قلت لحضرتك من قبل: إننا بعد الانقلاب الذى أطاح بالشرعية نعيش فى زمن اللامعقول، يعنى فى بلادى تحدث أمور لا يتصورها أحد، ولم تخطر على بال مواطن مصرى من قبل!
وما أكثر الأمثلة التى تدل على ذلك؛ وآخرها الحكم الصادر من محكمة جنح الإسكندرية بحبس أربعة عشر من الفتيات 11 سنة، والسجن غيابيا لست فتيات من حرائر الإسكندرية بـ15عاما (..) وهذا الحكم لا يمت للعدالة بصلة، ويدل على فساد القضاء، وذكرنى بالحكم الصادر على طلاب الأزهر قبل أقل من شهر بالحبس سبعة عشر عاما وغرامة 63 ألف جنيه لكل منهم.
والجدير بالذكر أن الظلم يؤدى إلى التطرف واستخدام العنف فى مواجهة الظالم، فما مصير هؤلاء القضاة الفاسدين المفسدين؟ البعض قد يفكر بمنطق القوة وتلقين القاضى الفاسد درسا لا ينساه مدى حياته، بالاعتداء عليه ليكون عبرة لزملائه، حتى يتقوا الله فى الأحكام التى يصدرونها.
ورغم تعاطفى الكامل مع هؤلاء المظلومين إلا أننى أعترض بشدة على هذا التفكير، وأراه سيؤدى إلى نتائج عكسية تماما، فالقضاة المفسدون يمكنهم أن يتشددوا أكثر فى الأحكام التى يصدرونها انتقاما لما تم لزميلهم الذى تعرض للاعتداء، والانقلاب لن يترك هذه الفرصة تفلت منه دون أن يستغلها بمزيد من الإساءة إلى المجاهدين والتيار الإسلامى كله، بواسطة الإعلام التابع له، كما أنها مناسبة لتشديد قبضته أكثر على البلاد والعباد والقبض على كل معارض لحكم العسكر.
والحل فى رأيى من عند ربنا!! وإوعى تستخف بما قلته، فالله قادر على الانتقام من الظالمين، وعندما يأتى الفجر فى مصر بعد الظلام فكل هؤلاء القضاة المفسدين سيتم التحقيق معهم فى عهد الحرية وطردهم من الخدمة، وتطهير القضاء منهم وتقديم كل من يثبت إدانته إلى المحاكمة.
وفى انتظار ذلك اليوم فإن تلك الأحكام الظالمة قابلة للاستئناف والنقض، وما يدريك ما يمكن أن يقع لكل واحد من هؤلاء من مصائب فى حياته عقابا له على ما فعله فى عباد الله، وجزاء ربنا أقوى بالتأكيد من عقاب البشر لمن ظلمهم. أليس كذلك؟