بعد القصف الصهيوني علي غزة، والرد القوي من المقاومة الفلسطينية، توقع الجميع تضامن عربي ومصري قوي مع غزة ودعم المقاومة، ودائمًا ما يكون هذا الدعم شعبي وإعلامي بسبب تخاذل الحكومة المصرية.
واختلف الوضع هذه المرة عن المرات السابقة في الدعم الشعبي المصري والإعلامي بسبب ما تبثه القنوات المحسوبة علي الانقلاب من كراهية للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وجاءت ردود الأفعال مفاجئة حيث هاجم الإعلام المصري المقاومة الفلسطينية بدلًا من دعم القضية الفلسطينية وحملوا حماس مسؤولية القصف، بل وصل البعض لمطالبة نيتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني بقصف حماس ووصف المقاومة الفلسطينية بالإرهابية، وشحن الشعب المصري ضد القضية الفلسطينية.
اللواء عادل سليمان مدير منتدى الحوار الاستراتيجي، استنكر غياب الدور المصري فى صد العدوان الصهيوني الواقع على قطاع غزة.
وأضاف سليمان فى مداخلة هاتفة للجزيرة مباشر مصر "كل مرة كنا نكتفى بالشجب والإدانة أما هذه المرة صمت مطبق ولا حديث عما يرتكب من جرائم بحق أهلنا فى غزة، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام المصرية تتحدث وكأنها تابعة للعدو الصهيونى وتطالب بضرب "بؤر الإرهاب فى قطاع غزة".
وأوضح سليمان أن بيان الإدانة من رئاسة الانقلاب جاء متأخرا، كما أن خبر الاعتداء الصهيونى على غزة لا يتم تغطيته فى وسائل الإعلام الرسمية المصرية، وهو ما يعكس عدم الاهتمام والقلق المصري بشأن الأوضاع فى قطاع غزة.
وقال محمد القدوسى، الكاتب الصحفي: إن العملية العسكرية التي تشنها سلطات الاحتلال الصهيوني على غزة تحظى بدعم سياسى ولوجيستى وإعلامي من سلطات الانقلاب فى مصر .
وأضاف القدوسي في حواره للجزيرة مباشر مصر أن موقع ديبكا المقرب من المخابرات العسكرية الصهيونية أكد أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري أعطى الضوء الأخضر للعملية، كما أن الجيش المصري دمر 19 نفقا على الحدود مع غزة لمنع الفلسطينيين من الهروب من القصف الإسرائيلي.
وأوضح أن إحدى الفضائيات المصرية وصفت القصف الصهيوني لقطاع غزة بأنه تدمير للبؤر الإرهابية في غزة، مضيفا أن اللواء محمد فريد التهامي رئيس المخابرات الحربية كان موجودا في دولة الاحتلال قبل القصف بأسبوع.
وتسبب الهجوم الشديد من وسائل الإعلام التابعة لسلطة الانقلاب فى حالة نفسية سيئة للشعب الفلسطيني بسبب حشد الإعلام المصري الشعب ضد القضية الفلسطينية بدلًا من أن يحدث العكس.
أطالب الجيش المصري بضرب هذه المعسكرات في غزة مش عايزين حاجة تجيلنا من عندهم..اللي يموت يموت هناك..لا هنعالج ولا عايزين حد يدخل عندنا..اضرب حماس'' كلمات أطل بها المذيع أحمد موسي ببرنامجه في مطلع هذا العام، وعلى نهجها سار بعض الصحفيين والإعلاميين حال عزة سامي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والتى قالت في تغريدة لها على تويتر بينما تُقصف العديد من المناطق الفلسطينية ''كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر من أمثالك للقضاء على حماس أس الفساد والخيانة والعمالة الإخوانية''.
وبعد الهجوم الإعلامي علي الشعب الفلسطيني ترسخ لدي الكثير من المصريين محدودي الثقافة أن غزة عدو يقتل المصريين، فلسطين تقتل الجيش المصري في رفح وتسرق الكهرباء المصرية، وتتخابر مع الرئيس محمد مرسي، وتهرب طعام المصريين عبر المعابر وتدعم الإرهاب.
''أي حاجة بتحصل بمصر إحنا السبب فيها.. لو واحد مات بسوهاج هيقولوا أهل غزة''، قال محمد حسين ذو العشرين عامًا، لم يعد الإعلام المصري في حسبان الأسرة الصغيرة ''لأنه ما بقى بيهتم بقضيتنا''، يوجعهم الموت ويقصم التجاهل الإعلامي ظهر قضيتهم.
