حذر وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، مساء اليوم الخميس، من "انهيار حتمي" للبنان بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إليه "ما سيؤثر سلبا على المنطقة وأوروبا".
وقال باسيل خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألماني في مقر وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت إن "لبنان يحاول أن يحيد نفسه عن الأزمة السورية وتداعياتها".
وأضاف أن لبنان لا يمكنه انتظار الحل السياسي في سوريا كي يغير من سياسة فتح الأبواب تجاه اللاجئين السوريين الوافدين إليه، مشيرا إلى أن بلاده "عليها أخذ إجراءات لمنع الانهيار الحتمي" بسبب أعداد اللاجئين الكبيرة.
وحذر باسيل من أنه في حال انهيار لبنان جراء تداعيات الأزمة السورية وأعداد اللاجئين السوريين "فإنه أثر ذلك سيكون كبيرا على المنطقة وأوروبا"، معتبرا أن هذا التأثير "سيكون أخطر من تأثير الأزمة الأوكرانية".
وأشار الى أنه اقترح على نظيره الألماني أن تعقد ألمانيا مؤتمرا للدول المانحة حول موضوع اللاجئين السوريين لدعم لبنان والمنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة فيه.
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن أعداد اللاجئين السوريين "ليست هي المشكلة"، معتبرا أن المشكلة الحقيقية هي استمرار العنف في سوريا.
وأعلن شتاينماير أن بلاده سترفع عدد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم على أراضيها الى 30 ألفا خلال الفترة المقبلة.
ولفت الى أنه اتفق مع نظيره اللبناني على "زيادة المساعدات الانسانية والطبية للاجئين السوريين" المتواجدين حاليا على الأراضي اللبنانية، مؤكدا أن بلاده "لا تتملص من مسؤولياتها في هذا المجال".
وقال إن ألمانيا لا تدعم إقامة مخيمات للاجئين على الحدود اللبنانية السورية "بسبب أن تلك المناطق لا تتمتع بالأمن الكافي".
وأضاف أن هناك إمكانية لعقد مؤتمر دولي يبحث إنشاء صناديق تعمل على دعم المنظمات الإنسانية العاملة في لبنان، والتي تقدم المساعدات والمعونات للاجئين السوريين، مشيرا الى أن ألمانيا قادرة ومستعدة لتنظيم مثل هذا المؤتمر، دون أن يقدم موعدا مقترحا له.
وكان شتاينماير وصل إلى بيروت، مساء اليوم، على أن يلتقي غدا الجمعة رئيسي مجلس النواب (البرلمان) نبيه بري والحكومة تمام سلام قبل أن يغادر بيروت.
ويرزح لبنان تحت عبء ثقيل من الالتزامات، يقابله نقص في الموارد التي تخوله التصدي كما ينبغي لأزمة اللجوء السورية الآخذة بالاتساع.
ويضم لبنان أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يصل عددهم، إلى مليون ونصف مليون لاجئ مع نهاية العام 2014 أي ما يعادل ثلث سكان لبنان قبل اندلاع النزاع في سوريا.
