"محلل الدماء".. هذا هو أدق توصيف لحالة من يعرف نفسه بأنه "المفكر الإسلامي" الدكتور أحمد كال أبو المجد، والذي أطلق مبادرة جديدة، قال أنها لعقد تصالح بين مؤيدي شرعية أول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، وقادة الانقلاب العسكري الذين أطاحوا به وبالشرعية والمسار الديموقراطي.
ملخص المبادرة التي أطلقها المفكر "الإسلامي"، هي أن جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الشرعية، في أضعف حالاتهم، وأن الجيش والسلطة الانقلابية في أقوى حالاتهم، وهو ما يعني ضرورة أن يملي القوي على الضعيف شروطه، ويقبل الضعيف بأن يصفح عنه القوى ويطلق سراح عدد من أنصاره في المعتقلات ويوقف عمليات التنكيل بهم مقابل اعترافه بالأوضاع الجديدة.
لم يأبه "أبو المجد"، لكون ما قاله في مبادرته هو قلب واضح للحقائق وتآمر على نضال الشعب الذي يصر على الاستمرار في ثورته وإسقاط الانقلاب الدموي، وأصر على يحفر اسمه في التاريخ كمحلل للدماء التي سالت على الأرض منذ فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر ومذابح الحرس الجمهوري وميادين المحافظات، والتي زادت عن 5 آلاف شهيد وعشرات الآلاف من المعتقلين والمصابين.
يقول الدكتور حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، لـ"رصد": "من يريد أن يقرأ المبادرة بشكل جيد، فعليه أن يربطها بتوقيت الإعلان عنها، والذي يأتي بعد مظاهرات وانتفاضة 3 يوليو الحاشدة، وبعد أن جمع السفاح الدموي عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، الصحفيين والإعلاميين ليساعدوه في الخروج من المأزق".
وأضاف "زوبع": "كلما ازداد الحراك الثوري القوي في الشارع المصري، تخرج مثل هذه المبادرات المعيبة، إلا أنهم في هذه المرة اختاروا رجل يقول على نفسه مفكر إسلامي، ليقول هذا الكلام غير المنطقي، بدلًا من أن يعلن مبادرة للمطالبة بحقوق الشهداء والمصابين، أو مبادرة للعدالة الانتقالية التي تحولت إلى عدالة انتقامية".
