شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون: الجيوش الانقلابية تتحول لأنظمة ديكتاتورية مستبدة

سياسيون: الجيوش الانقلابية تتحول لأنظمة ديكتاتورية مستبدة
يرى كثير من الخبراء إن تصارع قيادات الجيوش العربية بعد ثورات عظيمة لشعوبهم على السلطات المستبدة وانجرافها في المعترك...

يرى كثير من الخبراء إن تصارع قيادات الجيوش العربية بعد ثورات عظيمة لشعوبهم على السلطات المستبدة وانجرافها في المعترك السياسي غالبا ما تكون نهايته دائما سوداء، مؤكدين أن انخراط الجيش المصري في الحياة السياسية في الستينات كانت نتائجه هزيمة 1967، ليؤكد العديد من الخبراء أن مهمة الجيوش فقط حماية الدولة والبعد عن المعترك السياسي لان الجيش ركن من أركان الدولة تتمتع بالاستقلال والحياد التام بعيداً عن التدخل في الشأن السياسي.

 

اللواء عادل سليمان، مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، قال خلال حواره لقناة الجزيرة إنه فى مدد زمنية قصيرة انخرط الجيش المصري بشكل أو بآخر في النواحي السياسية بتجربة هزيمة يوليو 67 لتضع حداً فاصلاً ونهائياً وتجعل الجيش يتخذ الموقف الحاسم بأن ينأى بنفسه عن السياسة وصراعات السلطة ويعتقد ويتخذ ويتبنى العقيدة الوطنية أن واجبه الرئيسي هو الدفاع عن الوطن.

 

الديمقراطية لا تعرف الانقلابات

 

بدوره يرى عبد المعطي ذكي إبراهيم الكاتب والمحلل السياسي أن الجيش في النظام السياسي الديمقراطي هو مؤسسة سيادية كغيرها من المؤسسات السيادية المتعددة المنصوص عليها دستورياً، كالبرلمان والقضاء ورئاسة الدولة، وهي المؤسسة التي تتمتع بالاستقلال والحياد التامين تجاه النظام السياسي القائم الحكومة.

 

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن الدولة الديمقراطية لا تعرف ظاهرة الانقلابات العسكرية، أو ظاهرة تدخل الجيش في الشأن السياسي ، من خلال الانتصار لفريق سياسي ضد آخر خلال عملية التنافس السلمي على السلطة، وذلك لكون السياسة في النظام الديمقراطي مجرد لعبة مدنية صرفة، ومجال مفتوح لجميع المواطنين، وحق من حقوقهم المدنية التي كفلها القانون والدستور سواء من حيث تشكيل الأحزاب السياسية والانتخاب والترشح في الانتخابات العامة.

 

فيما أكد خبراء أن الجيش في أي دولة هو ركن سيادي من أركانها، وليس أداة بيد السلطة الحاكمة، ولا يمارس إلا المهام المقررة له دستورياً وهي حفظ كيان الوطن والدولة من الأخطار الخارجية، وانشغاله بالسلطة والسياسة أمر في غاية الخطورة،مشيرين إلى أنه عندما ينقلب جيش على رئيسه ليتولى زمام الحكم  فمن الطبيعي أن يتحول لنظام ديكتاتوري .

 

جيوش عدوة لشعوبها

 

من جانبه قال الكاتب الأردني أنيس الخصاونه في مقال له إن مهمة الجيوش والعسكر هي حماية حدود الأوطان والمحافظة على سيادة الدولة وفي إطار ذلك يقوم العسكر بتنفيذ ما تريده السلطة السياسية في الدولة التي قد تكون ديمقراطية أو غير ديمقراطية مشيراً إلى أنه لم يسجل أي جيش في العالم نجاحات في إدارة شؤون الدولة وتوجيه دفة السياسة ليس لأنه لا يرغب في ذلك فحسب ولكن لأنه غير مؤهل أو مهيأ لمثل هذه الدور.

 

وأضاف أن الجيش مهمته حماية حدود الوطن وتنفيذ أوامر السياسيين والإطاعة لرؤسائه لأن المنظمات العسكرية مصممة ومبنية على الأمر والنهي وليس الحوار و الاختلاف والرأي والرأي الآخر التي تشكل السمة الأساسية في العمل الديمقراطي الحقيقي.

 

وقال إن تاريخ الجيوش في الانقلابات العسكرية على السلطة السياسية معروف ومألوف في الدول النامية التي ما زالت تصارع من أجل الوصول إلى حكم مدني وسلطة سياسية منتخبة وممثلة لإرادة الشعب الجيش الذي ينقلب على السلطة يحل محلها ليمارس استبداد مماثل لذلك الذي يدعي أنه ثار من أجله ، وأن مثل هذا الجيش جيش ضد الوطن وعدوا للشعب لأن معظم دروس التاريخ تخبرنا بأن هذا الجيش الانقلابي يتحول إلى نظام دكتاتوري مستبد ولنا في معظم دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية خير أمثلة على ذلك.

 

وأشار إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب بشكل نظيف من قبل شعبه وهو قد جاء في أعقاب ثورة شعبية عارمة على نظام سياسي مستبد دام أكثر من ثلاثون عاما متساءلاً هل كان المشير "السيسي" وقيادات الجيش المصري مؤهلة لتحديد ما هو ينبغي فعله لخدمة مصر وتحقيق مصلحة الشعب المصري؟ وما هي تجربتهم في السياسة ليقوموا بخلع رئيس منتخب  والانقلاب عليه؟ أليس الجيش المصري تابع لرئيس الدولة وينبغي أن يقوم بحماية الشرعية بدلا من الانقلاب عليها؟ .

 

أسئلة محيرة

 

وفي السياق نفسه قال الكاتب محمد قدري سعيد بجريدة الأهرام أن هناك أسئلة كثيرة طرحت عن تلك العلاقة الحميمة التي كانت بين شباب الثورة  فى 25يناير ورجال الجيش في ميدان التحرير, وكيف أن دبابات الجيش وعرباته المصفحة قد نقش عليها الشباب والشابات شعاراتهم, ورفعت فوق بعضها راياتهم, وذلك الأسلوب السلس في التعامل المشترك بين الجيش والثوار لمواجهة التحديات اللحظية.

 

الجيش التونسي

 

ومن ناحية أخرى قال محمد صالح الحدري الخبير الاستراتيجي فى الشئون التونسية أن  الجيش التونسي عنده عقيده تمتاز بأن الولاء أولا وبالذات هو للدولة وللقانون وشعار الأكاديمية العسكرية عقيدة وجهاد، لافتاً إلى أن  تهميشه فقط بدأ في سنة 1991 بالتحديد في شهر إبريل لما قام المخلوع بن علي بتصفية الجيش من خيرة الكوادر التابعين له خاصة الضباط وضباط الصف، ولكن هذا لم يؤثر على سلوك الجيش وعن ولائه للقانون، فلما نزلت الثورة إلى الشوارع، الجيش لم يحارب الثورة لم يطلق الرصاص على المتظاهرين لأنه يعتبر أن هو من الشعب وإلى الشعب وفي خدمة الشعب وفي حماية الشعب.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023