شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جمهورية المشير.. معارضة هشة وديمقراطية زائفة

جمهورية المشير.. معارضة هشة وديمقراطية زائفة
حزب سياسي جديد يعتزم الفريق سامي عنان تأسيسه، وآخر للواء مراد موافي، وثالث أسسه بالفعل الفريق أحمد شفيق، ورابع...
حزب سياسي جديد يعتزم الفريق سامي عنان تأسيسه، وآخر للواء مراد موافي، وثالث أسسه بالفعل الفريق أحمد شفيق، ورابع أسسه مجموعة من العسكريين المتقاعدين، بينما توارت أحزاب إسلامية كـ "الحرية والعدالة" و"البناء والتنمية" و"الفضيلة" و"الأصالة" وحتى "النور" بدا باهتا في دعايته الأخيرة لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أما الأحزاب الليبرالية واليسارية فلم تكن أسعد حالا.. إذ خفت ذكر أحزاب الدستور والكرامة والمصريين الأحرار وغيرها؛ حيث لم يعد للأحزاب السياسية فعليا في الشارع المصري إلى الحد الذي دفع محللين إلى وصفها بالـ "كارتونية".
 
وخلال الفترة الماضية، لا يمكن أن تتمثل المعارضة في الأحزاب السياسية التي بدت مستأنسة أو عاجزة عن مجاراة الشارع، وهو ما عبر عنه الشباب بأن المعارضة لم تعد في مقرات الأحزاب، وإنما هي المعارضة الثورية في الشارع.
 
وطوال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة '' 25 يناير'' كانت أحزاب المعارضة الرسمية عبارة عن أحزاب كارتونية، وتعاني من عدم وجود ظهير شعبي، وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي المعارضة الوحيدة المتواجدة بالشارع المصري دون أي مظلة قانونية أو اعتراف رسمي بوجودها حتى ظهرت حركة 6 إبريل وكفاية في أواخر سنوات عهد مبارك، وعندما قامت ثورة يناير التي فجرتها الحركات شبابية استجابت هذه الاحزاب لأصوات الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع.
 
ونشأت عقب ثورة 25 يناير العديد من الأحزاب السياسية، منها من خاض السباق الرئاسي، وبعد فشله قرر الوقوف في صفوف المعارضة، والتي اتاح ذلك عهد الرئيس محمد مرسي، حيث تكونت العديد من الجبهات التي نظمت عشرات التظاهرات اليومية، والتصدي لأي قرار، يصدر من مؤسسة الرئاسة، والمطالبة منذ الشهر الأول لحكم الرئيس برحيله، ومن ثم اتفقت الاحزاب المعارضة بعد عام من فترة رئاسة مرسي مع المجلس العسكري للإطاحة به، بعد تظاهرات 30 يونيو.
 
ومع دخول مصر مرحلة قمعية من الدرجة الاولى بعد الانقلاب العسكري، لاسيما مع تنصيب المشير السيسي رئيساً للانقلاب، والتي شهدت البلاد في عهده منذ الثالث من يوليو، مقتل الالاف واعتقال عشرات الالاف واغلاق القنوات المعارضة، وتسخير كل مؤسسات الدولة لقمع أي اصوات معارضة له، توقع الكثير من السياسيين ان المرحلة المقبلة ستكون بلا معارضة، لاسيما المعارضة الثورية والتي تتمثل في أنصار الشرعية ومؤيدي مرسي.
 

معارضة هشة

 
ويأتي على رأس هؤلاء حمدين صباحي، الذي يطمح لقيادة المعارضة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، من خلال جبهة موحدة على طريقة جبهة الإنقاذ التي قادت المعارضة السياسية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
 
وتضم الجبهة المزمعة عدداً من الأحزاب والحركات الناصرية واليسارية، من أبرزها التحالف الشعبي الديمقراطي، برئاسة عبد الغفار شكر والتيار الشعبي وحزب الكرامة.
 
وتسعى الجبهة لخوض الانتخابات البرلمانية والبلدية، فيما يسعى صباحي لاستغلال ثقله في الحياة السياسية المصرية، كي يكون الرمز الأشهر الذي تلتف حوله القوى الشبابية والائتلافات الثورية الناقمة على الأوضاع، بسبب ما تعتبره تضييقاً على الحريات العامة.
 
ويحتل د. محمد البرادعي مساحةً مهمة في خريطة المعارضة الهشة، فبالرغم من تسميته ايقونة الحريات في نظر أنصاره من الناشطين السياسيين، الا انه عند مواجهته معارضة حقيقية، اختفى من على الساحة المصرية السياسية، ولم تظهر له صوتاً او كلمة عبر تدوينة لها كما هو كان المعتاد.
 
