أحكام قضائية تفاجآنا منذ اليوم الأول للانقلاب كانت بدايتها حكما باعتبار جماعة الإخوان المسلمين التي انتمي لها الرئيس الشرعي محمد مرسي جماعة "إرهابية" رغم عدم وجود دوافع لهذا القرار سوي اتهامات لم تثبت صحتها وكان اليوم مفاجأة أخري بحكم محكمة الأمور المستعجلة حظر أنشطة حركة حماس داخل مصر والتحفظ علي مقاراتها فما الذي تريد سلطة الانقلاب الوصول إليه من هذا الحكم؟

حظر أنشطة "حماس" في مصر

قضت محكمة الأمور المستعجلة في مصر بحظر جميع أنشطة حركة حماس الفلسطينية في البلاد والتحفظ على مقراتها.

يأتي هذا بعد اتهام سلطات الانقلاب للحركة بالضلوع في تفجير مديرية أمن الدقهلية لكن الحركة نفت أي اتهامات لها بالضلوع في تلك التفجيرات.

حظر دخول أي حمساوي لمصر

وقال المحامي سمير صبري – صاحب دعوى حظر أنشطة "حماس" – أنه حكم تاريخي مضيفا في مداخلة هاتفية لبرنامج "صوت الشعب" على فضائية "المحور" أن الحكم اعتبر حركة حماس جماعة "إرهابية", وبناءً على ذلك سيتم غلق جميع مكاتبها في مصر, وحظر جميع أنشطتها.

وأشار، إلى أنه بمقتضى هذا الحكم فإنه سيتم منع دخول إلى حمساوي إلى أرض مصر, وسيتم القبض على أي شخص موجود على الأرض المصرية ينتمي إلى هذه الحركة.

وكان  صبري أقام دعوى أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، طالب فيها بحظر أنشطة حركة حماس في مصر، واستند في دعواه إلى تورط عدد من قيادات الحركة وأعضائها في العديد من أحداث العنف أثناء "ثورة 25 يناير" وما بعدها حسب تعبيره.

وتتهم  سلطة الانقلاب حركة حماس بدعم  الهجمات التي تشهدها سيناء  منذ الانقلاب العسكري والتفجيرات التي شهدتها مديرية أمت الدقهلية ومديرية أمن القاهرة.

الحكم يستهدف القضية الفلسطينية

قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الحركة تدين الحكم الذي صدر  بحظر نشاطها في مصر قائلة إنه يستهدف القضية الفلسطينية.

وأضاف أن الحكم يضر بصورة مصر ودورها تجاه القضية الفلسطينية ويعكس موقفا مناهضا للمقاومة الفلسطينية وأنه  "يستهدف الشعب الفلسطيني ومقاومته".

أما عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية -في تعليق عبر حسابه الشخصي على تويتر، "ندين بشدة قرار محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة حظر نشاط حركة‫ حماس والتحفظ على مقراتها"

المصري : الأجدر بمصر حظر أنشطة إسرائيل

فيما قال مشير المصري عضو حركة حماس في مداخله هاتفية لقناة الجزيرة تعليقا علي الحكم الصادر اليوم انه كان الأجدر لمصر حظر أنشطة العدو الصهيوني الذي قتل عشرات الآلاف من المصريين والفلسطينيين  .

وتابع المصري كيف للقضاء المصري أن  يصدر هذا الحكم بعدما تبين له من الاتهامات التي وجتهها الداخلية المصرية لأعضاء الحركة أنها ليس لها أساس من الصحة  فالأشخاص المتهمين حسب الأسماء التي ذكرتها الداخلية المصرية  ما بين شهيد ومعتقلين في سجون الاحتلال .

وأكد المشير أن حماس لن تسمح بأن تكون كبش فداء لإسرائيل أو غيرها  في إطار الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر حاليا .

وختم المشير مداخلته بأن العلاقات بين مصر وحماس لن تكون عبر تصريحات في وسائل الإعلام بل هي أهم وأعمق من ذلك فالعدو بيننا مشترك .

