شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الآن بدأت المعركة – د. جلال الدين محمود

الآن بدأت المعركة – د. جلال الدين محمود
أحد عشر شهرا مضوا علي انقلاب العسكر علي أول سلطة منتخبة بمصر، لم يكن انقلابا عاديا بنفس الصورة المعهودة التي...
أحد عشر شهرا مضوا علي انقلاب العسكر علي أول سلطة منتخبة بمصر، لم يكن انقلابا عاديا بنفس الصورة المعهودة التي تجرى بها الانقلابات العسكرية، فما كان يستطيع انقلابا عسكريا أن يصمد طوال هذة الشهور أمام الحراك المتصاعد في الشارع من وقت حدوثه إلى الآن.
 
كان ما يميز هذا الانقلاب كونه جاء مستغلا حالة من الانتفاضة الشعبية المبررة في الثلاثين من يونيه الماضي ليجعلها غطاءا له وظهيرا شعبيا يستند عليه وقد كان، فأصبح التحدي الأكبر حينها الذي يواجه الثوار الذين يصرون علي استكمال التجربة الديمقراطية الوليدة ليس كونهم يواجهون العسكر بآلياته ومدراعاته ودباباته، لكنه كان في كون وجود قطاعا عريضا من الشعب يعتبر ما فعله العسكر هو تلبية لارادتهم ، فكان العبء الأكبر.
 
لذا كان يجب علي الثوار ليس فقط أن يزيد رصيده من الاحتضان الشعبي بل عليه أيضا أن يكسر حالة الظهير الشعبي للانقلاب ويفقده قدرته على الحشد، وضع الثوار أول مسمار في نعش الظهير الشعبي في السادس من أكتوبر الماضي كونه ثاني تجربة دعي إليها قادة الانقلاب للاحتشاد في الشوارع احتفالا بنصر أكتوبر، فتعالت أصوات الثوار بالاحتشاد أيضا وجعل اليوم ملتهبا وساخنا ليفقد أنصار الانقلاب أهم ما كان يميز يوم التفويض كون اليوم هادئا وآمنا، فكان اليوم حينها يوم الثوار بامتياز وتأثرت حشود الانقلابيين حينها، ليفقد خلال عشرة أشهر قدرته الهائلة على الحشد، فلا يجد مفرا أمامه للحفاظ علي حجته أمام العالم الخارجي كونه يلبي ارادة الناس سوي إجراء الانتخابات الرئاسية لاضفاء شرعية مزعومة للانقلاب يستند عليها.
 
لكنها كانت المفاجئة للجميع للثوار قبل معسكر الانقلاب، حالة عامة من المقاطعة تشمل بعض فئات الشعب كليا كالشباب وتتجه لأغلبية بقية فئات المجتمع، أيا كانت الأسباب التي أدت لتلك الحالة التي تعتبر بمثابة فقدان معسكر الانقلاب لظهيره الشعبي بل صنعت الصدمة أيضا حالة من اليأس والبؤس في نفوس أنصاره المنتفعين كأصحاب المصالح ورجال الأعمال والنصاري تجعلهم غير قادرين علي مناصرته مستقبلا.
 
يجب علي الثوار ومن يدير المشهد دراسة المقاطعة جيدا والوقوف علي كل الأسباب ، لكن لحين إعداد الباحثين تقريرا يخدم صناع القرار، إلا أنهم يجب عليهم ان ينتهزوا الفرصة والمبادرة لاحداث فعل يخرجهم من دائرة رد الفعل وامتلاك زمام الأمور.
 
الآن بدأت المعركة بين ثورة شعبية سلمية ضد انقلاب عسكري بحت كأي انقلاب عسكري آخر، فقط أخرجوهم خارج الملعب فهم لا يجيدون اللعب خارجه.
 
الانقلاب الذي أتى بغطاء شعبي سقط بسقوط الغطاء الذي تستر به، وسينهار اكثر بالتفاف هذا الغطاء على مشروع سياسي جديد.
 
والله غالب على أمره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023