يقاس إنتصـار الأمم بعِظم صبر أحرارها ، وتحملهم للشدائد بقلب سليم ، هذا ما ختم به أحمد موافى ابن مدينة المحله الكبرى رسالته من محبسة ، والمعتقل من داخل جامعة المنصورة منذ أكثر من أربعة أشهر .
وقد أكد أحمد فى رسالته على المعنى الحقيقي للحياه والمتمثل فى الجهاد فى سبيل الله ، وأن قول الحق فى وجه سلطان جائر هو أعظم الجهاد ، فإذا إصطفاك الله لذلك ستعلم جيدا كيف أن إصطفاء الله يرزقه لمن يستحق ، وأن الثوار سيعلمون كيف ينتقي الله ويصطفى من يستشهد أو يصاب أو يعتقل .
وأشار أحمد إلى أن جميع المعتقلين لا يملكون سوى الدعاء للأحرار بأن يثبتهم الله وينصرهم ، كما شددد على أن فائدة الصبر كيقين تام ووسيلة قيمّه فى حدوث نصر من الله فى القريب العاجل .
نص رسالة أحمد من محبسه والذي أرسل معها مسبحة لأخته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم النبيين سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين ..
إلى إخوانى و أحبابي فى الله ، إلى من تعاهدوا لنصرة شريعة الله و توحدوا على طاعته ، إلى من ينصرون الله :
إن الحياة ليست بطنا تُملأ ، ولا شهوة تفضى ، ولا مال يُنال ، و لكن الحياة أعظم الأعمال .
أن الحياة هي الجهاد فى سبيل الله , و أنتم تختارون أفضل الجهاد , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أفضل الجهاد فى سبيل الله كلمة حق فى وجه سلطان جائر " صدقت يا رسول الله .
فلتعلموا أن الله كما اختاركم لهذا الجهاد ، فسيصطفى و ينتقي منكم من يستشهد أو يصاب أو أو أو ….
اعلموا ان الله لا يختار أى شخص و لكنه يصطفي من يستحق
وإذا علمت أنه كيف اختارك من وسَط كثير من عباده لتقول كلمة حق فى وجه سلطان جائر ، ستعلم كيف ينتقى و يصطفي الله منا من يُستشهد و من يُصاب أو يُعتقل
نحن السجناء لا نملك هذا الجهاد
لا نملك سوى الدعاء . فليثبتكم الله و يصبركم و يعينكم و على الحق يثبت أقدامكم و ينصركم و ليتقبل الله منا و منكم أعمالكم .
نوصيكم بوصية واحدة ,, نوصيكم بالصبر
فأننا حتما سننتصر و لكن متى ؟؟
فـالمقياس هو "صبرنا "
أخوكم فى الله
أحمد محمد الموافي
زنزانة2/3