اتهمت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، قوات الجيش الرسمي الشعبي لتحرير السودان وقوات المعارضة بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، الجمعة الماضية.
وفي مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، قال استيفان دوجريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن تقارير بعثة المنظمة في جنوب السودان (يونميس) أفادت بتجدد القتال بين الطرفين في أجزاء من ولايتي الوحدة وأعالي النيل خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وأضاف المتحدث أن "اندلاع القتال في الوحدة وأعالي النيل يمثل انتهاكا للاتفاق الذي وقعه الرئيس سيلفاكير ورياك مشار في أديس أبابا".
ومضى قائلا: إن "بعثة يونميس أفادت بتجدد الأشتباكات بين الجانبين غرب مدينة بانتيو في ولاية الوحدة، أمس الأحد، فضلا عن وقوع عدة انفجارات قرب مجمع البعثة الأممية في بانتيو، حيث يتم حماية ما يزيد عن 23 ألف مدني".
وأضاف دوجريك أن "بعثة يونميس تدين القتال، وتطلب من طرفي النزاع التنفيذ الفوري للالتزامات التي تعهدا بها، ووقف جميع الأعمال العدائية" في الدولة التي استقلت عن الشمال عبر استفتاء في 2011.
ووقع سلفاكير وريك مشار، زعيم المتمردين، الجمعة الماضية، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب يقضي بوقف لإطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون من دون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.
وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور، إضافة إلى وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا.
وقتل آلاف الأشخاص وشرد نحو مليون شخص منذ اندلاع القتال في جنوب السودان بين الجيش والمتمردين في منتصف ديسمبر الماضي.
ومنذ هذا التاريخ، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم جلسة مشاورات مغلقة بشأن أزمة جنوب السودان، والعلاقات بين جنوب السودان والسودان.