الداخلية : حماس قدمت دعم "لوجيستي" لمفجري الدقهلية

كانت بداية الاتهامات الموجهة للحركة من سلطات الانقلاب علي لسان وزير الداخلية الذي كشف فيه عن مفجري مديرية أمن الدقهلية والذي فجرت حركة حماس بعدها مفاجآت كبيرة .

فقد أعلن محمد إبراهيم وزير داخلية الانقلاب  فى مؤتمر صحفي  مطلع يناير الماضي عن أسماء مفجرى مديرية أمن الدقهلية وقال إن حركة حماس قدمت دعمًا "لوجيستيًا" لمنفذ تفجير مديرية أمن الدقهلية.

وتابع إبراهيم إن أسماء المتهمين بتنفيذ العملية هم : عماد مرعى محفوظ، يحيى الموجى سعد الحسينى، عادل محمود، أحمد محمد عبد الحليم السيد بدوى،وقال الوزير إنه عثر بحوزتهم على كمية من المتفجرات والأسلحة النارية وزعم  أن المتهمين كانوا يستولوا على محلات الذهب الخاصة بالأقباط لتمويل أعمالهم الإرهابية.

"حماس" تفجر مفاجأة بخصوص متهمي الدقهلية

وبعدها مباشرة وصف المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري «قائمة الأسماء التي نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط وتضمنت فلسطينيين، زاعمة مشاركتها في مهاجمة السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير» بأنها «سخيفة ومفبركة

وأضاف في تصريحات صحفية، أن القائمة تتضمن أسماء لأشخاص مازالوا معتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وآخرين استشهدوا قبل الثورة المصرية.

وتابع: «بعض من ورد في القائمة لم يخرج من غزة في حياته مطلقًا، وبعضهم كان معتقلًا داخل السجن أثناء الثورة في مصر،مضيفا أنها صورة جديدة من الحرب المحمومة التي يقودها البعض على الساحة المصرية ضد حركة حماس بهدف محاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية!!

وهو ما لم تبرره بعدها وزارة الداخلية أو تدلي بأي تصريحات ترد فيها علي تلك الاتهامات التي ليس لها اي أساس من الصحة بناء علي ما فجرته الحركة من مفاجآت فيما يخص أسماء المتهمين.

حماس لا تعترف بالعدو الصهيوني                                                                 

حركة حماس أعلن عن تأسيسها أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة الصهيونية حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية علي رأسهم الشيخ أحمد ياسين وأصدرت حماس بيانها الأول عام 1987 إبان الانتفاضة الفلسطينية ثم صدر ميثاق الحركة في أغسطس 1988، ولا تؤمن حماس بأي حق لليهود الذين أعلنوا دولتهم عام 1948 في فلسطين، وتعتبر صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي "صراع وجود وليس صراع حدود".

وتنظر إلى إسرائيل على أنها جزء من مشروع "استعماري غربي صهيوني" يهدف إلى تمزيق العالم الإسلامي وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وتمزيق وحدة العالم العربي.،وتواجه الحركة التي تدير قطاع غزة حصار خانق قامت إسرائيل بفرضه  إثر نجاحها في الانتخابات التشريعية في 2006 قبل دخول حماس غزة بعام، ثم عززت إسرائيل الحصار في 2007 بعد سيطرة حماس على غزة في2007.

ما الذي يريد الانقلاب الوصول إليه؟

وبعد هذه التصريحات التي تعادي حركة حماس من سلطات الانقلاب سواء باتهامها بالضلوع في التفجيرات التي شهدتها مصر في سيناء أو غيرها من المحافظات والزعم بإيواء الحركة لإرهابيين وإدخالهم عبر الأنفاق بين غزة ورفح ،وبرغم عدم وجود أي أدلة علي ذلك وبعد هذا الحكم الذي صدر اليوم والذي يزيد الأمور تعقيدا بين مصر وحماس التي تحكم قطاع غزة وتواجه حصارا خانقا منذ2006حتي الآن ،فما الذي تريد سلطة الانقلاب الوصول إليه من هذه الادعاءات؟