أو شرعيتنا أو ديننا.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023