على غير عادته تأخر الازهر الشريف على الرد بإصدار بيان إدانة تجاه الهجمات في كل حرب تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على القطاع.
وأكد مصدر مطلع داخل مشيخة الأزهر لشبكة "رصد" الاخبارية ، أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب هذة المرة لم يكن الأمر بيده حيث كان في انتظار إشارة سيادية.
وأشار المصدر إلى ان المشيخة أصابها الأيام الماضية حالة من القلق المستمر حيث طالبوا العديد من شيوخ الأزهر عن سرعة اصدار البيان و كانو غير راضيين عن موقف الطيب -على حد قوله-
وبعد مرور أيام عديدة على العدوان واستشهاد مائة فلسطينية واصابة المئات، أصدر أحمد الطيب بيانه لادانة العدوان.
وقال شيخ الأزهر في بيانه بإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، واصفًا إياه بالاعتداءات البربريَّة والوحشية التي يُمارسها الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، في بيان له، أنَّ العربَ والمسلمين جميعًا لن يصبروا طويلاً على هذه الانتِهاكات التي تتنافَى مع القِيَم الإنسانية والقوانين والأعراف الدوليَّة، مطالبًا بوقف كل صور الاعتداء على الفلسطينيين، كما شدد على حق الشعب الفلسطينيِّ في إقامة الدولة الفلسطينيَّة ذات السيادة الكاملة على كامل أراضيه وعاصمتها القُدس الشرقيَّة .
و أكد محللون سياسيون قوة حماس في الرد على العدوان كانت السبب بتراجع الجيش المصري بناءا على مطالب أمريكية بالوقوف ضد حماس، وذلك بهدف إيجاد وسيط للتفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية في غزة حماس لإنهاء الحرب بين الجانبين، خاصة بعدما تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، وهو ما بدى جليا بموقف القوات المسلحة المصرية التي كانت أعلنت الطوارئ على الحدود وإغلاق معبر رفح في وجه المصابين الفلسطينيين وهدم كل الأنفاق التي تساعد حماس على التنفس وتلقى الإمدادات الغذائية والعلاجية.
وفجأة أصدر الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي أوامره بإرسال 500 طن من المواد الغذائيه والمستلزمات الطبيه للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزه.
وأعلن صبحي أن ذلك استمراراً للجهود والمساعي الدبلوماسية المصرية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بسرعة اتخاذ الإجراءات الداعمة للشعب الفلسطينى، كما يأتي ذلك فى إطار الدور التاريخي المستمر والمتواصل لدعم الشعب الفلسطيني.
وهو ما يفسر تغير الموقف المصري بعد محاصرة غزة إلى محاولة لعب دور الشريك العربي للوساطة من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني بعد فشله في ردع حماس.
وقال أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة "دريك" الأميركية محمود حمد إن الموقف المصري مقيد في رد فعله على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بسبب القيود, التي تفرضها عليه الولايات المتحدة، مدللا على ذلك بأن شيخ الأزهر, المرتبط بعلاقة وثيقة مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي, احتاج ثلاثة أيام لإصدار بيان إدانة للعدوان.
وردا على سؤال بشأن وجود قرائن على "تواطؤ" مصر لتصفية حماس، استبعد حمد, وهو أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة, في تصريحات لقناة "الجزيرة" هذه الاحتمالية، وقال إنها تقتصر فقط على رغبة في إضعاف حماس, حيث تعتبرها نخب ووسائل إعلام "مذنبة بحكم علاقتها مع الإخوان".
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة, الذي بدأ في 7 يوليو, إلى مائة شهيد وأكثر من 670 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بينما واصل جيش الاحتلال الجمعة غاراته على القطاع المحاصر .
ومن جانبها, قصفت المقاومة الفلسطينية في غزة الجمعة مطار بن غوريون في تل أبيب، وطالت صواريخها هرتسيليا ومدنا إسرائيلية أخرى.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن حركة حماس قولها إنها استهدفت المطار بثلاثة صواريخ من طراز "ام75"، بينما ذكر جيش الاحتلال أن منظومة القبة الحديدية أسقطت الصواريخ كلها خارج مجال تل أبيب.
وحذرت حركة حماس الجمعة شركات الطيران من أنها ستستهدف المطار بالصواريخ، داعية إياها إلى عدم التوجه إليه. وذكر شهود عيان في تل أبيب أن دويّ أربعة انفجارات أو خمسة سُمع بعيد إطلاق صفارات الإنذارات، وهو ما دفع السكان للاختباء في الملاجئ.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، الاثنين الماضي، أن رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي زار إسرائيل خلال الأيام الماضية والتقى مسؤولين كبارا في الدوائر الأمنية، وأكد على تقليص الجهود المصرية بشأن غزة.
