شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“محمد علي” بنى جيش مصر الحديث..والسيسي استخدمه للوصل للحكم

“محمد علي” بنى جيش مصر الحديث..والسيسي استخدمه للوصل للحكم
يوافق هذا الشهر بداية حكم مؤسس الدولة الحديثة، وبداية ضياع التغيرات الجوهرية التي يصفها مؤرخون بـ "ضياع...
يوافق هذا الشهر بداية حكم مؤسس الدولة الحديثة، وبداية ضياع التغيرات الجوهرية التي يصفها مؤرخون بـ "ضياع هوية الدولة الإسلامية"، حيث وافق اليوم بداية حكم محمد علي باشا الذكرى 209 على تولي محمد علي باشا حكم مصر بمايو عام 1805بعد أن بايعه الملقبون بـ "أعيان البلاد" ليكون والياً عليها، وبدأ التودد إلى الشعب المصري واستمالة زعماؤه للوصول إلى قمة السلطة وخاصة بعد ثورة الشعب ضد المماليك.
 
كما يعد "علي" هو المؤسس الفعلي لطريقة الجيش المصري الحديث والبدء في فرض التجنيد الجبري وإقامة مدارس عسكرية وإدخال الرتب بتعقيداتها الجديدة، وإقامة مصانع لإنتاج الأسلحة الحربية وكل ما يحتاجه الجيش من عتاد، غير أن "علي" الذي قام باستخدام الجيش المصري ضد جيش الخلافة "التي عينته" في عهده ونجح في هزيمته، لم يكن يتصور أن يقوم الجيش ذاته بالانقلاب على إرادة الشعب الذي يؤسسه ويطيح قادته برئيسهم الذي عينهم في انقلاب عسكري.
 
ولد محمد على باشا بمدينة قولة إحدى مدن اليونان عام 1769 م، وكان والده إبراهيم أغا رئيس الحرس المختص بحراسة الطرق ببلده وكان له سبعة عشر ولدا لم يعش منهم غير محمد على، وبعد ان توفى والده وهو بن 14 عام، كفله عمه طوسون الذي توفي، فكفله صديق والد وحاكم المدينة".
 
حكم محمد على مصر في الفترة ما بين 1805-1848، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكون أول حاكم يظل في الحكم لأكثر من 40 عاماً، فكانت كل الولايات التركية لا تولى حاكماً سوى عامين.
 
اتجه محمد علي إلى بناء بما سميت بـ"الدولة الحديثة" على النسق الأوروبي في مصر، وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.
 

العمارة الرومية

 
وكانت العمارة من المعالم البارزة في ضياع الهوية الاسلامية والتى استبدلت بالطراز والهوية الأوروبية نظرا لاستقدام محمد للعديد من المهندسين والعمال لبناء العديد من العمائر سواء الدينية أو المدنية أو الحربية فبدأ في الظهور أنماط تركية وألبانية وأوربية نتيجة لتوافد هذه العناصر على مصر في القرن التاسع عشر الميلادي على العمارة والفنون فعرف هذا الطراز في كتب المؤرخين باسم " الطراز الرومي".
 
كما انتدب محمد على باشا المهندسين وملاحظي المباني ليطوفوا بالمدن للكشف عن المساكن والدور القديمة ويأمروا أصحابها بهدمها وتعميرها فإن عجزوا أمورا بإخلائها ولتقوم الحكومة بترميمها على نفقتها الخاصة لتكون بعد ذلك من أملاك الدولة 
 

التعليم

 
أدرك محمد علي أن للتعليم أهمية عالية لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير شؤون البلاد، حيث بدأ بإرسال طائفة من الطلبة الأزهريين إلى أوروبا للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدء تلك النهضة العلمية، وكان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه، كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، كما المدارس الحربية مثل مدرسة السواري أو الفرسان بالجيزة مدرسة المدفعية بطره مجمع مدارس الخانكة، مدارس الموسيقي العسكرية وغيرها من المدارس لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة.
 
وفى أعوام 1839، 1840، و1841 أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك "المدارس العليا"، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل للوفاء باحتياجات الجيش من الأطباء، ومدرسة الألسن، ومدرسة الولادة.
 

الصناعة والاقتصاد

 
الصناعة التي تطورت كثيراً في عهد محمد على باشا بكافة أشكالها وبخاصة الحربية لمواكبة الأنظمة التي كانت موجودة بأوروبا.
 
وكانت معظم الخامات المستخدمة في الصناعة كانت موجودة فعلا بمصر فضلا عن توفر الثروة البشرية، وهكذا تم إنشاء العديد من المصانع وكان أول مصنع حكومي بمصر هو مصنع الخرنفش للنسيج وكان ذلك في سنة 1816م، ثم بدأت تتوالى افتتاح مصانع أخرى سواء الحربية أو غيرها الأمر الذي أدي بمحمد على إلى إتباع سياسة خاصة للنهوض بهذه المصانع بدأها أولا باستخدام الخبراء والصناع المهرة من الدول الأوربية لتخريج كوادر مصرية من رؤساء وعمال وصناع وفنيين وإحلالهم محل الأجانب بالتدريج.
 
وقد انقسمت الصناعات الجديدة التي أدخلها محمد على إلى ثلاثة أقسام وهي الصناعات التجهيزية وتمثلت في صناعة آلات حلج وكبس القطن وفى مضارب الأرز ومصانع تجهيزه، وتجهيز النيلة للصباغة، ومعاصر الزيوت ومصانع لتصنيع المواد الكيماوية.
 
والثانية هي الصناعات التحويلية وهي الصناعات المتعلقة بالغزل والنسيج بكافة أنواعه، القسم الثالث هو الصناعات حيث أسس أول ترسانة أو دار للصناعة بالقلعة ورش باب العزب ليكون على أحدث النظم الأوربية في ذلك الوقت لتتوالى المصانع الحربية بعد ذلك بأنحاء مصر.
 
واستعان محمد على في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث.
 

الجيش

 
اما عن الجيش فقد كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام 1815، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في بولاق. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة.
 
بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن عند اغرائهم بالرواتب والملبس والمأكل والمسكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا بحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة.
 
بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام 1833، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شئون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب.
 
وسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس ثلاث مدارس أخرى، كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ.
 
واعتمد محمد علي على الإنتاج الحربي لإنتاج جميع أنواع الأسلحة فأنشأ مصانع للأسلحة في مصر عام 1827.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023