شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كُن فاشيا يا سيادة الرئيس! ـ محمد جمال عرفة

كُن فاشيا يا سيادة الرئيس! ـ محمد جمال عرفة
  هناك مقالات لا تستحق التعليق عليها أساسا لأن أصحابها...

 

هناك مقالات لا تستحق التعليق عليها أساسا لأن أصحابها يندرجون ضمن بطانة السوء لكل حاكم فى كل عصر.. يمجّدون فيه وينفخونه ويطالبونه بالبطش بشعبه حتى ينتهى به الأمر ديكتاتورا إلى مزبلة التاريخ، ولكن ما لفت نظرى هو حجم هذا التجبر والتحريض على القتل من قبل البعض والذى يعد تحريضا على قتل المصريين ونشر لروح الكراهية والعنصرية فى كل مصر يفترض أن القانون يجرمه.

لاحظت مثلا أن أدمن الصفحة الرسمية لحملة "كمل جميلك يا شعب"، الداعمة لترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى، للرئاسة نشر تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يقول فيها: "كُن فاشيا يا سيادة الرئيس (يقصدون السيسى).. أنت فى كل الأحوال مفوضا: ليس بالحرب على الإرهاب وحسب، بل بقطع رقبة أى كلب يتجرأ على هيبة الدولة.. كُن حاسما ونهائيا وكفاك رحمة بهؤلاء، فآفة هذا البلد نخبته".

ثم فوجئت بنفس الكلمات يقولها الكاتب محمد الكردوسى فى مقاله بصحيفة "الوطن" قائلا للسيسى: "أنا أعرف وأنت تعرف وكل الناس فى مصر وخارج مصر يعرفون أنك لا «وزير دفاع» ولا «نائب رئيس وزراء» ولا حتى رجل الحكومة القوى، بل صانع القرار ومرجعيته.. كُن فاشيا يا سيادة الرئيس، أنت فى كل الأحوال «مفوض» ليس بالحرب على الإرهاب وحسب، بل بقطع رقبة أى «كلب» يتجرأ على هيبة الدولة!".

لم يكتف هذا الكاتب -الذى قال المحامى عصام سلطان فى تدوينه سابقة له إنه ربما عين مستشارا صحفيا للسيسى -بعدما كتبه بدعوة الفريق السيسى ليكون فاشيا، ولكنه قال فى مقال آخر: (مصر لـ"السيسى“: زوجّتك نفسى!)، على غرار ما قالته الصحفية غادة شريف للسيسى: "أنت تغمز بس.. إحنا ملك يمينك"، ولنا أن نتخيل رد فعل الفريق السيسى على من يقولون له هذا من بطانة السوء الذين بدلا من نصحه بالكف عن حمام دماء المصريين الذى لم يتوقف منذ انقلابه والسعى لإبعاد جيش الوطنى عن السياسة بعدما غرق فى بحارها العميقة، نراهم يطالبونه بمزيد من سفك الدماء ومزيد من "الفاشية" التى درسنا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنها مزيج من السلطوية والقمع الدموى والحكم الفردى ووأد الحريات تماما، وأن الفاشيين يصلون إلى السلطة –فى أغلب الحالات– على إثر حدوث انهيار اقتصادى بالبلاد أو هزيمة عسكرية أو كارثة أخرى، وينتهى بهم الأمر لمزيد من الكوارث!.

ما أردت أن أحذر منه ليس هؤلاء البطانة الفاسدة الذين يزينون للحاكم بطشه وظلمه فقط، ولكن ما يترتب على هذا المناخ الفاشى الذى يروجونه عبر وسائل الإعلام والصحف المؤيدة للانقلاب وصعود نجم دعاة الفاشية والعنصرية المطالبين بإلقاء الإخوان والإسلاميين فى البحر وحرقهم، حتى وصل الأمر بشيخ ينتمى للأزهر (مظهر شاهين) لتشبيه الإخوان بيهود بنى قريظة وبنى النضير، والدعوة إلى تهجير أنصار الجماعة من مصر بعد شهرين إن لم يتوقفوا عن المطالبة بعودة الشرعية(!).

وقول منتمٍ آخر للأزهر –للأسف– وهو (عبد الله النجار) إن: "طلاب الإخوان خوارج"، وإن قتلى "رابعة" ليسوا شهداء وطالب المدينة الجامعية الأزهرية الشهيد، ليس أيضا شهيدا ومن يخلع عليهم الشهادة "جاهل"!.

فالنتيجة التى تترتب على هذا التحريض على القتل -الذى مارسه من قبل على جمعة وأحمد كريمة بحق مؤيدى الشرعية من الإسلاميين- ظهرت فى حجم هذا العنف والكراهية اللامحدود الذى مارسه ضباط وجنود الجيش والشرطة تجاه المعتصمين والمتظاهرين بعيدا عن سماحة المصريين المعروفة، لأن بطانة السوء صوروا لهم الإسلاميين على أنهم "شياطين وإرهابيون وخوارج ويهود"، حتى أصبحنا نرى جنود مصر يصوبون البنادق تجاه النساء فى هذا العصر الأسود ويخلعون عنهن حجابهن ويقيدونهن بالكلابشات الحديدية ويلقونهن فى عربات الجيش والشرطة.

النتيجة التى ترتبت أيضا على هذا التحريض و"شيطنة" الإسلاميين هى صدور أحكام من النيابة والقضاء تبدو مغموسة بالسياسة أكثر منها قرارات عادلة، حتى أصبحنا نسمع عن قضاة ووكلاء نيابة يتأثرون لبعض الوقت لمرافعات محامى وقيادات الإخوان التى تحذرهم من حساب الله العسير على الظلم، ثم يصدرون مع هذا أحكاما مشددة بالحبس رغم عدم وجود أى مبرر سوى اتهامات أمن الدولة الجاهزة فى 22 تهمة معلبة للجميع منها تهمة "تعطيل الدستور" الذى عطله– للطرافة- الانقلابيون!.

خذ عندك مثلا ما روى عن مرافعة قام د. محمد أبو زيد طبيب التخدير المعتقل من 22- يوليو الماضى بنفسه أمام القاضى فى الجلسة التى تمت للطبيب و28 آخرين معه، وكيف بكى القاضى رئيس الجلسة هو وقاضى اليمين وسكرتير الجلسة، ولكن للأسف فى نهاية الجلسة جدد القاضى حبسهم لمدةٍ أخرى 45 يوما!.

أذكر هؤلاء الذين يطالبون بمزيد من الفاشية ومن يتلذذون بقتل وتعذيب واعتقال الإسلاميبن أن مصير الفاشية فى العالم انتهى بالدول التى صارت على نهجها، للبطش بكل معارضيها ومؤيديها على السواء، وضعفت القوة الاقتصادية والعسكرية لهذه الدول، وضاع الانتماء للدولة وضاع الإيمان بالأمجاد السابقة لتلك الأمم.. ثم.. ثم انتهى الأمر بتعليق الشعب لجثث هؤلاء الفاشيين وأعوانهم فى محطة بنزين كى يبصق عليهم كل مواطن عانى من بطشهم وقهرهم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023