أما د. عمرو حمزاوي، رئيس حزب مصر الحرية، فهو يعارض خارطة المستقبل ويتحفظ على ترشح المشير السيسي للرئاسة، ويرى في ذلك زجاً بالجيش في السياسة.
 
وأوضح الدكتور وحيد عبد المجيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الفترة القادمة ستشهد تراجعًا مؤقتًا للعمل السياسي بشكل عام وليس فقط للأحزاب، بمعنى أن الساحة السياسية ستضمحل على المدى القصير خلال عامين.
 
وأكد عبد المجيد أن قطاعًا كبيرًا من المجتمع سيبتعد عن العمل السياسي؛ باعتقاد أن السياسة لم تؤدِّ إلى شيء على مدى أكثر من ثلاث سنوات، ولكن سيتبين لمن يعتقدون ذلك أنهم مخطئون، وسيحدث تغير في المزاج العام مرة أخرى، بعد أن يظهر أن موت السياسة يعني موت المجتمع، وموت المجتمع يجعل الدولة غير قادرة على النهوض؛ ومن ثم ستنتعش السياسة مرة أخرى، وسيزيد الطلب مجددًا على الديمقراطية؛ لأنه لا يوجد طلب الآن يذكر، والطلب على الديمقراطية الآن لا يذكر، ولكنها فترة مؤقتة تستغرق من عام لعامين، ثم ستبدأ مرحلة جديدة يكون فيها انتعاش كبير للسياسة.
 

معارضة مستأنسة

 
"6 أبريل"، "احرار" "كفاية"، "الاشتراكيين الثوريين" وغيرها من الحركات التي شاركت في ثورة يناير، ثم مثلت جبهة معارضة للرئيس محمد مرسي في فترة حكمه، واستدعاءهم للعسكر، ورفضهم الاعتراف بكون ما حدث ب 3 يوليو انقلاباً عسكرياً إلا بعد ان اصابهم ما اصاب جماعة الاخوان المسلمين وانصارها، من اعتقالات وقمع، وعارضوا وقتما الشبابية "الثورية" وعدد من الأحزاب، منها حركة شباب 6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، وحركة مقاومة، وحركة أحرار، وهو ما شملتهم جميعا مظلة جبهة طريق الثورة.
 
كما كان حزب مصر القوية من الاحزاب التي ظهرت "تتماشي مع التيار" حيث اعترفت بتظاهرات 30 يونيو وطالبت بعزل الرئيس، ثم اذ اصابها ما اصاب مؤيدي مرسي اعترفت بأنه انقلاباً عسكرياً مكتملا الاركان، بعدما اعتقل منهم العشرات وقتل منهم من شارك في اعتصام رابعة العدوية.
 
وتقول كبيرة الباحثين في الشؤون المصرية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ميشيل دن إن المؤشرات غير مشجعة.
 
وتضيف "أنا قلقة وبشدة على استقرار مصر. اعتقد أن مصر ابتعدت عن مسار بناء الديموقراطية وهي في طريقها إلى قمع القطاع الأكبر من الشعب"، لافتة إلى وجود الكثير من المقاومة لهذا المسار.
 
وتقول "لهذا أرى أن هناك تواصلا للمظاهرات واستمرارا للعنف ضد الحكومة كما هو الحال مع العمليات الإرهابية التي نسمع عنها بين فترة وأخرى".
 

معارضة ثورية

 
المعارضة الثورية والمتمثلة حالياً في التحالف الوطني لدعم الشرعية، ويتكون من 14 حزبا وحركة سياسية وشبابية، على رأسهم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، وكانت الجماعة تمثل أكبر تكتل معارض في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أن تصل للحكم لمدة عام واحد فقط.
 
وتأسس هذا التحالف في أعقاب الإطاحة بمرسي في يوليو الماضي، ويتكون من أحزاب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، والحزب الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الجهاد الإسلامي)، بالإضافة إلى أحزاب الفضيلة، والإصلاح، والوطن، والراية "أحزاب سلفية"، والوسط، والاستقلال، والعمال الجديد، والتوحيد العربي، وأغلبها أحزاب بمرجعية إسلامية.
 
كما ينبثق عن هذا التحالف عدة حركات شبابية ومهنية، منها "شباب ضد الانقلاب"، و"طلاب ضد الانقلاب"، و"نساء ضد الانقلاب"، و"مهندسون ضد الانقلاب"، و"معلمون ضد الانقلاب"، غيرها من الحركات.
 
كما برز العديد من الشخصيات السياسية يبحث د. أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، عن دور مؤثر في خارطة المعارضة الشرسة، من خلال "التجمع المصري"، والذي يضم كياناً موازياً لـ "تحالف دعم الشرعية".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023